بولنوار: "رمضان هو المحك الحقيقي لسيطرة الحكومة على الأسعار" قال الحاج الطاهر بولنوار الناطق الرّسمي باسم الاتحاد العام للتجّار والحرفيين الجزائريين إن شهر رمضان المقبل هو المحك لنعرف من خلاله ما مدى قدرة الحكومة الجزائرية في السيطرة على الأسواق الموازية، بينما طمأن قياديون في الاتحاد المستهلك الجزائري بوفرة المنتجات المنتظرة خلال رمضان وتوقّعوا أن لا تشهد الأسعار لهيبا جديدا. أفاد بولنوار في الندوة الصحفية التي عقدها أمس بمقرّ الاتحاد بالجزائر العاصمة بأن الشهرر الفضيل هو فرصة لتتجلّى قدرة الحكومة الجدّية في السيطرة على أسعار الخضر والفواكه، طالبا منها توفير الرقابة للمحافظة على صحّة المستهلك. وأردف المتحدّث في سياق حديثه أن التجّار ليسو مسؤولين عن أيّ مادة لا ينتجونها، مستدلاّ بأزمة الحليب التي عرفتها السوق الجزوائرية في الآونة الأخيرة، بالإضافة إلى الصراعات والنّزاعات التي يعيشها التجّار مع الزبائن بسبب ندرة الحليب في بعض الأحياء، وكذا الرّبح الضائع للتاجر بسبب إتلاف بعض الأكياس، والتي لا يصل هامش الرّبح لكلّ واحد منهم على الكيس الواحد 1 دينار جزائري. وعن استقرار السوق ذكر الناطق الرّسمي باسم اتحاد التجّار والحرفيين الجزائريين أنه توجد شروط تموين في كلّ دولة تتمثّل في التخرين (غرف التبريد) والحفاظ على صحّة المستهلك، مؤكّدا أنه لا يعرف الرّقم الحقيقي لغرف الحفظ والتبريد في الجزائر، بالإضافة إلى نقص دورها الضروري في استقرار التموين. وفي هذا السياق، وجّه بولنورار رسالة إلى وزارة الفلاحة، داعيا الوزير إلى الاهتمام بتفعيل غرف الحفظ والتبريد لضمان استقرار أسعار الخضر والفواكه في شهر رمضان المقبل. بولنوار: "استيراد اللّحوم لا يضمن انخفاض الأسعار بل العكس" أمّا عن اللّحوم فأكّد الحاج الطاهر بولنوار أن استيراد اللّحوم في رمضان لا يؤدّي إلى استقرار الأسعار (ولا يساهم في انخفاضها)، على حد تعبيره، فيما طالب وزير الفلاحة بأن يزيد من الإنتاج المحلّي لضمان الاستقرار، مشيرا إلى أن الجزائر بحاجة إلى أزيد من 1 مليون طنّ من اللّحوم الحمراء لتوفير الاكتفاء الذاتي في رمضان، بينما تصل الكمّية الآن إلى 600 ألف طنّ من الإنتاج الوطني، (وهو لا يلبّي الطلب ولا يضمن انخفاض الأسعار) حسب بولنوار. وأضاف بولنوار أن الحكومة تلجأ إلى استيراد اللّحوم كلّ رمضان، لكن هذا الاستيراد يأتي بنتائج عكسية -حسبه-. مجبر: "هناك فائض في المنتوج هذه السنة" أكّد مجبر محمد رئيس اللّجنة الوطنية لوكلاء اسواق الخضر والفواكه أن غرف التبريد لابد أن تلعب دورها كما يجب، مشيرا إلى أن هناك فائضا في الأنتاج هذه السنة، وقال إن السلع المستوردة من الخارج لابد أن تدخل غرف التبريد فور وصولها إلى الجزائر كي لا تتعرّض للإتلاف، وبذلك تتضرّر صحّة المستهلك منها، وعن التفّاح والإنجاص ذكر أنه من الضروري أن تقطف قبل نضجها وتكمل نضجها في غرف التبريد، على حد تعبيره. وعن حلول شهر رمضان قال مجبر إنه يسبق الشهر الفضيل في كلّ مرّة دعاية مفادها أنه سترتفع أسعار الخضر والفواكه في شهر رمضان، وفي هذا الخصوص أكّد أن الأسعار خلال شهر رمضان المقبل لن تشهد ارتفاعا بسبب أنه يتزامن وشهر يكثر فيه المنتوج. تغيير النشاط التجاري سبب ارتفاع الأسعار في سياق آخر، أكّد المتحدّث أن ما يعاني منه الفلاّح الجزائري ليس نقص المنتوج وإنما نقص اليد العاملة، ضف إلى ذلك أن ما قد يؤدّي إلى ارتفاع الأسعار في الثلاثة أيّام الأولى للشهر الفضيل هو تغيير النشاط التجاري لبعض التجار، حيث يتوجّه أغلب التجّار إلى الخضر والفواكه. كما قدّم مجبر بعض أسعار الخضر والفواكه لبعض المنتوجات في أسعار الجملة والتجزئة، مؤكّدا أن المنتوج هو الوحيد الذي يتحكّم في سعره والمنافسة كذلك، وقال إن الطماطم تباع في أسواق الجملة ب 25 دينارا أمّا في سوق التجزئة فتتراوح بين 50 و60 دينارا للكيلو غرام الواحد، أمّا السلطة فتباع في سوق الجملة ب 20 دينارا للكيلو غرام الواحد لتصل في أسواق التجزئة إلى 80 دينارا جزائريا للكيلوغرام الواحد. وعن المنتوجات التي ستشهد استقرارا في الأسعار خلال شهر رمضان المقبل ذكر محمد مجبر الولايات التالية: بومرداس، تيبازة، مستغانم، عين الدفلى، جيجل، ميلة، سطيف والعلمة وغيرها من المناطق المعروفة بوفرة إنتاجها الفلاحي. "الفريك" سجّل ارتفاعا ب 40 دينارا من جهته، أكّد علي بوجلطي مكلّف بالمواد الغذائية لزرالدة أن (الفريك) سجّل ارتفاعا ب 40 دينارا للكيلو غرام الواحد هذه الأيّام، أمّا الحبوب الجافّة والباقوليات المستوردة من الهند فقد انخفض سعرها ب 5 دنانير للكيلو غرام الواحد، على حد تعبيره. وعن الحليب والأزمات التي مرّت بها هذه المادة المستعملة كثيرا خلال الشهر الفضيل قال بوجلطي إن المشكل ينحصر في ندرة الموزّعين وليس في المادة، مؤكّدا أن هذه الأخيرة متوفّرة ولا تشهد أيّ نقص في الوقت الرّاهن. وفي هذا السياق أشار المتحدّث إلى أنه يسعى للتنسيق مع التجّار والرقابة التابعة لوزارة التجارة لتحديد أسعار الخضر والفواكه كي لا يشهد الشهر الفضيل تذبذبا في الأسعار. ملزي يعِد المستهلكين بتوفّر المنتوج في رمضان أمّا ملزي سعيد عضو الاتحاد العام للتجّار والغرفة التجارية والصناعية لولاية الجزائر فقد كشف أنه سيقوم بتجنيد كلّ المتعاملين الاقتصاديين والتجّار لاستقرار الأسعار في شهر رمضان المقبل. وأكّد ملزي أن وزارة التجارة ومديرية التجارة لولاية الجزائر ستسهر على أن لا ينقص المستهلكين أيّ منتوج، داعيا المستهلكين إلى العقلانية في اقتناء السلع وعدم السّماح بالارتفاع الجنوني والمفاجئ لأسعار الخضر والفواكه جرّاء هذا التصرّف، وطالب كذلك الجمعيات بتوعية المواطنين بانعكاسات الاقتناء المفرط للسلع.