في الوقت الذي أبدت فيه السلطة الفلسطينية أوضح مظاهر التعاون الأمني مع إسرائيل، أقدم جيش الاحتلال على إعادة اعتقال جميع أسرى حركة حماس الذين تم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. ذكر موقع صحيفة معاريف صباح أمس الأربعاء، أن الخطوة الإسرائيلية جاءت في إطار العقوبات التي تفرضها إسرائيل على حركة حماس، علاوة على محاولة توظيف نتائج التحقيق مع المعتقلين في الحصول على معلومات استخبارية يمكن أن تساعد في حل لغز عملية خطف المستوطنين الثلاثة. وتدعي إسرائيل أن هناك ما يؤشر على أن أسرى حركة حماس الذين تم الإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى الأخيرة مع حماس حاولوا عدة مرات تدبير عمليات خطف لجنود ومستوطنين. من ناحية ثانية كشفت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية النقاب عن أن جيش الاحتلال شرع الليلة الماضية في إلقاء القبض على عدد من عناصر الأجهزة العسكرية التابعة لحركة فتح ، الذين لا يلتزمون بتعليمات رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ونوّهت القناة إلى أن الاعتقالات في صفوف فتح تركزت في مخيّم بلاطة المتاخم لمدينة نابلس. وفي سياق متصل، كشفت قناة التلفزة لإسرائيلية الأولى الليلة الماضية النقاب عن أن السلطة الفلسطينية التزمت أمام إسرائيل بتوفير الظروف الميدانية التي تسمح لجيش الاحتلال تنفيذ حملته ضد حركة حماس في أقل قدر من التشويش. وذكر المعلق العسكري في القناة أمير بارشالوم أن الأجهزة الأمنية تقوم حالياً بالحيلولة دون تنظيم مظاهرات أو أي شكل من أشكال الاحتجاج الجماهيري في منطقة الخليل يمكن أن يؤثر سلباً على العملية العسكرية التي يواصل جيش الاحتلال تنفيذها. وأشار بارشلوم إلى أن إسرائيل تحاول تقليص الإشارة إلى مظاهر التعاون الأمني التي تبديها السلطة من أجل عدم المساعدة في زيادة الاحتجاج الشعبي الفلسطيني ضد سلوكها. وفي ذات السياق، ذكرت الإذاعة العبرية أول أمس الثلاثاء، أن السلطة الفلسطينية أرسلت عشرين ضابطاً متخصصاً في جمع المعلومات الاستخبارية من أجل المساهمة في الكشف عن خاطفي المستوطنين الثلاثة. من ناحية أخرى، كشفت صحيفة هآرتس النقاب عن أن مصر تساعد إسرائيل في جمع المعلومات الاستخبارية الهادفة إلى الوصول إلى خاطفي المستوطنين. وفي مقال نشره الثلاثاء في الصحيفة، نوه معلق الشؤون العربية تسفي بارئيل إلى أن الخطوة المصرية تعكس تعاظم واتساع التعاون الأمني بين كل من مصر وإسرائيل. ويذكر أن صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية قد كشفت النقاب عن أن مصر تعهدت لإسرائيل بعدم السماح بنقل المستوطنين الثلاثة المخطوفين إلى قطاع غزة عبر سيناء. إلى ذلك قال وزير الحرب الصهيوني موشيه يعلون إن الإجراءات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى نقل رسالة قوية لحركة حماس، مفادها أنه لا يمكن التسليم باختطاف (مواطنين إسرائيليين). وشدد يعلون، الذي كان يتحدث في مقابلة مع الإذاعة العبرية على أن إسرائيل ستواصل الضغط حتى حسم المواجهة حماس. من ناحيته شكك يوآف ليمور، المعلق العسكرية لصحيفة يسرائيل هيوم في قدرة إسرائيل على التأثير على خاطفي المستوطنين. وفي مقال نشرته الصحيفة في عددها الصادر اليوم، نوّه ليمور إلى أن إسرائيل معنية بممارسة الضغوط على قيادات حماس وعناصرها ومؤسساتها، في خطوة تهدف أيضاً للتأثير على معنويات الخاطفين بشكل يدفعهم للقيام بخطوات تفضي إلى الكشف عن مكان تواجدهم.