أكدت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أمس الإثنين جاهزيتها الكاملة لاستقبال الجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الصهيوني الهمجي الذي يتعرض له قطاع غزة مهما كان عددهم وذلك حالما تشرع السلطات الفلسطينية في تحويلهم إلى الجزائر. وقال مسؤول الاتصال بوزارة الصحة سليم بلقسام في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن الجزائر في انتظار شروع السلطات الفلسطينية في تحويل الجرحى المصابين جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أزيد من ثلاثة أسابيع مضيفا بأنها ستضمن لهم أحسن تكفل طبي على مستوى هياكلها الصحية المتخصصة. وأكد السيد بلقسام بأن قطاع الصحة على أتم الاستعداد لوجيستيكيا لاستقبال هؤلاء الجرحى والتكفل بهم وهي الخطوة التي تأتي بناء على التعليمة التي وجهها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي كان قد أقر في نفس السياق التضامني تقديم إعانة مالية عاجلة بقيمة 25 مليون دولار لصالح فلسطين لاسيما غزة. وفي هذا الإطار كان وزير الصحة عبد المالك بوضياف قد عقد الخميس المنصرم اجتماعا مع سفير دولة فلسطينبالجزائر لؤي عيسى، أبدى خلاله الجانب الفلسطيني رغبة بلاده في الاستفادة من مساعدة الجزائر في توفير الاحتياجات الملحة والتي تم تحديدها في ثلاثة نقاط تتعلق بتزويد الهياكل الصحية للقطاع بالأدوية ومختلف المستلزمات الطبية وكذا تجديد حظيرة سيارات الإسعاف التي دمرت نتيجة القصف فضلا عن علاج الجرحى. وعن آخر تطورات هذا الملف، أوضح الملحق الإعلامي بسفارة فلسطينبالجزائر ماجد مقبل أن وزير الصحة الفلسطيني سيرسل إلى نظيره الجزائري القائمة المفصلة لهذه الاحتياجات المستعجلة . أما بخصوص تحويل المصابين فقد أشار السيد مقبل إلى أن العملية تتطلب بعض الوقت من أجل حصر الحالات المعنية وهو الأمر الذي لا يعد بالهين بالنظر إلى الظروف الأمنية الصعبة التي تتطلب تأمين خروج الجرحى الذين يوجد بينهم حالات جد حرجة . وفي سياق ذي صلة، قال رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور، محمد بقاط بركاني، إن عمادته اقترحت على الحكومة وبالتنسيق مع وزارة الصحة استقبال جرحى الحرب على غزة في القطاع العام والخاصة مشيرا إلى أن هذا الاقتراح مقبول مبدئيا في حال دخول غزة في هدنة طويلة المدى أو انتهاء الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع، مشيرا إلى أن الأطباء الجزائريين مستعدون لعلاج جرحى غزة والذين يتعرضون لمضاعفات معقدة ويحتاجون لأعضاء صناعية وعمليات جراحية دقيقة. وأوضح بركاني في تصريح إعلامي أن الإمكانات الطبية لاستقبال المئات من الجرحى، خاصة الأطفال، متوفرة وأن عمادته نسّقت مع أصحاب العيادات الخاصة لهذه الحالات الطارئة حتى في شهر أوت. وقال المتحدث، إن عمادة الأطباء الجزائريين في اتصال دائم مع عمادة أطباء مصر للتباحث حول مشكل معبر رفح والمنطقة العسكرية بسيناء. كما كشف بركاني بأن كتلة كبيرة من الأطباء الإيطاليين يتواصلون عبر الأنترنت مع أطباء العالم للاتفاق على تقرير صحي يدين جرائم الإسرائيليين في غزة، خاصة بعد تعطيل الطاقة الكهربائية وتضخم مشكل غرفة تبريد الجثث والأدوية والعتاد الطبي بصفة عامة، مشيرا إلى أن هناك تبادل لوثائق طبية عبر عمادة الأطباء الجزائريين والبريطانيين والإيطاليين حول الوضع الصحي في فلسطين.