قفز سعر اللحوم المجمدة في أسواق التجزئة إلى 700 دينار للكيلوغرام، ليصل بذلك إلى مستوى لم يشهده منذ بداية شهر رمضان، وهي بداية مضاربة كبيرة ستفتح الباب واسعا أمام التلاعب بالأسعار، فيما شرع عدد كبير من تجار الجملة والوسطاء في تخزين المنتوج للتحكم في الأسعار، ما حرم "الزوالية" من الإقبال عليه كما ألفوا سابقا. تفاجأ المواطنون مؤخرا بارتفاع سعر اللحم المجمد، حيث بلغت الزيادة حوالي 150 دينار للكيلوغرام الواحد، ليصل إلى 700 دينار بعد أن كان يعادل 550 دينار، وهو ما وقفت عليه “الخبر” في جولة بمختلف أسواق التجزئة بالعاصمة، حيث أرجع التجار هذا الارتفاع إلى الندرة الكبيرة للمنتوج، وإلى احتكار بعض المستوردين للسلعة والتلاعب بأسعارها. وفي تعليقه على ذلك، قال هشام أحد التجار بسوق علي ملاح إن المؤسسة العمومية الاقتصادية المتوسطية للتبريد، والتي مهمتها ضبط سوق اللحوم المجمدة والتموين بها، “أصبحت تقوم باحتكار المنتوج وبيعه بسعر لا يتعدى 460 دينار، ليعيد بارونات اللحوم المجمدة، وهم في الغالب تجار جملة أو وُسطاء، بيعَه بأسعار خيالية لتجار التجزئة وصلت أمس الأول إلى حدود 620 دينار”، يقول هشام. كما أكد تاجر آخر بسوق بلوزداد “مارشي12”، أن أسعار هذه اللحوم لم تكن تتعدى 620 دينار قبل رمضان، لتعرف منذ دخول الشهر ارتفاعا طفيفا لم يتجاوز 10 دنانير، لكن منذ أيام وصلت بورصة الارتفاع حسبه إلى أكثر من 45 دينارا، أي أن الكيلو غرام الواحد وصل إلى غاية 700 دينار، حيث قال محدثنا إن ندرة هذه اللحوم فتحت الباب أمام المضاربة بالأسعار من قبل أشخاص لا يمتون بصلة للتجارة. ولاحظت “الخبر” خلال جولتها بأسواق كل من علي ملاح وبلوزداد والعقيبة أن اللحم المجمد البرازيلي مفقود تماما، حيث وصلت أسعاره إلى أكثر من 700 دينار في سوق الجملة، حسب التجار الذين أضافوا أن اللحم الهندي سجل ندرة في الأسواق، بينما غاب اللحم البرازيلي تماما، وأشاروا إلى أن الجزائر لم تعد تستورد نسبة كافية من اللحم وفتحت الباب أمام اللحوم المجمدة الوطنية، غير أنها عجزت عن التحكم في أسعارها وعملية توزيعها. “الزوالية” وحدهم ضحية التهاب الأسعار وفي ذات الصدد، قال أحد الزبائن ممن التقتهم “الخبر” في سوق العقيبة إن ارتفاع أسعار اللحوم المجمدة حرمهم من “البوراك” كونهم كانوا يعتمدون في تحضيرها على اللحم المفروم المجمد، غير أن التهاب أسعارها دفعهم إلى شراء السمك المجمد لاستقرار أسعاره، وأشار أحد التجار إلى أنهم خسروا عددا كبيرا من الزبائن بسبب ارتفاع الأسعار، خاصة أن مستهلكي هذا النوع من اللحوم من الطبقة المتوسطة وميسوري الدخل، كما قال إن هؤلاء لا يمكنهم شراء اللحوم الطازجة لغلاء أسعارها التي تتعدى 1300 دينار. وقالت إحدى الزبونات إنه “لحسن الحظ هذه الارتفاعات الخيالية لأسعار اللحوم المجمدة جاءت في الأيام الأخيرة من الشهر الفضيل”، حيث صبت جامَّ غضبها على تطمينات ومشاريع المسؤولين التي وصفتها ب “الفاشلة”، مؤكدة أن هؤلاء عجزوا عن احتواء الأوضاع بعد أن مست هذه الارتفاعات أسعار لحم “الزوالية”. س. ب