أبدى الأمين العام لحركة النهضة، محمد ذويبي، أمس السبت، بالجزائر العاصمة، استعداد تشكيلته السياسية للمشاركة في المشاورات الجديدة حول مراجعة الدستور، مؤكدا أن هذه النقطة الجوهرية تعدّ “مطلبا لا يزال قائما للحركة والمعارضة”. وأوضح السيد ذويبي، خلال كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح اللقاء الوطني لمنتخبي الحركة، أن تشكيلته السياسية “مستعدة للمشاركة في المشاورات الجديدة حول مراجعة الدستور شريطة أن يسبق ذلك التوافق حول الآليات المتّبعة في هذا التعديل، وكذا الأشخاص المؤهلين للقيام بهذه التعديلات”. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، قد أعلن خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء المنعقد يوم 7 ماي المنصرم، أن “الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية والجمعيات ستتلقى في منتصف شهر ماي، اقتراحات التعديل التي خلصت إليها لجنة الخبراء”، مشيرا إلى أنه ستتم بعد ذلك “دعوة الأطراف المتحاور معها إلى لقاءات برئاسة الجمهورية، ستباشر مطلع شهر جوان المقبل، لعرض ومناقشة آرائها وتعقيباتها وربما اقتراحاتها البديلة لاقتراحات اللجنة، التي يكون لها ما يكفي من الوقت لدراستها”. وأبرز السيد ذويبي، أن تعديل الدستور الذي يراد أن يكون “توافقيا” يعد من مطالب المعارضة الذي طالما دعت إليه، منتقدا في ذات الصدد المنهجية التي اتبعت في هذا المجال، حيث يرى “أن اللجنة التي كلفت بتقديم مسودة حول هذا التعديل ليس لها لون سياسي وتعمل في الظلام”. واعتبر أن العمل وفق هذه الآلية التي ترتكز على تقديم مقترحات التعديل من طرف هذه اللجنة للأحزاب السياسية لإبداء الرأي إزاءها ب"الشكل الملتوي في العمل الذي يدل على غياب إرادة سياسية حقيقية في الوصول إلى دستور توافقي، وإنما الهدف من هذا التعديل إذا اتبع هذه المنهجية هو ترتيب البقاء في السلطة”. وأضاف أن الحركة “ترفض الإنخراط في تعديل الدستور في حالة انتهاج هذه الطريقة التي أثبتت فشلها”. وبالمقابل قال السيد ذويبي، أن الحركة “مستعدة للعمل في إطار شراكة سياسية مع السلطة في مجال الإصلاحات والبرامج، وتعديل الدستور وأنها ستتحمّل مسؤوليتها التي تكون جماعية في حالة تجسيد هذه الشراكة السياسية”، وترفض بالموازة ما أسماه ب"التوظيف السياسي للأحزاب”. ومن جهة أخرى، ذكر الأمين العام لحركة النهضة، أن حركته تعمل مع مجموعة من الأحزاب السياسية والشخصيات في إطار التحضير “للندوة الوطنية للحريات والانتقال الديمقراطي”، المزمع عقدها خلال الأيام المقبلة. وبخصوص التشكيلة الوزارية الجديدة لحكومة عبد المالك سلال، وصفها السيد ذويبي ب"حكومة ليس لها لون سياسي”. وفيما يتعلق بأشغال اللقاء الوطني لمنتخبي حركة النهضة، أشار السيد ذويبي إلى أن المنتخب يعد “حلقة ضعيفة في المنظومة السياسية لأنه يتحمّل المسؤولية السياسية، ولا يملك القرار السياسي الذي هو بيد المعين من طرف الإدارة”، داعيا إلى “توسيع صلاحيات المنتخبين لتحقيق تنمية محلية فعلية”.