لم يتردد وزير فرنسا للشؤون الخارجية والتنمية الدولية المدعو لوران فابيوس في إهانة الجزائر حكومة وشعبا، حين غط في نوم عميق أثناء جلسة عمل الشراكة بين البلدين، ما يشير إلى استهانته بالجزائر التي استضافته خلال زيارته لها التي استمرت يومين وانتهت أمس، ولو قام "سي" فابيوس بما قام به في دولة أخرى لاعتُبر الأمر فضيحة، ولكن.. ويبدو أن فابيوس كان يشعر بأنه في "جولة سياحية" وليس في زيارة عمل إلى الجزائر، ولذلك لم يجد حرجا في النوم أثناء جلسة عمل جرت بحضور وسائل الإعلام التي التقطت عدسات آلات تصويرها مشهد نوم (معالي الوزير الفرنساوي) لمدة تجاوزت الدقيقة، غطّ خلالها في النوم. وبدا وزير خارجية فرنسا يقاوم، ليس النوم وإنما محاولات إيقاظه، حيث شوهد وهو يبتسم بعد أن حاول أحدهم إشعاره ب(فضيحته) قبل أن يعود ليكمل (أحلامه) خلال جلسة عمل رسمية يُفترض أن يكون حاضرا فيها بكامل قواه الذهنية، فالأمر لا يتعلق بفسحة أو سويعة مقتطعة لمشاهدة فيلم يحق ل"ضيف الجزائر" أن يفعل خلالها ما يشاء، من نوم أو أكل أو مزاح. ما قام به فابيوس يصنف بلا شك في خانة اللامبالاة وقلة الاحترام، وهو شعور يتقاسمه كثير من المسؤولين الفرنسيين اتجاه الجزائر، ومن بينهم "كبيرهم" الرئيس فرونسوا هولاند الذي لم يتوان في التنكيت على الجزائر والسخرية منها خلال اجتماع بمجلس يهود فرنسا اعتبر أثناءه أن عودة أحد وزرائه من الجزائر سالما معافى أمرا عظيما! من جانب آخر، زعم الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية لوران فابيوس أن فرنسا لم تتدخل أبدا لصالح مؤسساتها على مستوى سوق الغاز الصخري في الجزائر، مضيفا خلال ندوة صحفية نشطها مع نظيره وزيرنا للخارجية رمطان لعمامرة "أن الحكومة الجزائرية تقرر ما يجب أن تقوم به وليس لفرنسا التدخل في هذه النقاشات". كما فند رئيس الدبلوماسية الفرنسية المعلومات التي مفادها أن مؤسسات فرنسية من قطاع الطاقة قد طلبت من فرنسا إقناع الجزائر بعدم استغلال الغاز الصخري. وأردف يقول (قرأت أن هناك طلب لتدخل فرنسا أو مؤسسة لإقناع الجزائر بعدم استغلال الغاز الصخري وهذا غير صحيح). وفيما يخص القاعدة 51/49 بالمئة المسيرة للإستثمار الأجنبي في الجزائر أكد الوزير الفرنسي مجددا أن حكومته تتحفظ عن التدخل في إجراء سيادي اتخذته الجزائر، مشيرا في هذا الصدد إلى أن رؤساء المؤسسات (يريدون صيغا أكثر ليونة لبعث التبادلات الإقتصادية بين البلدين التي تبقى كما قال دون تطلعاتنا). وأكد في هذا الصدد "ينبغي علينا إيجاد السبل والإمكانيات الكفيلة لمساعدة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لكلا البلدين على العمل سويا) (...). واعتبر السيد فابيوس أن رؤساء المؤسسات يبحثون عن الإستقرار وسرعة التنفيذ وهما (عنصران أساسيان). وللتذكير شرع الوزير الفرنسي للشؤون الخارجية والتنمية الدولية يوم الأحد في زيارة رسمية إلى الجزائر بدعوة من نظيره الجزائري رمطان لعمامرة. ورافق المسؤول الفرنسي خلال هذه الزيارة التي انتهت أمس وفد هام يضم برلمانيين ومسؤولين سامين من وزارة الشؤون الخارجية والتنمية الدولية الفرنسية وقرابة عشرين رئيس مؤسسة. وتندرج هذه الزيارة في إطار الاتفاقية الثنائية المتعلقة بتأسيس لجنة حكومية مشتركة رفيعة المستوى والتي أبرمها البلدان في ديسمبر 2013 والتي تنص ايضا على إقامة حوار سياسي منتظم بين البلدين على مستوى رئيسي الوزراء ووزيري الشؤون الخارجية والأمينين العامين.