يبدو أن وزارة الفلاحة المنشغلة برصد الانتشار السريع والمريع للحمى القلاعية بصدد مواجهة فتنة خطيرة من نوع غير متوقع، يتمثل في (فتنة لقاحات الحمى القلاعية)، حيث شهدت بعض ولايات القطر الوطني احتجاجات غير مسبوقة نظمها فلاحون يطالبون ب(نصيبهم) من اللقاحات التي وعدت وزارة نوري بتوفيرها في أقرب الآجال. وبعد أن شعر كثير من الفلاحين والمربّين أن أبقارهم باتت في خطر حقيقي، وأن اللقاحات المخصصة لوقايتها من وباء الحمى القلاعية قد تصل متأخرة كثيرا، بعد فوات الأوان، وقد لا تصل أبدا، لم يجد هؤلاء بدا من الخروج إلى الشارع للاحتجاج والضغط على السلطات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.. وفي هذا السياق، شلّ صبيحة امس العشرات من الفلاحين القاطنين بكل من قرى بلديات فريحة، اغريب وتيميزار شرق ولاية تيزي وزو، الفرع الجهوي للفلاحة في فريحة، وذلك حسب متحدث عن هؤلاء، احتجاجا على التوزيع غير المقنع للقاحات التي وصلت الولاية في الساعات الأخيرة، حيث لم توزع هذه اللقاحات حسب البلديات والمزرعات الأكثر تضررا والتي تهدد حيواناتها بالداء الفتاك بين لحظة وأخرى، حيث قال متحدثنا بأن المحسوبية كانت الأساس في توزيعا بين البلديات وليس أولوية حماية الثروة الحيوانية. حيث أكد المتحدث أن بلدية تيميزار هي متضررة ومرشحة لتسجل أكبر عدد من الحلات للحيوانات المصابة بالحمى القلاعية نظرا للعدد الكبير من الموالين ومربي الأبقار الحلوب الذين تحتضنهم هذه البلدية إلا أن هذا الأمر لم يكن في الحسبان -يقول- المتحدث. حيث كانت الأولوية لبلديات حالتها افضل بكثير من هذه المعنية، وطالبوا السلطات بالتدخل المستعجل، مؤكدين عدم تنازلهم عن هذا الحق والاحتجاج قبل تدخلها. وما أثار السخط هو أن السلطات لم تتدخل لتهدئة من روع الفلاحين او تطمئنهم بوصول حصة أخرى من اللقاحات إلى الولاية أو تشرح لهم طريقة وأسس توزيعها على الفلاحين والبلديات. من جهتهم، خرج صباح أمس الأحد عشرات الفلاحين من مختلف قرى ومداشر بلدية الهاشمية الواقعة جنوب شرق البويرة للمطالبة بالنظر في توزيع اللقاح الخاص بالأبقار المتخوف من إصابتها بمرض الحمى القلاعية التي امتدت إلى أزيد من 350 حالة إصابة على مستوى أزيد من 13 بلدية بالولاية منها واد البردي المجاورة للهاشمية والتابعة لها وهو ما اثار تخوف فلاحي القرى والمداشر خاصة عبر الدرافلة القرية غير البعيدة عن بؤر المرض. وقد اتهم الفلاحون الذين اعتصموا صباح امس أمام مقر البلدية المصالح المعنية بالمحاباة والتوزيع غير العادل للقاح الذي حرم منه العديد من الفلاحين الذين طالبوا بفتح تحقيق في الطريقة المعتمدة في تلقيح الابقار ضمن الإجراءات الوقائية لتفادي امتداد الفيروس إلى مناطق أخرى لم تشهد بعد تسجيل أي حالة إصابة. من جهة أخرى أكدت المصالح البيطرية ببلدية الهاشمية أن عملية التلقيح سارية وقد مست ضمن المرحلة الأولى 300 رأس بقر بالبلدية وجهت للبؤر المسجل بها المرض في انتظار استقدام كمية لقاح اخرى لتلبية الطلب المتزايد عليه بتزايد التخوف من امتداد المرض الذي ينتقل بسرعة الرياح. وفي سياق آخر، تم منذ بداية السنة الجارية وإلى غاية نهاية شهر جويلية بولاية سعيدة تلقيح قرابة 13 ألف رأس بقر ضد الحمى القلاعية حسب ما علم لدى المفتش الولائي للبيطرة. واستهدفت حملة التلقيح ضد الحمى القلاعية التي سخر لها أكثر من 30 طبيبا بيطريا من القطاع العام مستثمرات رؤوس الأبقار منتشرة عبر مختلف مناطق الولاية للوقاية من هذا الداء الذي ظهر في الآونة الأخيرة بعدة نواحي الوطن حسب السيدة قبايلي عائشة. وسيتم الانطلاق في الأيام القادمة في حملة إستعجالية ستمس عشرات رؤوس الأبقار التي "تنتظر التلقيح" بهدف الوقاية من هذا المرض والقضاء عليه نهائيا حسب ذات المصدر الذي أشار إلى أنه تم تجنيد لهذا الغرض 33 طبيبا بيطريا من القطاع العام إيمان عبد الإله/ ع. ف. الزهراء