طالما اشتكى التلاميذ والأولياء من كثافة البرامج والمقررات الدراسية لاسيما في الطور الابتدائي الذي يحتاج كطور قاعدي إلى رقابة مستمرة من طرف الأولياء، ومع اكتظاظ وكثافة البرامج عجز البعض عن تعليم أبنائهم لاسيما مع إدخال مواد جديدة في السنوات الأولى من الدراسة كالفرنسية والتاريخ والجغرافيا التي يستعصى على التلاميذ وكذا بعض الأولياء الذين اشتكوا مرارا من عدم تأقلم أبنائهم مع تلك المواد على الرغم من الحلول المنتهجة من طرفهم والتسهيلات التي يمنحونها لهم ولم يتجاوبوا مع البرمجة المبكرة لها، ومنهم من سارع إلى إدراج ابنه بالمدارس الخصوصية في ظل عجزه عن تلقينه الدروس بالنظر إلى كثافتها وغياب طرق سديدة لتدريسهم واقتران ذلك مع خوفهم الدائم من الرسوب في دراستهم. وتشتكي خاصة الأمهات من عائق كثافة البرامج كونهن الفئات المكلفة بمتابعة الأبناء على مستوى اغلب الأسر ليتحمل الأب جزءاً من تلك المسؤولية، وتواجه جل الأمهات ومع بداية الدخول المدرسي واستئناف الفروض المدرسية مشاكل في تلك الجوانب خاصة مع كثافة البرامج وعدم تأقلم أطفالهم مع المواد الجديدة التي تضاف في كل سنة ويستعصى عليهم فهمُها، ومنهم من وجدت الحل في إدراج أبنائها بالمدارس الخصوصية لتفادي النتائج المتردية وخوفها من فشلهم وهم في الأطوار الأولى من مشوارهم الدراسي الطويل. وفي هذا الصدد تقول السيدة حليمة أنها ومع استئناف العام الدراسي واجهت عراقيل مع أبنائها لاسيما الدارسين بالطور الأول خاصة فيما يتعلق بالمواد الجديدة كالفرنسية ومادتي التاريخ والجغرافيا اللتين يستعصى على ابنتها فهمهما على الرغم من رقابتها المستمرة فيما يخص المادتين، لكنها لم تتأقلم وإلى حد الساعة معهما بدليل علاماتها المتوسطة التي لا تفوق خمسة من عشرة، ذلك ما اجبرها على تدعيمها بدروس خصوصية لعلّ الطريقة التي انتهجتها في تدريسها لم تفلح معها بالنظر إلى كثافة المواد فوجدت الحل في دروس التدعيم. أما السيدة عفاف فقالت أنها وعلى الرغم من مستواها الثقافي فهي تعجز عن تلقين الدروس لابنيها بالنظر إلى غرابة بعض البرامج والمقررات واستعصاء فهمهما حتى على الكبار المتعلمين فما بالنا الصغار، وقالت أن وضعية بعض المقررات اختلفت عما كانت عليه من قبل على النحو الذي درسناه في السنوات الماضية، لذلك أصبح يستعصى على الأولياء التماشي مع البرامج وتلقينها لأجيال اليوم، ومنهم من وجد الحل في الدروس التدعيمية لفك اللبس والغموض وإنقاذ الطفل من الفشل في أولى خطواته خاصة. واشتكى الكثير من الأولياء من غياب الضمير المهني لبعض المعلمين الذين لا يكلفون أنفسهم بذل جهد مضاعف في تلقين الدروس للتلاميذ على خلاف ما عهدنا عليه في السابق حيث كان الأستاذ ينهك نفسه لأجل نجاح التلاميذ ووجب عليهم بذل مجهودات مضاعفة من اجل إنجاح تلك الإصلاحات بدل انقلابها بالسلب على التلاميذ في ظل ذلك الحشو الذي تشهده الدروس وكثافة المواد التي أخلطت حسابات التلاميذ وأوليائهم.