أعلن معهد التقييس بالمغرب، وهو مؤسسة رسمية تعنى بمواصفات ومقاييس المنتجات، عن قرب تسويق مستحضرات التجميل (الماكياج) ذات العلامة (حلال)، على غرار المواد والمنتجات الغذائية التي تحمل إشارة (حلال)، وتشهد إقبالا كبيرا في الأسواق المغربية. وأصدر المعهد، في سابقة من نوعها بالمغرب، مشروعا يتضمن المعايير المغربية التي تتعلق بالمواصفات المطلوبة التي يلزم اتباعها من أجل صناعة مستحضرات التجميل بطريقة تخلو من أية مواد أو مكونات قد تخالف الشريعة الإسلامية، وأفادت المؤسسة الحكومية بأن صناعة ماكياج (حلال) ستشمل مختلف مراحل سلسلة الإنتاج من الاستقبال والإعداد والتصنيع والتصنيف والتعبئة والتخزين والتوزيع، يتعين على الشركات احترامها قبل منح تلك المستحضرات التجميلية علامة (حلال). ووفق مدير (معهد التقييس) بالمغرب، عبدالرحيم الطيبي، فإن تسويق مستحضرات التجميل والعناية الشخصية، ذات العلامة التجارية (حلال)، تواكب المعايير المعمول بها في عدد من البلدان التي لها باع في هذا المجال، مثل ماليزيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة، وبين المسؤول ذاته أن اعتماد هذا المعيار في مستحضرات التجميل والعناية بالبدن، الذي يأتي بعد المواد الغذائية (الحلال)، يتيح للشركات المغربية التعامل بسلاسة مع الأسواق الدولية التي تتعاطى مع هذا القطاع الواعد في آسيا والدول الإسلامية. ومن جهته، أكد محمد الغزواني، تاجر في سلسلة مواد تجارية ذات العلامة (حلال)، في تصريحات ل(العربية.نت)، أن تسويق مستحضرات التجميل بشعار (حلال) بعيدا عن بعض المكونات المعروفة التي يراها البعض حراما، سيسهم في رواج هذا الصنف من التجارة، وتابع التاجر بأحد الأسواق الكبرى بالرباط، بالقول إن هناك إقبالا كبيرا من طرف الزبائن المغاربة على المواد الغذائية ذات العلامة (حلال)، وبالتالي فمن المرتقب أن تحظى مستحضرات التجميل (الحلال) بذات الإقبال، لتوفرها على معايير الجودة والسلامة الصحية وموافقة الشرع. ويقتحم المغرب الأسواق الأوروبية بالمنتجات الغذائية (حلال)، لرواج هذا النوع من التجارة هناك، خاصة أن المهاجرين في تلك البلدان يجدون حرجا في تناول مواد غذائية مشكوك في استجابتها للمتطلبات الإسلامية، خاصة بعض المأكولات الحيوانية والمشروبات الغازية. وللإشارة فلقد بدأت مستحضرات ومنتجات التجميل (الحلال) تروج في أسواق بريطانيا بعد أن حققت مبيعات جيدة في بعض الدول العربية وإندونيسيا وماليزيا، وبالرغم من أن كلمة (حلال) ترتبط عادة بموضوع اللحوم ومصدرها، إلا أن الكلمة ارتبطت أخيرا بمستحضرات ومنتجات التجميل، وهي صناعة آخذة بالنمو بشكل مضطرد. ويطلق مصطلح المكياج الحلال على مستحضرات التجميل التي لا تستخرج من حيوانات ميتة، أو من خنازير، أو من كلاب، أو أنها تحتوي على الكحول، ووفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، شرعت سامينا اختر بمشروعها التجاري لتسويق مستحضرات ومنتجات التجميل المستوردة من أستراليا، بعد أن تفحصها جهة مختصة للتأكد من أنها (حلال). وتقول سامينا من منزلها في وسط انجلترا، وتحديدا في مدينة برمنجهام، (استشعرت وجود حاجة في الأسواق لتلك المنتجات، وصار لدي زبائن من جميع أنحاء إنجلترا واسكتلندا، وجاءتني طلبات من ماليزيا وأمريكا). وتقول سامينا إن منتجاتها (الحلال) تجعل من السهل على المسلمات أداء الفرائض من دون الحاجة إلى التخلص من المكياج، إلا أن بعض رجال الدين يختلفون في الموقف الفقهي من قضية المكياج، فيرى بعضهم أنه غير جائز إسلاميا، ويرى آخرون أنه غير مضر. ويقول الشيخ هيثم الحداد، وهو أحد الأئمة البارزين في بريطانيا، إنه (في حال احتوى المنتج على عناصر مستخرجة من حيوانات ميتة، أو من خنازير، أو من كلاب، أو أنه يحتوي على الكحول، فإنه غير شرعي)، إلا أنه يضيف قائلا إن اجتهادات أخرى تتحدث عن التحريم من باب كمية المواد الممنوعة شرعا في أي مكون من مكونات مكياج المرأة، ويقول إن بعض المعتدلين لا يرون ضررا من وجود كمية ضئيلة من الكحول في أنواع المكياجات المختلفة. ويرى آخرون، حسب قوله، أنه في حال تغير العنصر المحرم شرعا إلى مكون كيميائي آخر فإنه يصبح مشروعا، كما يقول بعض الفقهاء، لكن الحداد ينصح المسلمات بتوخي الحيطة والميل نحو الخيارات التي لا لبس أو شبهة فيها، والابتعاد عن ما هو مشكوك فيه أو مريب، ويضيف الحداد، إن (البعض يسيئون استخدام كلمة حلال، ويضعونها على أي منتج كان، حتى إن البعض وضعها على الأسماك، وهذا سخيف).