العائلة في مقدمة اهتمامات أهل البوليتيك خلال رمضان يعتبر شهر رمضان واحدا من أشهر السنة التي لها خصوصية كبيرة عند كل فرد من أفراد المجتمع الجزائري، مهما كان مركزه الاجتماعي والسياسي في البلاد، فأصحاب المال والأعمال وكذا نخبة المجتمع هم أيضا لهم برامج خاصة يسطرونها خلال الشهر الفضيل الذي يغتنمه الكثير منهم في أخذ عطلة والتمتع بقسط من الراحة مع أفراد العائلة. عتيقة مغوفل دائما تكون للشخصيات السياسة وكذا الفنية والرياضية وزنا ثقيلا في المجتمع فهي دوما تحظى بنوع من الاهتمام الخاص من طرف عامة الناس، لذلك حاولت (أخبار اليوم) التقرب من بعض الشخصيات الوطنية والوجوه البارزة في المجتمع الجزائري من أجل رصد الأجواء الرمضانية لهذه الفئة من الناس مع امتناع البعض الآخر عن الإجابة على اتصالاتنا، بينما سطّر سياسيون آخرون خطا أحمر على يومياتهم الرمضانية باعتبارها جزءا من حياتهم الشخصية التي يفضلون التكتم على تفاصيلها. عبد الله جاب الله: أستغل رمضان في العبادة والتقرب من العائلة الشيخ عبد الله جاب الله واحدا من الوجوه السياسية البارزة في المجتمع الجزائري، معروف بحنكته السياسية ودفاعه عن الفكر الإسلامي الذي يؤمن بالحوار والتعددية. الشيخ جاب الله من مواليد ماي 1956 بسكيكدة متزوج وأب لستة أطفال، متخرج من كلية الحقوق سنة 1978، والجدير بالذكر أن الشيخ جاب الله قد استهل نضاله السياسي سنة 1974، مما جعله يكتسب شخصية قوية مدافعة عن آرائه ومتمسكا بقيمه. حاولنا التقرب أكثر من هذه الشخصية الوطنية فربطت (أخبار اليوم) اتصالا هاتفيا به لمعرفة كيف يقضي يومياته في هذا الشهر الفضيل، ومن خلال الحديث الشيق الذي جمعنا به، أكد لنا الشيخ عبد الله جاب الله أن برنامج شهر رمضان بالنسبة له ثابت كل سنة لا يتغير، لأن شهر رمضان نفسه كل سنة شهر للصيام والقيام، حيث يكثر فيه القيام وقراءة القرآن بالإضافة إلى الذكر وملازمة الاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فالشهر بالنسبة للشيخ جاب الله فرصة لصلة الأرحام والإكثار من الذكر اقتداء بقول النبي صلى الله عليه سلم (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). فشهر رمضان بالنسبة للشيخ جاب الله فرصة يجب استغلالها أتم استغلال لأنها منحة ربانية من الله عزوجل حيث تكثر فيه الرحمة، وأضاف الشيخ جاب الله أن شهر رمضان بالنسبة له فرصة حتى يجدد الإنسان علاقته مع خالقه وفهم دينه والتعمق فيه أكثر من خلال تلاوة القرآن الكريم. فحلول شهر رمضان بالنسبة للشيخ جاب الله يعني توديع سنة وحلول سنة جديدة في أجواء دينية وروحانية مميزة. وفي سؤالنا للشيخ جاب الله حول كيفية قضاء يومياته خلال الشهر الفضيل أجابنا أنه خلال شهر رمضان يقلص قليلا ساعات العمل، حيث أنه يلتحق بمقر حزبه جبهة العدالة والتنمية الذي أسسه سنة 2011، بين صلاتي الظهر والعصر لأنه يفضل أن يقضي باقي أوقاته في البيت مع العائلة، حتى يكون له الوقت للتفرغ لاهتماماته العلمية التي لها حصة الأسد خلال شهر رمضان، لأن المسلم الذي ذاق طعم العلم مستحيل أن يتخلى عنه. وفي خضم حديثنا إليه صرح لنا الشيخ جاب الله أنه ليس من الأشخاص الذين يحبون التردد على الأسواق كثيرا بل أنه يترك هذا الاهتمام لأبنائه، الذين علمهم ومنذ الصغر تحمل روح المسؤولية وقيادة الأسرة كبيرة كانت أم صغيرة. بن حبيلس: لست من هواة السهر والحميس طبقي المفضل سعيدة بن حبليس واحدة من أكبر المناضلات التي تفتخر الجزائر بهن، فقد سجلت اسمها بأحرف من ذهب في سجل النضالات السياسية والاجتماعية، متزوجة وأم لخمسة أولاد، أربعة ذكور وبنت واحدة هؤلاء الأولاد الذين وهبوها أحفادا تعتبرهم أعز ما في الوجود. تشغل حاليا منصب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري بعد أن تقلدت عدة مناصب أهمها وزيرة للتضامن الوطني، كما ترأست عدة جمعيات وطنية إقليمية وحتى دولية، من أهمها الاتحاد النسوي الجزائري، كما أنها عضوة فاعلة في العديد من المنظمات الدولية كمنظمة الأم المغاربية. ومن خلال الحديث الشيق الذي جمعنا بها حاولنا قراءة شخصية السيدة بن حبيلس التي تتميز بالعفو والبساطة في الحديث، كما لمسنا عندها روحا تضامنية محبة للخير، متفائلة بغد جميل للجزائر. وفي سؤالنا عن يوميات السيدة بن حبيلس خلال الشهر الفضيل أكدت لنا أن شهر رمضان له قدسية خاصة وكبيرة بالنسبة إليها على اعتبار أنه شهر الرحمة وصلة الأرحام والتلاحم الاجتماعي الذي يعتبر إحدى الأسس والمبادئ التي لا يمكن أن تحيد عنها السيدة بن حبيلس، خصوصا وأنها تشغل حاليا منصب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري واحدة من أهم المؤسسات التضامنية على الصعيد الوطني. بالإضافة إلى هذا فإن شهر رمضان له خصوصية معنوية وليس مادية بالنسبة لها، وكشفت لنا السيدة بن حبيلس أنها ليست كثيرة السهر، بل أنها تفضل في الكثير من الأحيان الخلود إلى النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا حتى تعطي لجسدها القسط الوفير من الراحة وبالتالي تستطيع بذل جهد أكبر في الميدان التضامني. وردا على سؤال آخر عن طبقها المفضل أسرت لنا السيدة بن حبيلس أنها مولعة بطبق الحميس الشهير في الشرق الجزائري، لأنه غني بالخضار الطازجة وزيت الزيتون المفيد لصحة الإنسان كثيرا، كما أنه الطبق الذي يذكر السيدة بن حبيلس بطفولتها وذكريات الماضي الجميل حين كانت تقضي رمضان في أجواء عائلية رفقة والديها وأشقائها، كما أنها تفضل كثيرا البوراك المطهى في الفرن وليس المقلي حتى تتفادى كامل الدهون على اعتبار أنها شخصية رياضية. كما أنها ليست من النسوة اللائي يحبذن الذهاب للسوق خلال الشهر الفضيل ولا تحب القهوة بتاتا حتى لا تسبب لها خللا في النوم، فبالنسبة للسيدة بن حبيلس الحياة قصيرة يجب على الإنسان أن يعيشها بالشكل الذي يرضي الله ويحقق له جميع أمانيه. أبو جرة سلطاني: أحبذ المطالعة والسهر وسط الأجواء العائلية أبو جرة سلطاني واحد من الوجوه السياسية البارزة على الساحة الوطنية والدولية، من مواليد 1954 بتبسة، تقلد عدة مناصب قيادية في نضاله السياسي فقد شغل منصب وزير إحدى الحكومات الجزائرية السابقة، كما أنه ترأس حركة مجتمع السلم بعد وفاة مؤسسها الشيخ نحناح، له مشوار علمي حافل فقد حصل على العديد من الشهادات العليا في دراسات عليا كثيرة أهمها شهادة ماجستير في الأدب العربي، دراسات عليا في الدعوة الإسلامية، بالإضافة إلى دراسات عليا في الإعلام. ومن خلال الحديث الذي جمعنا به صرح لنا أنه كل سنة له برنامج رمضاني موحد، فهو يقضي الشهر الفضيل في المطالعة، فهو مولوع بهذه الهواية خصوصا أنه يفضل مطالعة الكتب المتخصصة في القضايا الشرعية والدينية، كما أنه يقضي وقته في رمضان في كتابة مسوّدات أفكاره وتصوراته للحياة السياسية في المستقبل. أما عن التسوّق والذهاب إلى السوق واختيار الخضر والفواكه فإن أبو جرة السلطاني ليس من هؤلاء الأشخاص، فهو يكلف الزوجة والأولاد بهذه المهمة على اعتبار أنها سيدة المطبخ، فأبو جرة يذهب للسوق فقط عندما تكون عنده عزيمة خاصة، هو من يتكفل بشراء لوازمها، وعن الأكل المفضل للسيد أبو جرة سلطاني فهو المطلوع لأنه يحب أن يحتسي الشربة به. بالإضافة إلى هذا وعلى غرار سابقه فإن أبو جرة سلطاني واحد من الأشخاص الذين يحبون السهر كثيرا، فهو مولع بجلسات الشاي والحلويات التقليدية خصوصا في الأجواء العائلية الحميمية. بوناب تهوى المطبخ الرمضاني وتحضر المطلوع بيدها سعيدة بوناب البرلمانية عن حزب جبهة التحرير الوطني، والرئيسة السابقة لبلدية القبة، واحدة من النسوة اللائي برزن على الساحة السياسية في الجزائر، متزوجة وأم لثلاثة أطفال بنتين وولد واحد، متحصلة على شهادة متخصصة في علم النفس كما سبق لها وأن تقلدت منصب رئيسة بلدية القبة بالجزائر العاصمة، شهر رمضان بالنسبة لها مقدس جدا لما له من ملامح التكافل الاجتماعي، إلا أن السيدة بوناب تفضل أثناء الشهر الفضيل المكوث في البيت رفقة الزوج والأبناء لذلك فهي تخصص كل الشهر للعبادة والطبخ. فقد حدثتنا مطولا من خلال الحديث الذي جمعنا بها عن حبها الشديد للمطبخ فهي تعطيه كل قدراتها، وكل ما تعرفه وتعلمته عن والدتها والتي تعمل الآن من أجل نقله إلى بنتيها اللتين احتلتا المطبخ هذه السنة حتى تتعلما الطبخ على أصوله من والدتهما. وعن الأطباق التي لا يمكن للسيدة بوناب أن تستغني عنها يوميا شربة الفريك، الحميس الحار، المطلوع الذي تعجنه بيديها يوميا، بوراك السمك وأي نوع كان، بالإضافة إلى اللحم الحلو تحلية المائدة الرمضانية عند السيدة بوناب. بالإضافة إلى هذا فإن السيدة بوناب تحضر مختلف العصائر في المنزل ولاتقتنيها من المحلات وذلك نظرا لاحتوائها على مواد حافظة والتي تضر بحياة الفرد، أما عن سحور السيدة بوناب فهو لا يختلف عن سحور باقي الجزائريين الذي لابد أن يكون فيه المسفوف باللبن حاضرا، بالإضافة إلى هذا فهي تحتسي فنجان قهوة حتى تتفادى آلام الرأس. وحين تخرج السيدة بوناب من المطبخ فإنها تفضل قراءة القرآن هي في كل مرة تسعى للحصول على أكثر من ختمة، بالإضافة إلى هذا فإنها لا تحبذ السهرات الرمضانية كثيرا لأنها واحدة من النسوة اللائي يفضلن النهوض باكرا.