ما قدْ يبدُو لشخصٍ يقطنُ فِي السعوديَّةَ (فحشًا) و(فجورًا) يمكنُ ألَّا يعدُو كونهُ ممارسةً من الفردِ حريتهُ الخاصَّة، في نظر إنسانٍ أمريكِي، والمسائلُ الأخلاقيَّة الكبرَى التِي تستأثرُ بنصيبٍ وافر من النقاش في بعض الدول، أوْ تتوارَى في أخرى لأنَّ الخوض فيها لا يزالُ مطوقًا بالصمت، تقسمُ سكانَ البلدِ الواحدِ كمَا تقسمُ سكانَ العالم، ذاكَ ما كشفتهُ دراسةٌ لمركز (بيُو) الأمريكِي، أبانَ أنَّ سكانَ العالم ينظرُون بكثيرٍ من الاختلافِ إلى أسئلة أخلاقيَّة شائكَة. الدِّراسَة التِي شملتْ 40 بلدًا حول العالم بالاستطلاع، أظهرتْ أنَّ الآراء المحافظَة لا زالتْ أكثر حضورًا قياسًا بغيرها، حيثُ إنَّ 78 في المائة من المستجوبِين اعبتروا الخيانة الزوجية أمرًا غير مقبول، فيمَا لمْ يتعدَّ عددُ من قالُوا إنَّها مسألة ممكنة 7 في المائة، مقابلَ 10 في المائة رأوْا أنها لا تشكلُ سؤالًا أخلاقيًّا بالنسبة إليهم. المنحَى ذاته، أخذتهُ آراء سكان البلدان من المثليَّة الجنسية، وإنْ كانُوا أكثر تسامحًا معهَا قياسًا بالخيانة الزوجيَّة، إذْ اعتبرَ 59 بالمائة من المستطلعة آراؤهم المثليَّة أمرًا غير مقبول، في الوقت الذِي أيدهَا عشرون بالمائة، ورأى 13 بالمائة أنَّها شيءٌ لا صلَة لهُ بالأخلاق، وينبغي النظر إليه خارجَ ذاك القالب. في النظر إلى مسألة الإجهاض مثلًا، يبرزُ بونٌ شاسعٌ بين الدول المشمولة بالدراسة، ففي الوقت الذِي يرَى 17 في المائة من الأمريكيِّين أنَّه مسألة مقبولة، لا تتجاوزُ نسبة من ينظرون إلى الإجهاض أمرًا مقبولًا، في تونس 4 في المائة، و5 بالمائة في مصر، حيثُ غالبيَّة السكان من المسلمِين. فيما لا يجدُ 44 في المائة من اليابانيِّين أيَّ إشكالٍ في الإجهاض. الدراسةُ التِي تقدمُ آراء سكان العالم، أتاحتْ للمستوجبِين أنْ يجيبُوا بثلاث صيغ على الأسئلة المطروحَة، فإمَّا أنْ يعتبرُوا مسألةً أخلاقيَّة مَا غير مقبولة أخلاقيًّا (morally unacceptable)، أوْ غير مقبولة (morally acceptable)، أوْ أنهمْ لا يدرجُونها ضمنَ الأمور الأخلاقيَّة (not a moral issue). شربُ الكحُول مثلًا، يعتبرُهُ 66 بالمائة من اليابانيين أمرًا أخلاقيًّا، ولا ينظرُ إليه كمسألة غير مقبولة من الناحيَة الأخلاقيَّة سوَى 6 في المائة، فيمَا 25 بالمائة منهم، أنَّ لا صوابَ في الحديث عنْ الكحول من زاويَة أخلاقيَّة. مقابل ذلك، لا يرى سوى 1 في المائة من الفلسطيين الأمر مقبولًا من الناحيَة الأخلاقيَّة، ويعتبرهُ 89 بالمائة منهم غير مقبول أخلاقيًّا، ويذهبُ 9 بالمائة من الفلسطينيِّين إلَى أنهُ ليس مسألة أخلاقيَّة.