أكد مقربون من الرئيس الفرنسي السابق، سيء الذكر، نيكولا ساركوزي أن الأخير يفكر كثيرا في العودة إلى الساحة السياسية الفرنسية، وبشكل مبكر، لإنقاذ حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية "الذي يواجه أصعب أزمة منذ تأسيسه والدفاع عن نفسه إزاء الكم الهائل من الانتقادات والهجمات التي يتعرض لها منذ فشله في الانتخابات الرئاسية في 2012. "نيكولا ساركوزي"، الرئيس الاسبق لفرنسا، هذه الشخصية المثبيرة من الجدل في كل حضور لها عبر وسائل الاعلام الدولية، تسعى الان الى العودة الى الاضواء واستغلال حالة الغليان في الشارع الفرنسي، من اجل تبييض صورتها امام الراي العام بعد أن خرج من الاليزي بشكل مخزي وفي ظروف وصفت بالسوداء. ويرى كريستيان إستروزي، رئيس بلدية مدينة نيس، جنوبفرنسا، أن في حال رغب ساركوزي في العودة حقا إلى السياسة، فعليه ألا ينتظر كثيرا، بل أن يعود اليوم قبل الغد، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لاستباق منافسيه في الحزب، مثل آلان جوبيه وفرانسوا فيون، اللذين سيترشحان بالتأكيد للانتخابات الرئاسية في2017 حسب إستروزي. "الحزب بحاجة ماسة إلى ساركوزي" وتشارك نادين مورانو، التي انتخبت نائبا في البرلمان الأوروبي الأحد الماضي، رأي زميلها إستروزي حيث صرحت أن بإمكان ساركوزي استغلال المؤتمر الاستثنائي الذي سينظمه حزب (الاتحاد من أجل حركة شعبية) في أكتوبر المقبل، لفرض نفسه رئيسا للمرة الثانية على هذا الحزب، خلفا لجان فرانسوا كوبيه الذي أعلن استقالته من هذا المنصب اعتبارا من 15 جوان، المقبل على خلفية فضيحة " بيغماليون". وقالت مورانو: (طبعا تولي رئاسة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية ليست الأولوية بالنسبة لساركوزي، لكن إذا تغيرت المعطيات السياسية داخل الحزب، فهذا يمكن أن يعجل بعودته)، مشيرة أن الحزب بحاجة إليه أكثر من أي وقت مضى". ساركوزي وسلسة الفضائح المالية ويواجه نيكولا ساركوزي سلسلة من الانتقادات تتعلق بفضائح مالية عديدة، مثل قضية التمويل المحتمل من قبل معمر القذافي لحملته الانتخابية في 2007 وقضية تجاوز السقف المحدد في النفقات المالية المخصصة للحملة الانتخابية في 2012 وقضية كراتشي، إضافة إلى قضايا سياسية وعدلية أخرى. يرى بعض متتبعي الشؤون الفرنسية أن كل هذه القضايا التي قد يكون ساركوزي تورط بها بشكل مباشر أو غير مباشر والمشاكل التي يواجهها مع القضاء بإمكانها أن تؤثر سلبا على طموحاته الرئاسية وتعقد أكثر عودته إلى السياسية. بالمقابل، يعتقد روجيه كروتشي، وهو نائب في البرلمان، وأحد المقربين من ساركوزي أن سيناريو العودة المبكرة لا أساس له من الصحة لأن الرئيس الفرنسي السابق غير مهتم بتولي منصب رئاسة "حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية" بل هو مهتم بالمشاكل التي تعاني منها فرنسا حاليا، خاصة في المجال الاقتصادي. هل ستنجح إستراتيجية ساركوزي الإعلامية؟ كان نيكولا ساركوزي ومنذ فشله في الانتخابات الرئاسية في 2012، قرر الابتعاد مؤقتا عن عالم السياسة وإعطاء أهمية أكبر لحياته الشخصية والعائلية. لكن في الحقيقة اعتمد الرئيس السابق على إستراتيجية إعلامية ذكية تركز تارة على نشر مقالات في الصحافة الفرنسية حول الوضع الاقتصادي في البلاد وتارة أخرى على "زيارات" ميدانية مثل تلك التي قام بها خلال الانتخابات البلدية، حيث شارك في مهرجان انتخابي لنتالي كوسيسكو موريزيه التي رشحت نفسها لتولي رئاسة بلدية باريس. لكن يبدو أن هذه الإستراتيجية وصلت إلى مداها وساركوزي مطالب اليوم بالجديد في حال أراد البقاء على الساحة السياسية.