أعلن الأمين العام لحركة النهضة محمد ذويبي باسم الحركة عن رفضه المشاركة في وضع دستور توافقي بآليات وشخصيات غير متّفق عليها لأنه سينتج دستور ترتيب البقاء في السلطة قائلا: (إن توزيع مسودة على الأحزاب طريقة مستهلكة لا يمكن العودة إليها، وهي دليل على غياب الإرادة السياسية لإنشاء دستور توافقي). اعتبر ذويبي أمس خلال مراسيم افتتاح اللّقاء الوطني الأوّل للمنتخبين بمقرّ الحركة بالعاصمة أن الشعب الجزائري قدّم رسالة قوية بمقاطعته الانتخابات لأن المشاركة الحقيقية كانت ضعيفة رغم التضخيم، مشيرا إلى أن النهضة كانت تنتظر قراءة من السلطة للنتائج والمشهد السياسي إلاّ أنها لم تقرأ هذه الرسالة وأرادت أن تستبق الأحداث بجملة من المشاريع قائلا: (إن كلام المعارضة والتحدّث عن الدستور التوافقي هو مطلب المعارضة ومفرداتها، إلاّ أن السلطة عوّدتنا على انتقاد مطالب المعارضين والعمل على إفراغها من أيّ مضمون سياسي)، وأوضح أن هذا اللّقاء جاء بعد استحقاق قيل فيه الكثير، وطالبت النهضة بمنح الفرصة للشعب الجزائري بتوفير ضمانات سياسية وقانونية باعتبارها محطة تحمل تحدّيات كبيرة وفي ظروف إقليمية صعبة، مشيرا إلى أن السلطة رفضت اقتراحات الحركة بإنشاء هيئة محايدة لتنظيم الانتخابات، واصفة إيّاه (بالمطلب غير الواقعي وغير المقبول). كما قال ذات المتحدّث إن (توزيع مسودة لدستور توافقي على الأحزاب طريقة مستهلكة بشكل غير مقبول، فلا يمكن للطبقة السياسية أن تشارك في العملية لأن الدستور لابد أن يتمّ في إطار شفّاف ومتّفق عليه يطّلع عليه الشعب الجزائري ولا يكون مسودة توزّع على الأحزاب لإبداء الرأي)، مشيرا إلى أن السلطة تعيش عزلة سياسية وشعبية بعد الانتخابات بعد أن وضعت حكومة ليس لها أيّ لون سياسي، وهذا مؤشّر خطير لم يحدث إلاّ في الجزائر. وأكّد ذويبي أن الانتخابات الرئاسية الماضية سمحت بتوضيح المشهد السياسي، أين توضّح كلّ من هو في السلطة ومن هو في المعارضة، مشيرا إلى أن حركته اختارت عدم الانخراط في هذا المسار بعد أن أثبتت السلطة عدم جدّيتها في تطبيق عملية سياسية واضحة، على حد تعبيره. وشدّد المسؤول الأوّل في حركة النهضة على أن لا أحد يتزعّم التنسيقية لأنها متّفقة على إعادة الكلمة إلى الشعب الجزائري، مؤكّدا أن الحركة تعمل مع مجموعة من الأحزاب التي اتّفقت معها وقاطعت الانتخابات وعازمة على الذهاب إلى ندوة وطنية من أجل الانتقال الديمقراطي وبلورة الأرضية وتقديمها في صورة واضحة. وفي ختام الندوة تطرّق المتحدّث إلى أهمّية ودور المنتخبين المحلّيين والوطنيين وتثمين ما يقومون به، إلاّ أنه أشار إلى أنهم الحلقة الضعيفة في السلسلة بالرغم من تحمّلهم المسؤولية السياسية، وأن الحركة تطالب وتناضل من أجل تغيير هذا الوضع غير السليم.