نشرت صحيفة (واشنطن تايمز) الأمريكية مقالا لها عن رغبة أمريكا بعقد صفقة مع حركة (طالبان) حتي لا تهاجم القوات الأمريكية بعد إتمام الصفقة بينهم و بين أفغانستان وبقاء بعض القوات الأمريكية بالأراضي الأفغانية. وأبرزت الصحيفة قرار الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) ببقاء بعض القوات العسكرية وإجراء بعض العمليات لمكافحة الإرهاب بأفغانستان موضحة إنها أطول حرب في تاريخ أمريكا، وأضافت أن قرارها هذا له مخاطر عديدة على أمريكا، منها استمرار الهجمات الأمريكية بالطائرات بدون طيار على باكستان. وأشارت الصحيفة إلى الاتفاق الثنائي بين أمريكا و أفغانستان الذي يوضح قرارات (أوباما) ببقاء حوالي 12.000 من قوات حلف شمال الأطلسي معظمهم أمريكيين، حتى 2024 أو إلى أجل غير مسمى، في مقابل تقديم أمريكا لمساعدات مالية أمنية بقدر 4 مليار دولار. مقارنة بين قرار (أوباما) بالنسبة لبقاء القوات، وسحبه لجميع القوات الأمريكية من العراق بعد الاحتلال الذي دام لمدة عشر سنوات. وأضافت الصحيفة أنه في أي حال من الأحوال، فإن أمريكا تريد عقد صفقة منفصلة مع حركة طالبان الأفغانية، حتى لا تهاجم قواتها، وهذا هدف الحكومة الأمريكية الذي دفعها للمصالحة مع باكستان التي تأوي قيادات طالبان. وأوضحت الصحيفة أن أمريكا أعادت تقديم المساعدات المالية لباكستان، بعد وقفها لأن المؤسسة العسكرية الباكستانية تخفي قادة حركة طالبان الأفغانية الذين يقتلون الجنود الأمريكان ويساعدون التكفيريين الذين ينفذون هجمات في الهند و أفغانستان. وتابعت الصحيفة أن إستراتيجية أمريكا لما بعد 2014 يمكن أن تؤدي إلى تكرار نفس الأخطاء المستديمة التي أدت إلى تعثر الحرب التي دامت 12 عاما، موضحة أنه لا يمكن هزيمة الإرهاب والتمرد في أي مكان بالعالم دون قطع الدعم عبر الحدود. ولفتت الصحيفة إلى أن الولاياتالمتحدة في السنوات الأخيرة نفذت هجمات بطائرات بدون طيار من أفغانستان على المناطق القبلية بباكستان، وعلى كل من الجيش الباكستاني وحركة طالبان، ولكي تحافظ أمريكا على الخيار بالوصول إلى صفقة وصفتها الصحيفة بالخاسرة مع خصومها من حركة طالبان بأفغانستان لم تقم بأي هجمات على قياداتها المختفين بباكستان. وأشارت الصحيفة إلى أن الوصول لصفقة مع حركة طالبان الأفغانية يمكن أن لا يحترم من قبل بعض الفصائل النافذة بداخلها، والحل-على حد وصف الصحيفة- هو تقويض دعم العرقيات لطالبان قبل التوصل إلى أي صفقة. واختتمت (واشنطن تايمز) مقالها بأن (أوباما) لم يوضح حتى الآن لماذا لن يسحب جميع القوات من أفغانستان، مشيرة إلى أن أسوأ سيناريو سيكون هو عودة طالبان إلى السلطة بكابول، حيث سيطلقون عهدا جديدا من الإرهاب.