بالرغم ممّا فعله جيل جابو وسليماني ومبولحي في مونديال البرازيل ببلوغه الدور ثمن النّهائي ووقوفهم الند للند في وجه المنتخب الألماني، إلاّ أن جيل 1982 بقيادة بلّومي وماجر وعصّاد الذي قهر ألمانيا ما يزال محفورا في قلوب الجزائريين، وهو ما وقفنا عنده في مطار (هواري بومدين) من خلال حديثنا مع عدد كبير من الأنصار الذين توافدوا إلى المطار لاستقبال الأبطال. فرغم مرور أكثر من ثلاثة عقود ما زالت مشاركة المنتخب الجزائري لكرة القدم في بطولة كأس العالم 1982 تستحوذ على الجماهير الجزائرية بشكل يطغى حتى على سعادتهم واحتفالاتهم بالإنجاز التاريخي ل (الخضر) في بطولة كأس العالم 2014 المقامة حاليا بالبرازيل. رغم فشل جيل بلّومي في مونديال 1982 في بلوغ الدور الثاني ما تزال تلك الذكريات محفورة في أذهان وقلوب الجزائريين، أكثر من ذلك جلّ الجزائريين حتى الذين ولدوا بعد سنة 1982 يحفظون عن ظهر قلب جميع الأسماء التي شاركت في مونديال إسبانيا حتى تلك التي لم تلعب ولو دقيقة واحدة. وبعد مرور 32 عاما بدا أن أنصار (الخضر) في طريقهم ليرتبطوا بإنجاز آخر، حيث نجح المنتخب الجزائري في العبور إلى الدور الثاني في المونديال البرازيلي لتكون المرّة الأولى في تاريخ (الخضر) التي يعبروا فيها إلى الأدوار الفاصلة في بطولات كأس العالم. ورغم كلّ هذه السعادة والاحتفالات التي سيطرت على الفريق وأنصار (الخضر) منذ تأهّل الفريق إلى الدور الثاني في المونديال البرازيلي، لم يستطع هذا الإنجاز أن يحلّ مكان إعجاب الفريق بجيل الثمانينيات. ومع عقد المقارنة بين جيلي 1982 و2014 يؤكّد أنصار (الخضر) أن جيل 1982 شيء آخر، وأنه حتى بتأهّل الجيل الحالي إلى الدور الثاني بالمونديال لا يستطيع أن يسحب البساط من تحت أقدام الجيل الذهبي في الثمانينيات بقيادة رابح ماجر، بل إن بعض أنصار (الخضر) يرون أن جيل ماجر لن يتكرّر. وقد يكون تواجد لاعبي جيل 1982 الذي كان غالبيتهم ينشطون في البطولة المحلّية سببا من أسباب حبّ الجزائريين لجيل 1982، عكس الجيل الحالي فغالبيتهم ينشطون في الدوريات الأوروبية. وأكّد مجموعة من المشجّعين عقب مباراة ألمانيا أن الفوز على (المانشافت) والشيلي في 1982 لم يكن الإنجاز الوحيد لجيل ماجر، فقد قدّم الفريق عروضا راقية لعدّة سنوات وكان علامة بارزة في تاريخ الكرة الجزائرية والإفريقية، كما تأهّل إلى مونديال 1986. ورغم غياب معظم نجوم هذا الجيل عن المنتخب الجزائري الذي شارك في كأس إفريقيا 1990، كانت انتصارات وإنجازات ماجر ورفاقه حافزا قويا بفوز خلفائهم بلقب كأس إفريقيا 1990، كما كان الفريق على وشك الوصول إلى المونديال للمرّة الثالثة على التوالي لكنه سقط أمام نظيره المصري في ختام التصفيات في 1989. ويرى بعض الجزائريين أن الجيل الحالي، وبالرغم من أنه يضمّ العديد من المواهب وقدّم عروضا رائعة في المونديال البرازيلي إلاّ أنه ما يزال بحاجة إلى تقديم المزيد إذا أراد التفوّق على جيل الثمانينيات. أحد المناصرين يرى أنه إذا أراد الجيل الحالي سحب البساط من جيل الثمانينيات عليه تأكيد قوّته في المنافسات الدولية المقبلة. ويتّفق كلّ من تحدّثنا إليهم على أن كأس أمم إفريقيا القادمة قد تكون الخطوة المهمّة التي يحتاجها الفريق إذا أراد الجيل الحالي أن يتربّع على القمّة في قلوب المشجّعين، خاصّة وأن الفريق الحالي يختلف كثيرا عن الفريق الذي شارك في مونديال 2010، وبالتالي لا يمكن اعتبار أن هذه المجموعة شاركت في بطولتين متتاليتين لكأس العالم. وبهذا، تكمن فرصة الفريق في خطف الأضواء من الجيل الذهبي السابق للكرة الجزائرية في مواصلة الانتصارات ومحاولة انتزاع اللّقب الإفريقي عندما تستضيف المغرب البطولة مطلع العام المقبل ليضيفه إلى إنجاز التأهّل التاريخي إلى الدور الثاني في المونديال البرازيلي.