أعلنت الحكومة التونسية، أمس، عن تمكنها من “إفشال” مخطط إرهابي قالت إنه كان يستهدف شخصيات ومنشآت اقتصادية وسياحية وإلحاق الدمار بالبلاد. وجاء هذا الإعلان بعد أيام قليلة فقط من اتخاذ السلطات العسكرية التونسية تدابير استباقية على إثر تدهور الوضع الأمني في الجارة ليبيا واحتمالات تأثيره على الوضع في تونس. وقال رئيس الحكومة، مهدي جمعة، إن قوات الأمن “أنقذت البلاد من مخطط دمار بعد تفكيك شبكة إرهابية تتألف من 16 عنصرا بحوزتها كميات من المتفجرات والأحزمة الناسفة على مقربة من الحدود مع ليبيا”. وقال وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، أن “المخطط الإرهابي كان يتمثل في تسلل إرهابيين من الأراضي الليبية نحو التراب التونسي بهدف ضرب منشآت صناعية ومرافق سياحية واغتيال شخصيات”. وكشف أن العناصر الإرهابية كانت بحوزتها متفجرات وألغام أرضية وأحزمة ناسفة وأنها “مدعمة” من طرف مجموعات مسلحة في ليبيا. وتعيش تونس على وقع توتر أمني حاد منذ الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي شهر جانفي 2011، حيث واجهت هجمات إرهابية طالت العديد من المرافق والمناطق. كما لقي العديد من أعوان الأمن مصرعهم في مواجهات مع عصابات مسلحة قادمة من الأراضي الليبية. ويثير الوضع الأمني المتدهور في ليبيا قلق السلطات التونسية التي قررت قبل بضعة أيام اتخاذ كل التدابير الضرورية لمواجهة أي تهديدات على حدودها الشرقية على خلفية المواجهات العسكرية التي تشهدها ليبيا في الآونة الأخيرة بين مليشيات مسلحة خارجة عن إطار الدولة. وقامت وزارة الدفاع التونسية بنشر عدة وحدات عسكرية تم نشرها في “شكل خط دفاعي ثان” على مستوى الشريط الحدودي الرابط بين البلدين علاوة على “ترتيبات دفاعية” مجهزة بالمعدات “الضرورية للتدخل في حال حدوث أي طارئ”. واعتبرت أن الوضع المتدهور في ليبيا “سيفسح” المجال “لتسلل” عناصر إرهابية داخل الأراضي التونسية “وإدخال الكثير من الأسلحة المختلفة والقيام باعتداءات إرهابية”. وهو الموضوع الذي شكل محور الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الوطني التونسي بحث انعكاسات التطورات المسجلة في ليبيا على الوضع الأمني الداخلي في تونس وفرضية انتقال هذا الصراع إلى الأراضي التونسية خاصة وأن تونس تأوي حوالي مليون و900 ألف مواطن ليبي. وشدد العديد من المحللين على التداعيات الإقليمية والمخاوف من انتشار وتهريب الأسلحة القادمة من ليبيا التي تعد مخزنا حقيقيا للأسلحة إضافة إلى مشكلة عودة المجموعات التونسية التي كانت تقاتل في سوريا والتي تلقت تدريبات فائقة على حرب الشوارع.