يمكن بوضوح ملاحظة الحملة العنصرية ضد الإسلام والمسلمين في شوارع العاصمة الأمريكيةواشنطن، والتي جاءت هذه المرة على شكل صور ضخمة، تم وضعها على حافلات الركاب التي تجوب شوارع الولاية. الحملة الجديدة تمثلت في صورة اللقاء الشهير بين هتلر ومفتي القدس، الحاج أمين الحسيني، في برلين منذ 73 سنة، وتنتشر هذه الصورة منذ الإثنين الماضي على 20 حافلة للركاب بشوارع واشنطن، في حملة تحريض جديدة تستمر أسبوعاً، وتدعو إلى وقف المساعدات الأمريكية عن الدول الإسلامية، بدعوى أن الدين الإسلامي محرّض على كراهية اليهود. ويكشف الدكتور نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية (كير)، عن راعية هذه الحملة، وهي منظمة (المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية التي ساهمت بتأسيسها وتتزعمها من يصفونها بعاشقة الشهرة، وهي مؤلفة كتاب (أوقفوا أسلمة أمريكا) قبل 3 أعوام، الأمريكية باميلا غيلر. وإلى جانب الصورة، تبدو عبارة (أوقفوا العنصرية وكل أنواع المساعدات للدول الإسلامية) واضحة تماماً. الحملة تظهر صورة الزعيم النازي على حافلات الركاب، جالساً يتحدث إلى المفتي حين استقبله في 1941م ببرلين، بوجود مترجم، حيث شرح الحاج أمين الحسيني لهتلر أخطار الهجرة اليهودية إلى فلسطين، بتشجيع من الانتداب البريطاني وصمته على استمرارها، طالباً أن تحترم دول المحور إرادة الفلسطينيين وتتعهد باستقلالهم، فيما لو كان النصر لها بالحرب العالمية الثانية. كانت زيارة المفتي الذي تمر بعد 6 أسابيع 40 سنة على وفاته في 1974 ببيروت، حيث دفنوه في مقبرة الشهداء، ضمن جولة شرح فيها الشيء نفسه للسلطات الإيطالية ذلك الوقت، قبل أن يغادر روما إلى برلين، فاستغلت (المبادرة الأمريكية للدفاع عن الحرية) صورة اللقاء، وجعلتها مادة دعائية لتبني عليها في حملة على الإسلام بحجة أنها كما النازية تماماً. وإلى جانب الصورة الممتدة مع عبارات إلى جانبها بطول 4 أمتار، نقرأ أن ثلثي المساعدات الأمريكية تذهب إلى دول إسلامية، وأسفلها عبارة تحريض: (أوقوا العنصرية، وكل أنواع المساعدات للدول الإسلامية)، وهو كلام قديم ومكرر تذكره ميلر، البالغ عمرها 51 سنة، في مدوّنة لها دائماً، إلا أنه يظهر لأول مرة إلى جانب الصورة الهتلرية، باعتبارها لافتة للنظر، وكجاذب إعلاني يشجع على متابعة الحملة. وأكد الدكتور نهاد عوض، أن (كير) ستقوم بحملة مضادة للحملة الحالية التي وصفها بأنها تحريض على كراهية المسلم الأمريكي، واستندت إلى معلومات مزيفة، باستخدامها آيات قرآنية خارج سياقها، متعهداً بأن تكون حملة كير راقية، توزع أثناءها مزيداً من نسخ القرآن، الذي سبق ووزعت منه 80 ألف نسخة.