أكّد المتحدّث الرّسمي باسم وزارة الداخلية التونسية محمد علي العروي أمس الأربعاء في تصريح إذاعي أن عدد الإرهابيين الذين هاجموا منزل وزير الداخلية السيّد لطفي بن جدّو في مدينة القصرين تسلّلوا من جبل (السلوم)، وأن عددهم يفوق 10 إرهابيين. لقي اللّيلة الماضية أربعة أعوان أمن مصرعهم في مدينة القصرين في هجوم إرهابي مسلّح على منزل وزير الداخلية لطفي بن جدّو، في حادثة تعدّ الأولى من نوعها تطال مقرّ سكني عضو في الحكومة. وذكرت إحدى المحطات الإذاعية التونسية أن الهجوم نفّذ بواسطة رشاشات من نوع (كلاشينكوف)، وأن الإرهابيين كانوا ملثّمين وأمطروا أعوان الأمن بوابل من الرّصاص بعدما فشلوا في اقتحام منزل الوزير. ومن جهته، أفاد متحدّث باسم نقابة الشرطة في مدينة القصرين بأن عناصر الأمن الأربعة الذين قتلوا في الهجوم المسلّح الذي استهدف منزل وزير الداخلية لطفي بن جدّو في القصرين تتراوح أعمارهم بين 20 و21 سنة. وسبق للحكومة التونسية أن أعلنت يوم الأحد الماضي عن (إفشال) مخطّط إرهابي كان يهدف إلى (إلحاق الدمار) بالبلاد من خلال ضرب منشآت اقتصادية وسياحية (وتصفية) عدّة شخصيات وذلك بعد أيّام فقط من اتّخاذ السلطات العسكرية تدابير (استباقية) تحسّبا لتدهور الوضع الأمني في ليبيا واحتمال (تأثيره) على الوضع في تونس. واعتبر مسؤول الجهاز التنفيذي مهدي جمعة أن قوات الأمن (أنقذت البلاد من مخطّط دمار) وذلك بعد تولّيها تفكيك شبكة إرهابية تتألّف من 16 عنصرا بحوزتها كمّيات من المتفجّرات والأحزمة الناسفة على مقربة من الحدود مع ليبيا. وأبرز وزير الداخلية التونسي السيّد لطفي بن جدّو أن المخطّط الإرهابي كان يتمثّل في تسلّل إرهابيين من الأراضي اللّيبية نحو التراب التونسي (لضرب) منشآت صناعية ومرافق سياحية وتصفية عدّة شخصيات. وأوضح مصدر أمني مسؤول أن العناصر الإرهابية كانت بحوزتها متفجّرات وألغام أرضية وأحزمة ناسفة، وأنها مدعّمة من طرف مجموعات مسلّحة في ليبيا. وتعيش تونس على وقع توترات أمنية حادّة منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي في جانفي 2011، حيث واجهت البلاد هجمات إرهابية طالت العديد من المرافق والمناطق، كما لقي العديد من أعوان الأمن مصرعهم في مواجهات مع عصابات مسلّحة قادمة من الأراضي اللّيبية، فيما حمّلت الجهات الحكومية جماعات (أنصار الشريعة) الجهادية التابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي مسؤولية هذه الاعتداءات.