لا تزال قرية "تعزيبت" بالناصرية شرق بومرداس تنتظر التفاتة المسؤولين المتعاقبين على المجلس البلدي، حيث لا تزال تشهد وضعية كارثية، نظرا للعزلة الكبيرة والفقر المدقع الذي يفسره انعدام ملامح الحياة بها ، فضلا عن ذلك افتقارها للمرافق الخدماتية مما أدخل السكان دائرة النسيان. ل. حمزة أبدى بعض المواطنين القاطنين بقرية تعزيبت، استياءهم العميق من التهميش والعزلة التي يتخبطون فيها، والتي ترتبت عن عدم احتواء انشغالاتهم ومعالجتها لإنهائها تماما، وتمكينهم من العيش في ظروف جيدة ومريحة تتوافق وشروط الحياة الكريمة، وفي هذا الصدد، ذكر المواطنون المشاكل التي يعانون منها، وفي مقدمتها المرافق الخدماتية التي من المستلزم أن تتوفر بكل حي خدمة للقاطنين به، حيث أكد المواطنون أن قريتهم لا تعرف أي خدمات أو مرافق مساعدة على الحياة في ظروف أفضل، وبدأ المواطنون بالحديث عن غياب المؤسسات التربوية، فضلا عن الوضعية المعقدة التي تتواجد عليها الطرقات بفعل اهترائها، علاوة على غياب الغاز الطبيعي، إذ أن منازل المواطنين غير مربوطة بهذه المادة الحيوية، زيادة على غياب سوق يوفر متطلباتهم اليومية من مواد الخضر والفواكه وكذا افتقار المحلات التجارية الخاصة ببيع المواد الغذائية. وبالنسبة للمدارس فهذه الأخيرة غير متوفرة، مما يضطر أبناء القرية إلى قطع مسافة أكثر من كيلومترين باتجاه بلدية القرى المجاورة أو البلدية من أجل مزاولة دراستهم، وقد اشتكى الأولياء من هذا الوضع في ظل ضعف خدمات النقل المدرسي، وهو ما يجبر العديد من التلاميذ على استعمال حافلات النقل، فضلا عن سيرهم لمسافات على الأقدام مجابهين قساوة الظروف المناخية على مدار فصول سنة، حيث يصطدمون بالأوحال والمستنقعات المائية والانزلاقات في موسم الشتاء، فيما يعانون من أشعة الشمس الحارقة والحرارة المرتفعة في فصل الصيف. وبهذا الخصوص، قال السكان إن أبناءهم بحاجة ماسة لتقريب مدارسهم منهم، ليتجنبوا جميع الصعوبات والعراقيل التي تنجم عن غياب هذه المؤسسات التربوية، ودعا المواطنون مصالح بلديتهم إلى ضرورة أخذ هذا الانشغال بعين الاعتبار، حيث لا بد من توفير مدارس لجميع الأطوار التعليميّة، فضلا عن إلزامية تحسين خدمات النقل المدرسي التي يشتكي التلاميذ من تذبذب خدماتها. السكان يحلمون بطرقات معبّدة وقف المواطنون على حالة مسالكهم الترابية التي تتواجد في حالة مزرية، حيث قالوا إنها لم تعد صالحة للسير عليها، نتيجة للظروف الصعبة التي مستها، سيما بعد أن تآكلت وتحفرت وغابت عنها مادة الزفت، وهو ما يحولها بمجرد تساقط قطرات من المطر إلى فضاء للأوحال تترتب عنها انزلاقات خطيرة يدفع ثمنها المارة الراجلون الذين يتجولون داخل قريتهم، ويمشي سكان القرية على الطرقات جنب السيارات، في ظل عدم توفر الأرصفة والتي من شأنها مساعدة المواطنين في تحركاتهم، وأمام الوضع الرهيب الذي آلت إليها الطرقات لم يجد المواطنون من حيلة أخرى، حيث وجدوا أنفسهم مجبرين على السير عليها وهي على تلك الحالة، في ظّل غياب الحلول من قبل الجهات المسؤولة التي كان عليها الالتفات إلى هذا المشكل ومعالجته سريعا من خلال إخضاع الطرقات لأشغال التعبيد والتزفيت وكذا انجاز الأرصفة حماية لسلامة المارة من الحوادث المرورية، وبهذا تبقى متاعب المواطنين قائمة إلى أن تأتي الحلول من قبل المصالح المسؤولة. قارورة الغاز المحظوظ فقط من يتحصل عليها وعن عملية الربط بشبكة الغاز الطبيعي بالقرية، أكد السكان أنهم لم يستفيدوا من هذا المشروع، حيث يبقى حلمهم الدائم، نظرا للصعوبات والعراقيل التي تلازمهم أثناء عملية تأمين قارورات "غاز البوتان" خاصة في موسم الشتاء، وذكر المواطنون أنه في مرحلة الانتخابات قدم إليهم العديد من المترشحين والذين وعدوهم بتسوية مشكلة غاز المدينة، إلا أنه بعد انتهاء الانتخابات لم يستفد المواطنون من شيء، بل لم يحظوا أصلا بزيارة تفقدية إلى المكان الذي يتخبط في الكثير من المشاكل، وبهذا يبقى المواطنون محرومون من استعمال هذه المادة الحيوية التي تتعدد مجالات استعمالها، كما تتواصل معاناتهم مع ظروف جلب قارورات غاز البوتان والتي تدفعهم لزيارة مناطق مجاورة من أجل الحصول عليها. المفارغ العشوائية تنفر السكان كما تحدث السكان عن معضلة تراكم الأوساخ، والمفارغ العشوائية للقمامة، حيث تتجمع أعداد هائلة لأكياس القمامة والتي يتخلص منها السكان بطرق فوضوية. ويضيف هؤلاء، أن السكان للأسف هم المتسببون في هذه الأوضاع بالإضافة إلى عمال النظافة والذين يتغيبون عن زيارة المكان وقال السكان بشأن وضعية تراكم الأوساخ، إنها سيئة للغاية خاصة مع انتشار روائحها الكريهة، وتعود هذه المظاهر إلى بقاء تلك النفايات على حواف الطريق معرضة لمختلف الظروف المناخية، مما يجعلها تؤول إلى هذه الحالة الحرجة، كما تتسبب أيضا هذه الأوضاع في تشويه المحيط سيما مع اختلاط القمامة المتجمعة بمياه الأمطار المتحجرة على الطريق، إضافة إلى أن المواطنين لا يحترمون مكان رمي الأوساخ فضلا عن ذلك لا يتقيدون بالمواقف مما يجعل تلك النفايات تتضاعف، أمام هذه المشاكل الجمة، ويأمل سكان القرية التفاتة جادة من الجهات الوصية للنظر في انشغالاتهم.