وجّهت وزيرة التربية الوطنية السيّدة نورية بن غبريط أمس الأربعاء من مدينة المدية رسائل غزل صريحة لنقابات القطاع خشية تأثيرات الإضرابات والاحتجاجات التي من المحتمل أن تنظّمها مستقبلا، وأعربت عن أملها في إقامة حوار دائم وسط الأسرة التربوية، معتبرة أن القطاع (بحاجة إلى استقرار ومهلة على الجبهة الاجتماعية حتى يتمكّن من أداء الدور المنوط به على أحسن وجه). قالت السيّدة بن غبريط على هامش الزيارة التفقّدية التي قامت بها إلى مركز امتحانات البكالوريا ببلدية المدية إن الوزارة (ستسخّر كلّ الوسائل قصد التوصّل على المدى القريب إلى اتّفاق سلمي مع مختلف شركاء قطاع التربية)، مشيرة في هذا السياق إلى أن (هذا الاتّفاق يستدعي مساهمة كلّ الفاعلين، لا سيّما النقابات وإقامة حوار دائم مع مختلف الإدارات والنقابات وأولياء التلاميذ والأساتذة). وكشفت وزيرة التربية الوطينة من جهة أخرى عن نيتها في("وضع ميثاق أدبي يتعلّق بأخلاقيات المهنة يمكّن المعلّم من المساهمة بفعالية في إعادة النّظر في الجانب البيداغوجي الذي تعمل الوزارة بجدّية على تحقيقه)، موضّحة أن هذا المسعى (يرمي إلى تحقيق قفزة نوعية في مجال التعليم). وأعلنت بن غبريط أن مصالحها ستقوم بإصدار ثلاثة كتب جديدة في بداية الدخول المدرسي القادم تخصّ تلامذة الطور الأوّل في بداية الأمر، والتي ستطبع في كتاب يشمل كلّ المواد بذات المرحلة، وأن الدخول المدرسي 2014-2015 سيكون في الواحد والثلاثين أوت القادم بهدف تمكين الإدارة من التحضير الجيّد وفق المنظور المطبّق في العالم، حسب رأيها، مشيرة في ذات السياق إلى خطّتها الإصلاحية التي وصفتها بالإصلاحات العميقة لرفع المستوى التعليمي والمتمثّلة في إعادة النّظر في الطرق البيداغوجية المعمول بها حاليا، وكذا تدعيم الجانب التكويني للمعلّمين والأساتذة بإعادة تثمين دور المعاهد التكنولوجية المختصّة في التربية. وعن عائق ثقل المحفظة بالنّسبة لتلامذة الابتدائي فقد طمأنت بن غبريط أولياء التلاميذ بأنها بصدد اتّخاذ إجراءات مع البلديات لاتّخاذ تدابير على مستوى المدارس للتخفيف من عبء المحفظة التي سبّبت كثير التشويهات للمتمدرسين. وبالجلفة، كشفت وزيرة التربية أن (القطاع مقبل على إعادة النّظر في نظام الامتحانات)، مضيفة أن ملف إعادة النّظر في منظومة الامتحانات (مفتوح)، حيث توجد لجنة عمل تفكّر وتعمل في هذا الإطار، مشيرة إلى أنه (سيتمّ في شهر جويلية المقبل اتّخاذ الإقتراحات المضبوطة بهذا الشأن). وقالت وزيرة التربية الوطنية إن (المنظومة الحالية للامتحانات فيها ثقل وتجنيد كبير ولا نظنّ أننا نستمرّ في هذه الطريقة)، وأوضحت أنه سيتمّ إعادة النّظر مع كلّ شركاء الجهاز والقطاع التربوي في هذه المنظومة في ظلّ (وجود عدّة فرضيات مطروحة كما هو الحال للامتحانات المسبقة واستعمال البطاقة التركيبية، وكذا تنظيم دورة ثانية التي لا يمكن الحديث عن تطبيقها هذه السنة).