بوناطيرو: قوة الزلزال بلغت 5.8 درجة استيقظ فجر أمس العاصميون وملايين الجزائريين المقيمين في ولايات قريبة من العاصمة على وقع زلزال عنيف (جديد) بلغت قوّته 5.6 على سلّم (ريتشر) أسفر عن ما لا يقلّ عن 6 وفيات وإصابة مئات الأشخاص بجروح طفيفة جرّاء التدافع بسبب حالة الذعر والفزع التي أصابت المواطنين الذين سارعوا إلى النزول إلى الشارع، خاصّة القاطنون منهم في سكنات هشّة التي تضرّر بعضها كثيرا بعد سنة من آخر زلزال أرعب بدوره ملايين الجزائريين في ولايات عديدة. أحدثت الهزّة الأرضية التي ضربت صباح الجمعة الجزائر العاصمة على الساعة الخامسة و11 دقيقة وبلغت قوّتها 6ر5 درجة على سلّم (ريشتر) حالة من الخوف والارتباك لدى ملايين الجزائريين المقيمين في الجزائر العاصمة والبليدة وبومرداس وتيبازة، لا سيّما بعد الهزّات الارتدادية التي أعقبتها. وهبّ سكان الأحياء فرادى وجماعات نحو الأزقّة والشوارع للاحتماء بها وانتابتهم حالة من الخوف والقلق، خاصّة بعد الهزّات الارتدادية العديدة التي اعقبت الهزّة الأولى، والتي كانت بعضها قوية. وخلّف الزلزال ستّ وفيات و420 جريح، حسب حصيلة للمصالح الاستشفائية تمّ ضبطها على الساعة منتصف النّهار و30 دقيقة، حسب ما علم لدى خلية الأزمة التي تمّ تنصيبها على مستوى وزارة الصحّة. ويتعلّق الأمر -حسب ذات المصدر- بأربعة أشخاص أصيبوا بالهلع وألقوا بأنفسهم عبر النافذة وشخصين آخرين لقيا حتفهما إثر سكتة قلبية. وأشار المصدر إلى أن المصابين غادر غالبيتهم المؤسسات الاستشفائية بعد تلقّي العلاج، مضيفا أن (21 منهم فقط تمّ إبقاؤهم في المستشفى، من بينهم سبعة سيخضعون لعمليات جراحية اليوم -الجمعة). زلزال مرعب عرفت الجزائر في حدود الساعة 5 و11 دقيقة صباح أمس هزّة أرضية مرعبة بقوّة 5.6 درجات على سلّم (ريشتر) مدّتها دقيقة ونصف حدّد موقعها ب 19 كلم شمال شرق بلدية بولوغين بعمق 10 كلم، أحسّ بها سكان 05 ولايات هي البليدة، بومرداس، تيزي وزو، تيبازة والعاصمة التي كانت المتضرّر الأوّل. حسب الأرقام المسجّلة فقد تمّ تسجيل 06 وفيات حصلت جرّاء سكتات قلبية ومسّت سيّدتين مُسنّتين وشابّة في منتصف الثلاثينات، أمّا الحالتان الأخريان فكانتا لشابّة 30 سنة ورجل أمن ألقيا بأنفسهما من شرفة المنزل، وخلّف الزلزال كذلك مئات الجرحى. وحسب هذه الخلية التي تمّ تنصيبها مباشرة بعد وقوع الهزّة الأرضية فإنه تمّ وضع 33 نقطة لمتابعة ومرافقة الحالات الاستعجالية على مستوى مستشفيات العاصمة. وأوضح مسؤول الاتّصال بالحماية المدنية المقدّم فاروق عاشور أن 12 شخصا أصيبوا بجروح بالجزائر العاصمة و8 آخرين بولاية بومرداس إثر حالة الهلع والارتباك التي أثارتها هذه الهزّة لدى السكان، مشيرا إلى أن إصابات البعض منهم (بليغة)، حيث رموا بأنفسهم من شرفات العمارات أو سقطوا في مداخلها، ومن بين الجرحى المصابين في الجزائر العاصمة رمى 7 أشخاص أنفسهم من الشرفات وخمسة آخرين سقطوا في مداخل العمارات. وأوضح ذات المسؤول أن عناصر الحماية المدنية تبقى مجنّدة لهذا الظرف، مضيفا أن أرقاما هاتفية وضعت تحت تصرّف المواطنين (021.71.14.14/ 021.75.22.27/ 021.75.22.28) لطلب أيّ استفسار أو مساعدة، كما جنّدت الحماية المدنية أيضا أفرادها للقيام بعمليات مماثلة بولايات بومرداس وتيبازة والبليدة. وعرفت الساحات العمومية توافدا كبير ا للمواطنين على غرار حي سكان حي تيفريت لحلو بباش جراح الذين نزلوا إلى حظيرة السيّارات واحتموا بمركباتهم خوفا من تكرار هزّة قوية، إلى جانب الهزّات الارتدادية التي كانت قوية وبلغت قوة إحداها 4.2 على سلّم (ريشتر). ونفس الأجواء عرفتها بلدية بئر توتة، أين فضّلت بعض العائلات الاحتماء بساحة ابتدائية، فيما شهدت بعض البنايات الهشّة تشقّقات وتصدّعات خاصّة ببلدية المدنية وحي المنظر الجميل بعين البنيان، إلى جانب سقوط شرفات بناية مهدّدة بالانهيار منذ زلزال 2003 بالرميلة بباب الوادي، ولحسن الحظّ لم تخلّف أيّ كوارث انسانية. كما تسبّبت الهزّة الأرضية -حسب بيان الشركة الوطنية لتوزيع الكهرباء والغاز بالجزائر- في سلسلة من الانقطاعات في التيّار الكهربائي في بعض أحياء العاصمة بسبب التشغيل التلقائي والطبيعي لأنظمة الحماية على مستوى المراكز الرئيسية التي تزوّد هذه الأحياء، موضّحا أنه تمّ تسجيل انقطاعات طفيفة في التيّار الكهربائي وقد تمّت إعادة الكهرباء بسرعة بعد الفحوص المألوفة). بوناطيرو: ارتفاع درجة الحرارة زاد من قوّة الهزّة التي بلغت 5.8 درجة أكّد عالم الفلك والفيزياء لوط بوناطيرو أن القوّة الحقيقية للزلزال الذي ضرب العاصمة أمس هي 5.8 درجة على سلّم (ريشتر)، وهذا وفق إحصائيات مراكز البحوث الجيو فيزيائية المحلّية والدولية، وقد تبعتها ما لا يقلّ عن 20 هزّة ارتدادية بلغت قوّة أعنفها 4.2 درجة في حدود الساعة ال 5 و26 دقيقة، مشيرا إلى أن الهزّة كلاسيكية وتدخل في إطار النشاط الزلزالي العادي في حوض البحر البيض المتوسّط، وأن ارتفاع درجة الحرارة في الأيّام الأخيرة زاد من قوّتها. كما أوضح بوناطيرو أن موقع الهزّة هو البحر وكانت بعمق 10 كلم، وقد تمّ تسجيل منذ نهار الأربعاء نشاط زلزالي في كلّ من مدينة مليلة بالمغرب وإمارة موناكو بإسبانيا، متوقّعا حدوت هزّة أرضية في الجزائر، ويدخل هذا النشاط في إطار الدورة الفلكية التي كانت منتظرة منذ 11 عاما، والتي تدخل في إطار انتعاش نشاط عالمي. وقد تمّ الشعور بقوّة الهزّة بسبب طول مدّتها والمقدّرة بدقيقة ونصف عكس زلزال بومرداس في سنة 2003، والذي كان بقوة أكبر قدّر ب 6.8 درجة على سلّم (ريشتر) إلاّ أن الإحساس كان قليلا مقارنة بهزّة فجر أمس. وأضاف عالم الفلك والفيزياء أنه لم تسجّل خسائر في الأرواح بسبب اعتماد الحكومة على مقاييس عالمية في البناء مضادّة للزلازل، ولولا ذلك لكانت الجزائر قد عرفت كارثة إنسانية بسبب نسيجها العمراني الهشّ، والذي يعود إلى آلاف السنين. بلعيز يعِد بترحيل المتضرّرين إلى سكنات لائقة اليوم من جهة أخرى، تمّ تنصيب خلية أزمة على مستوى وزارة الداخلية والجماعة المحلّية مباشرة عقب الزلزال ترأسها الوزير الطيّب بلعيز الذي اجتمع بكلّ من والي العاصمة عبد القادر زوخ والمدير العام للحماية المدنية مصطفى لمتابعة مخلفات الزلزال، حيث قاموا بجولة إلى الأحياء المتضرّرة، حيث أوضح بلعيز أن العائلات المتضرّرة من الزلزال، والتي تقطن بنايات هشّة سيتمّ التكفّل بها وترحيلها فورا إلى مساكن جديدة بسبب ما تشكّله من خطر على حياة أفرادها. ومن جهته، والي العاصمة أكّد أنه وضع مخطّطا استعجاليا لتحديد قائمة العائلات المتضرّرة لترحيلها صباح اليوم، والذي سيعرف استئناف عملية الترحيل الخاصّة بسكان الشاليهات والبيوت القصديرية والبنايات الهشّة التي انطلقت قبيل شهر رمضان واستفادت منها ما لا يقلّ عن 2000 عائلة وزّعت على عدّة مواقع أبرزها حي الشعايبية ببئر توتة الذي يضمّ أزيد من 3216 مسكن. لهذا السبب انقطع التيّار الكهربائي تعود الانقطاعات المسجّلة في التيّار الكهربائي في بعض أحياء العاصمة إثر الزلزال الذي ضرب صباح الجمعة المنطقة إلى التشغيل التلقائي لأنظمة الحماية على مستوى المراكز الرئيسية التي تزوّد هذه الأحياء، حسب ما أفادت به الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز للجزائر العاصمة في بيان لها. وأوضحت الشركة (فرع تابع لمجمع سونلغاز) في بيان لها أنه (على إثر الزلزال الذي ضرب الجزائر العاصمة صباح اليوم [أمس] تمّ تسجيل انقطاعات صغيرة في التيّار الكهربائي في بعض أحياء الجزائر العاصمة تعود إلى التشغيل التشغيل الطبيعي والوقائي لأنظمة الحماية على مستوى المراكز الرئيسية التي تزود هذه المناطق). وأضاف ذات المصدر أنه (تمّت إعادة الكهرباء بسرعة بعد الفحوص المألوفة). وزير الصحّة يتفقّد المصابين قام وزير الصحّة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف أمس الجمعة بزيارة إلى مستشفى بن عكنون (الجزائر العاصمة)، حيث اطّلع على الحالة الصحّية للمصابين على إثر الزلزال الذي ضرب العاصمة وما جاورها.