بما أن شهر رمضان واحد من أقدس الأشهر على الإطلاق، يتجند فيه كل الجزائريين ليجعلوه شهرا للتوبة والتقرب من الله عز وجل، لذلك والحمد الله لا تفرغ المساجد من المصلين والركع والسجود، وهذا ما يفتح الباب على مصراعيه أمام الكثيرين ليسمحوا لأنفسهم بإصدار فتاوى مختلفة معقدة كانت أو بسيطة، وأحيانا لا يكون لهؤلاء المفتين حتى مستوى علمي متوسط، وهو فعلا ما وقع في أحد الأسواق الأسبوعية بالعاصمة حيث أقدم هذا الأخير على الإفتاء لأحد أصدقائه بعدم جواز صيامه، فحسبما فهمنا مما كان يرويه أنه ذهب إلى شاطئ البحر رفقة مجموعة من الأصدقاء من أجل الاستجمام وذلك في وضح النهار وفي عز الصيام، إلا أن أحد هؤلاء الشباب لم يستطع مقاومة برودة المياه والاكتفاء بالبقاء على الشط فقط وقرر السباحة والاستمتاع بتلك البرودة، وهذا يعني أنه قام بالغطس في المياه مرات عديدة، ما جعل صديقه يفتي له بضرورة إعادة قضاء اليوم الذي سبح فيه وهو صائم، لأن الماء دخل إلى جوفه فأفطره، وهو الأمر الذي رفضه الشاب متحججا أنه لم يسمح لأية قطرة ماء أن تدخل جوفه، وبين مؤيد ومعارض لفكرة إعادة قضاء اليوم الذي سبح فيه، إلا أن تدخل أحد الملتحين على أساس أنه على دراية بالدين أكثر من غيره وطلب من الشابين المتنازعين سؤال إمام المسجد حتى يحل إشكال الإفطار من الصيام.