عمد منظّمو صالون الجزائر الدولي للكتاب في طبعته الخامسة عشر إلى إجراءات صارمة هذه السنة لحماية القرآن الكريم من أيّ تجاوز يمكن أن يتعرّض له من طرف أيّ ناشر مشارك في الصالون الذي يستمرّ إلى غاية 6 نوفمبر القادم، وهو ما سمح حتى الآن بعدم تسجيل أيّ تجاوز في حقّ كتاب اللّه، حسب ما أكّده الأستاذ محمد الشيخ المكلّف بمراقبة المصاحف المعروضة في الصالون· الأستاذ محمد الشيخ، الإطار المعروف بوزارة الشؤون الدينية، قال في تصريح ل أخبار اليوم التي اِلتقته في جناح وزارة الشؤون الدينية في الصالون، إنه من خلال مهمّته كمكلّف بمراقبة المصاحف التي تُعرض في العديد من الأجنحة من طرف دور نشر مختلفة، جزائرية وأجنبية، لم يسجّل أيّ خلل أو تجاوز في حقّ كتاب اللّه· وأوضح الشيخ أنه يحاول التدقيق قدر المستطاع في مختلف البيانات التي تحملها المصاحف للتعرّف على الشخصيات التي أوكلت لها الجهة النّاشرة مهمّة الإشراف على إعداده للطبع، وعادة ما يتعرّف بسهولة على الخطّاطين أو أعضاء في الهيئات العلمية المشرفة على إعداد كتاب اللّه للنّشر، وهو ما يبعث على الاطمئنان بعدم حصول تجاوزات في حقّ القرآن، ذلك أن قراءة كلّ مصحف على حِدة للتحقّق من خلوّه من أيّ خطأ أمر غير ممكن عمليا بالنّظر إلى كثرة عدد المصاحف المعروضة من جهة وضيق الوقت من جهة ثانية· ومن الواضح أن منظّمي الصالون قد حفظوا دروس بعض الطبعات الماضية التي سجّلت بعض التجاوزات في حقّ المصحف الشريف، سواء من خلال صفحات ناقصة أو سور غائبة في بعض المصاحف، وهو ما عملوا على تفاديه هذه السنة، ولعلّ الاستعانة بأستاذ متخصّص مثل محمد الشيخ، الذي أشرف هذه السنة على مسابقة فرسان القرآن التلفزيونية دليل على ذلك· للإشارة، فإن صالون الجزائر الدولي للكتاب الذي ينظّم للسنة الثانية على التوالي في ساحة المركّب الأولمبي محمد بوضياف بضواحي الجزائر العاصمة، يشهد إقبالا كبيرا لعشّاق خير جليس، حسب ما وقفت عليه أخبار اليوم· حيث لم يُثن الازدحام المروري وصعوبة الوصول إلى الصالون عشرات الآلاف من الجزائريين عن زيارته، وهو ما ينسف النّظريات التي قالت إن الجزائريين لم يعودوا يقرأون، ففي غياب دراسات معمّقة عن وضع المقروئية في الجزائر يؤشّر الإقبال الذي يحظى به صالون الكتاب كلّ مرّة على وجود اهتمام كبير بالكتاب بين شرائح واسعة من الجزائريين· وإذا كان البعض يرى أن مقروئية الكتاب في الجزائر تنحصر في ثلاثة أصناف: الكتاب الديني والكتاب شبه المدرسي وكتب الطبخ، فإن إقبال الزوار على مختلف أجنحة الصالون الدولي للكتاب يشير إلى وجود قرّاء لمختلف أنواع الكتب، بما في ذلك كتب الفلسفة والتنمية البشرية وغيرها، لذلك فإن الحكم بكون الجزائريين لا يقرأون هو حكم قاس للغاية وزيارة واحدة لصالون الكتاب تؤكّد ذلك·