بعينِ رضَا أمْ بعينِ ارتياب ينظرُ الأوروبيون إلى مسلمِين يشكّلون نسبا مهمّة منْ تعداد بلدانهم السكاني؟ ذاكَ السؤال ما مضَى مركز (بيُو) الأمريكِي المختصّ في بحوث الأديان إلى الإجابَة عنهُ في أحدث دراسة أبانَ أن الانطباع المكوّن حول المسلمِين يتباين في إيجابيتهِ كما في سلبيته بين البلد والآخر، ففِي الوقت الذِي يبدو فيه الفرنسيون أكثر الأوروبيين رضا عن المسلمِين يتّخذُ الإيطاليونَ موقفا مناوئا. تقرير (بيُو) الذِي شمل سبعة بلدانٍ أوروبية تعيش فيها جاليَة مسلمَة مهمّة هي فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا، ثمّ بولندا، كشفَ أن 50 بالمائة على الأقل ممّن جرَى استجوابهم في بولندا وإيطاليا واليونان لديهم انطباعاتٌ سلبية عن المسلمين، فيمَا ينقسمُ الشارعُ الإسباني لدَى إبداء رأيه من المسلمِين، ويعرب أغلب المستجوبِين الألمان عن موقفٍ إيجابي من المسلمين. أمّا البلد الذِي حازَ فيه المسلمون أكثر انطباع إيجابي في أوروبا فهو فرنسا، حيث أجاب 72 بالمائة من المستطلعة آراؤُهم بأنهم ينظرون إيجابا إلى المسلمِين مقابل 27 في المائة من النظرات السلبية. وعلى مستوى البلد الواحد يبرزُ الألمان ذوِي آراء منقسمة في المسلمِين، ففي الوقت الذِي يرى فيه 47 في المائة من المنتمين إلى اليمين الألماني نظرة ريبة يشقُّ اليسار مسلكا آخر، لا ينظرُ فيه إلى المسلمِين بصورةٍ سلبية سوى عشرون بالمائة. المستاءون من المسلمِين في صفوف اليمين الإيطالي يصلُون إلى 72 بالمائة مقابل 50 بالمائة في اليسار، بينمَا كانَ اليسارُ الفرنسي وفقًا لما يكشفُ عنه التقرير الأمريكي الأكثر تسامحا مع المسلمِين ولم تتخطّ فيه الآراء السلبية 17 في المائة، وهو ما يظهر أن يساريي أوروبا أكثر قَبول للمسلمِين قياسا باليمينيين. موازاة مع إبداء انطباعٍ جيّد حول المسلمِين، كانَ الفرنسيون أكثر الأوربيين إيجابية في النّظر إلى اليهود، إذْ إن 89 بالمائة منهم ينظرون على نحوٍ إيجابِي إليهم وَ10 بالمائة فقطْ من يكوّنُون صورة سلبية.