عبد الله إبداح الحمد لله على أعظم نعمه.. نعمة الدين والإيمان، ومعرفته سبحانه وتعالى، والتصديق برسوله خير الأنام.. لا ينطق حبيبي عن الهوى.. كلمات ميسورات معدودات تفتح لك أبواب التفكر والتعلم والعلم، والأخلاق وصلاح الدنيا والآخرة.. أذكر منها اليوم ما رواه أبو مالك الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن، أو تملأ ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها) رواه مسلم. انظر - رعاك الله - كيف لخّص الحبيب صلى الله عليه وسلم ببضع كلمات حياة بأكملها، سهلها ويسرها، شرحها بأبسط تعريف وترك عليك الاجتهاد قدر الاستطاعة. احفظ لسانك ذاكراً، علمه أن يبقى رطباً بذكر الإله، سبحان الله والحمد لله والله أكبر، قم أوقات النداء ولا تكن غافلاً حين يطلب الله منك المثول بين يديه، تعظيماَ له، وكفارة لذنبك وتطهيراً... ثم برهن على ذلك بالصدقة، أثبت إيمانك ويقينك بما في يد الخالق الرزاق، ولا تكن بخيلاً.. أعط وأدخل سروراً على المسلمين وما يلوح في ذهنك أنه (ما نقص مال من صدقة)! فإن فعلت؛ فأتمم أفعالك النيرة بضياء الصبر على الطاعة وعن المعصية والبلاء، افعل كل ما يحب ربنا، إن كان على طاعة فأسرع.. وإن كان عن معصية فأدبر، وإن نزل البلاء فتقبله تقبل الواثقين الحامدين الشاكرين.. ثم يمر رسولنا الكريم بوصيته الكاملة إلى القرآن العظيم، الشافع المشفع، إن تلوناه حق تلاوته، فعملنا بأوامره، واجتنبنا نواهيه، ويحذرنا من تلاوة تهوي بصاحبها في نار جهنم، والعياذ بالله، إن اكتفى بحركة شفاه، والقلب ساه لاه.. هذه ختام الوصية.. أعتق رقبتك من حر العذاب بتمسكك بنهج الرسول صلى الله عليه وسلم.. وإلا فاتك خير الدنيا والآخرة. أعاذنا الله من بشرى السوء وإياكم، وتقبل الله منا ومنكم.