بقلم: محمود الربيعي أحدثت عقوبة اللاعب الأوروغوياني سواريز من قبل اللجنة التأديبية للفيفا جدلاً هائلاً بين مؤيد ومعارض! وقبل الاستفاضة، فإن العقوبة كانت عبارة عن توقيفه 9 مباريات دولية مع منتخب بلاده، وعدم السماح له بممارسة أي نشاط كروي لمدة أربعة أشهر كاملة، إضافة إلى غرامة مالية مقدارها 100 ألف فرانك سويسري. هذه القرارات تعني أن سواريز خارج المونديال من لحظة صدور القرار، وأنه سيغيب عن ناديه ليفربول الإنجليزي 4 أشهر كاملة تنتهي بنهاية أكتوبر المقبل، أما الغرامة فبلغت 100 ألف فرانك سويسري، وعلى هذا النحو فعضة سواريز هي أغلى عضة في التاريخ! وقد أوضح رئيس اللجنة التأديبية كلاوديو سولسير، أن الفيفا كان لابد له من التصدي لهذه الواقعة دونما تأخير، لأنه لا يمكن التسامح في مثل هذه الأمور في بطولة بحجم كأس العالم، أوضح أيضاً أن العقوبة لا تعطي لسواريز حتى حق التدريب، فهو ممنوع من ممارسة النشاط الكروي بكل أنواعه، كما أنه لن يكون بمقدوره التوقيع لأي ناد آخر غير ناديه ليفربول في فترة الصيف الجاري طالما أنه في حالة تجميد! وهذا القرار قوبل بارتياح في أوساط كثيرة وقوبل بالرفض التام في الأوروغواي، لاسيما وأن الرئيس خوسيه موخيكا كانت له تصريحات مناهضة لكل من انتقد العضة فما بالك بالقرارات، الرئيس كان قد طالب الفيفا ووسائل الإعلام والناس بأن تترك سواريز في حاله، وكان أيضاً قد رفض فكرة توقيع أي عقوبة على اللاعب من منطلق أن هذه الأمور من المفترض أن يتصدى لها الحكم وحده.. ولا يجب أن تراجع من غيره، كما أن كل من له علاقة بالأوروغواي يعيد هذه العقوبة للصحافة الإنجليزية التي هاجمت سواريز بعنف وطالبت بالكشف على قواه العقلية، وسربت فكرة التوقيف لمدة 24 شهراً للتأثير في الفيفا، وكان الإعلام الأوروغوياني أبدى اندهاشه من غضبة الصحافة الإنجليزية التي فاقت الغضبة الإيطالية التي تلقت العضة، وليس الإنجليز! أما آخر الصرعات العالمية الساخرة من عضة سواريز للاعب الإيطالي كيليني، فكانت عبارة عن منصة حملت صورة سواريز وهو فاتح فكه كالأسد وأسنانه بارزة مستعدة للعض، ولاقت هذه اللوحات إقبالاً شديداً من السياح الذين توقفوا عند الصورة في مشاهد ضاحكة وساخرة. آخر كلام العقوبة تبدو مناسبة ومنطقية، ولم أكن أبداً من أنصار معاقبة سواريز بأثر رجعي، حيث إن له عضتين سابقتين وهذه هي الثالثة، كانت هناك تسريبات بضرورة إيقافه 24 شهراً ولم يكن ذلك منطقياً! أعتقد أن الأوروغواي ستتأثر كثيراً بغياب النجم اللامع سواريز عن مباراة كولومبيا، فإذا كنا ضد العضة كسلوك شاذ في ميدان الكرة، فنحن بالتأكيد لا يمكننا أن نشكك في قدرات اللاعب، فسواريز مهجم فذ بكل المقاييس. ربما يكون ما حدث في مصلحة المنتخب الكولومبي الذي صعد بالعلامة الكاملة وبنجوم لامعة على المستويين الفردي والجماعي، واسألوا اللاعب البديل جيمس رودريغيز الذي سجل هدفاً لكولومبيا أمام اليابان لا يسجله ميسي ولا رونالدو! ستبقى عضة سواريز ضد اللاعب الإيطالي جورجيو كيليني في مونديال البرازيل، أشهر عضة في العالم وأغلى عضة في التاريخ!..