أقدم نهاية الأسبوع المنصرم تلامذة قرية بوخاشة الواقعة ببلدية شليا غرب خنشلة وأولياؤهم وبعض المتعاطفين معهم على قطع الطريق ومنع حركة العربات والمسافرين بين قريتهم ومركز البلدية شليا والدائرة ببوحمامة ومدينة قايس حيث يتمدرس هؤلاء التلاميذ في الطورين المتوسّط والثانوي· هذا، وقد قطع هؤلاء المحتجّون الطريق بالحجارة والمتاريس وإضرام النّيران في إطارت العجلات المطاطية وأغصان الأشجار ورفعوا لا فتات بمطالبهم· وحسب مصادر مطّلعة، فإن سبب هذا الاحتجاج هو انعدام حافلات النّقل المدرسي الذي أصبح هاجسا يؤرّق هؤلاء التلاميذ وأوليائهم الذين عجزوا عن توفير مستحقّات وسائل نقلهم إلى قايس لمتابعة دروسهم بشكل منتظم، الشيء الذي سيؤثّر حتما على مردودهم الدراسي، وقد يضطرّ بعضهم إلى مغادرة مقاعد الدراسة وبخاصّة صنف الفتيات· وقد قال هؤلاء المحتجّون إنهم يصطفّون على حواف الطريق منذ الصباح الباكر ابتداء من الساعة الخامسة ليظفروا بوسيلة نقل تقلّهم إلى مدينة قايس ويضطرّ بعضهم إلى ركوب شاحنات أو جرّارات تشكّل خطرا على حياتهم وعلى صحّتهم، كما يعودون إلى مساكنهم بقرية بوخاشة في الفترات اللّيلية المظلمة في ساعات متأخّرة حتى التاسعة مساء، ومنهم من يضطرّ إلى المبيت أحيانا في مدينة قايس· كلّ هذا وهم صابرون ينتظرون وعود وتسويفات المسؤولين المعنيين بعد أن نفد صبرهم خاصّة وهم على موعد مع حلول فصل الشتاء المعروف بقساوة برودته على منطقتهم كونها جبلية ووعرة التضاريس· وقد قال هؤلاء المحتجّون إنهم بفعلهم هذا أرادوا إيصال مطلبهم إلى المسؤولين ولفت انتباههم لتوفير حافلة للنّقل المدرسي لقريتهم بعدما ملّوا من الوعود والتسويفات· وفي سياق متّصل، استغلّ بعض هؤلاء المواطنين الحركة الاحتجاجية لمطالبة السلطات بخصوص النّقائص الأخرى التي يعانون منها كشبكة الغاز الطبيعي، حصص البناء الرّيفي، المياه وتحسين جميع الظروف المعيشية بالقرية· ومن جهتهم، أعضاء المجلس الشعبي البلدي لبلدية شليا تنقّلوا في الساعات الأولى إلى موقع الاحتجاج وفتحوا قنوات حوار مع المحتجّين ووعدوهم بمعالجة المشكلة في أقرب الآجال ورفعها إلى السلطات العليا حسب ما تسمح به إمكاناتهم·