حرصت اللجنة المكلفة بتنظيم فعاليات الصالون الدولي للكتاب في دورته الثالثة عشرة على ترجيح كفة الفكر والثقافة والترويج لصورة الجزائر اكثر من حرصها ع سدلى الاهتمام بالجانب التجاري المحض، والسهر على ضمان ظروف عرض مريحة بعيدا عن اية فوضي وضوضاء اضافة إلى اجراءات تنظيمية أخرى. تنطلق في 27 اكتوبر القادم والى غاية 5 نوفمبر بقصر المعارض بالصنوبر البحري فعاليات الصالون الدولي الثالث عشر للكتاب، في لقاء جمعه ب "المساء" اكد المستشار المكلف بالتنظيم السيد العربي بوينون ان الصالون مفتوح لكل دور النشر الجزائرية والاجنبية كما اكد بقوله »لقد تجاوزنا الاجال المحددة للتسجيل ونحن في مراحل متقدمة من التنظيم« مما يشير الى أن كل الامور ضبطت استعدادا لهذا الموعد الهام. وأضاف المتحدث بالقول ان اللجنة الوطنية لتنظيم الصالون بالتعاون والتنسيق مع كل الشركاء والمتعاملين في القطاعات العمومية المعنية قررت إدخال تعديلات على النظام الداخلي للصالون للارتقاء به الى الاحترافية مما يعني ان المشاركة فيه ستقتصر على دور النشر المحترفة ويقول السيد العربي بوينون في هذا الشأن »طلبنا من كل ناشر جزائري تقديم ما يثبت قانونا أنه ناشر، ذلك ان رئيس اللجنة كان قد قطع وعدا بتدارك بعض النقائص التي سجلت في الدورات السابقة منها وجود عدد كبير من العارضين لا علاقة لهم بالكتاب فهم تجار كتاب ومخزنين فقط«. ويضف »تهدف هذه الاجراءات الى ترقية صناعة الكتاب في الجزائر وخدمة القارئ والمقروئية، كما يعتبر الصالون فضاء لترقية الفعل الثقافي قبل كل شيء، وفرصة سانحة لتلاقي وتواصل المهنيين والمثقفين بشكل عام، والصالون لا يهدف الى التجارة وحدها وان كنا لا نهمل اهمية هذا الجانب بل بالعكس كل ناشر يمكنه بيع انتاجه والترويج له، اضافة الى شراء حقوق التأليف والترجمة وعقد الصفقات والبيع والشراكة«. ويؤكد السيد بوينون انه اذا صادفت وضعيته المستورد وضعيته كناشر ايضا فإن عليه تقديم ما نشرته داره فقط وليس ما يستورده من كتب، مستطردا »لم نقص ولا ناشرا جزائريا حتى لو تقدم بعنوان واحد، نحن نقدر مجهوده ووجدنا صيغة لتمكينه من المشاركة في الصالون، اضافة الى تخصيص جناح مشترك للناشرين الشباب تشجيعا لهم وتفاديا للإقصاء«. وأشار محدث "المساء" ان قائمة الناشرين الجزائريين المشاركين صنبطت بالتعاون والتنسيق الكاملين مع النقابة الوطنية لناشري الكتب "سنال" وسيكون الصالون في خدمتهم بالدرجة الأولى. من جهة اخرى وكإجراء جديد لا يمكن لأي كتاب اجنبي ان يدخل من منافذ المعرض من غير منفذ المخزن الموضوع تحت سلطة الجمارك، وليس من مخازن موزعيهم داخل الجزائر، وفي هذا السياق يقول السيد بوينون »تأكدنا بالتعاون والتنسيق مع نقابات الناشرين في البلدان المشاركة من أن الناشرين الأجانب الذين دعوناهم ناشرون محترفون ويمتهنون صناعة الكتاب. من بين الاجراءات التي اتخذتها اللجنة المنظمة ايضا منع التوكيلات بين العارضين الاجانب، فقد تم الغاء العمل بالتوكيلات خلا هذه الدورة إذ لن تمثل دار نشر دار أخرى وإذا أراد احد الناشرين تعيين ممثل عنه في الجزائر فعليه المجيء وتسجيل نفسه.! ويهدف هذا الاجراء الى القضاء على مظاهر القرصنة والبيع المتعدد (نفس الكتاب في عدة اجنجة) واعطاء مصداقية واحترام أكثر. ويعد صالون الجزائر الوحيد الذي يلاقي (ملتقى) بين عدة حضارات وثقافات خاصة بين العرب وأوربا، مما يتيح التبادل الثقافي، ويتيح للقارئ فرصة للإطلاع والحصول على النوعية والتعددية، وأكد السيد بوينون أن اللجنة حاولت تشجيع مشاركة دور النشر المختصة في أدب الطفل والشباب لأنه الموضوع المحوري للصالون، وينتظر ان تكون المشاركة هامة خاصة من حيث النوعية. أما فيما يتعلق بالمراقبة، فيرى السيد بوينون أن الكتاب كأي سلعة استهلاكية اخري تخضع لمراقبة النوعية والمحتوى فقد يكون فيها الفاسد، والمعايير المطبقة في المراقبة تأخذ بعين الاعتبار حماية أمن وسلامة الوطن، وحرمة الدين وتحصين الأخلاق والآداب العامة.
بونيفاس جبار وتكريمات يومية في الأجندة أعدت اللجنة المنظمة برنامجا على هامش المعرض يتضمن المقاهي الادبية، والفضاءات الترفيهية الخاصة بالطفولة والشباب بمشاركة مؤسسات وجمعيات ومنظمات كالكشافة الإسلامية، وطلبة معهد الفنون الجميلة، وفضاء خاص بالرسوم المتحركة وفضاءات أخرى للطفولة عبر الأجنحة تشرف عليه المؤسسة الوطنية للنشر والإشهار، وسيكون التكريم بشكل يومي اذ تكرم في كل يوم شخصية أدبية أو دينية أو فكرية. ويؤكد السيد محمد بلحي مدير النشر والمشرف على برنامج التنشيط الثقافي بالصالون :للمساء" أن موضوع الصالون المحوري سيكون عن الطفولة والشباب وبالتالي سوف ينعكس هذا الشعار على النشاط الثقافي بما فيه مثلا المقاهي الأدبية، مع التطرق طبعا إلى قضايا اخرى في إطار التاريخ والتراث والسياسة وغيرها، علما أن هذه الفضاءات تثرى كل سنة الصالون وتعطيه صبغة خاصة كما أنها فرصة سانحة للقاء بعض الشخصيات علما أنه سيتم استضافة بعض الوجوه منها الدكتور أحمد جبار الوزير السابق والمختص في الرياضيات. وفي التراث العربي الإسلامي والذي سينشط ندوة حول العلوم والاكتشافات في العصر الذهبي للحضارة الإسلامية وندوة أخرى سينشطها المختص في الجيوسياسية الفرنسي باسكال بونيفاس عن "وسائل الإعلام الغربية والعالم العربي" ، كما يستقبل الصالون 20 شخصية اجنبية بارزة أكدت كلها مشاركتها اضافة الى المشاركة المميزة للمثقفين الجزائريين، وهذا رغبة من المنظمين لجعل الصالون يحمل تقاليد المعرفة والتشويق والعلوم والأدب ويرشحها في اذهان الجزائريين المتعطشين للمعرفة في بلد له تقاليد مع الكتاب لكنه تراجع في العشرية الماضية. المقاهي الأدبية ستؤكد ان الصالون فضاء للنقاش الحر و تبادل الأفكار وليس للخردة والبزنسة، يضيف المتحدث سيكون لكل عارض الحق في تنظيم عملية البيع بالإهداء على مستوى جناحه في وقت محدد، وبهذا الشأن فقد خصص يوم الفاتح نوفمبر للبيع بالإهداء للكتب التي تتناول الثورة التحريرية. للإشارة سيمنع خلال هذه الدورة بيع الاشرطة المسموعة والمصورة بسبب ما أحصته لجنة التنظيم من تجاوزات وفوضى بالإضافة الى كون الكثير منها مدسوس ومغشوش ويحمل أفكارا غير بريئة لا يمكن تقنيا مراقبتها والتأكد من سلامتها. للتذكير فإن اللجنة المنظمة تتكون من المؤسسة الوطنية للإتصال، النشر والإشهار والشركة الوطنية للمعارض والتصدير (سافكس) والنقابة الوطنية لناشري الكتب وجمعية المكتبيين الجزائرين إضافة الى المتعاملين وهم وزارة الثقافة المؤهلة قانونا لإصدار رخص استيراد الكتب، ووزارة الشؤون الدينية التي تبدي رأيها في مجال اختصاصها، والجمارك الجزائرية، إضافة الى مؤسسات الدولة الأخرى.