إن لم يكن في تطبيق هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم ووصاياه في التداوي من خير سوى سنة الاتباع والاقتداء لكفى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}[ص:143] ولكن لأي صنف من الناس؟ {لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[ص:143]. هذا وقد ثبت بالتجارب الشخصية أن أدوية الطب الحديث في الغالب لا تعالج من داء إلا وتسبب غيره؛ أما الطب النبوي فهو مأمون الجانب مضمون العاقبة لمن أخذه بيقين، فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى، {إن هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى}. والأخذ بالطب النبوي لا يضاد ولا ينافي علاجات الطب الحديث، فكلّ من فتح الله تعالى، وقد أُمِرْنا بطرق أسباب التداوي بما ييسر الله بفضله، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: (ما أنزل الله من داء إلا أنزل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، إلا السَّام. قيل: وما السام؟ قال: الموت)، وفي رواية أخرى (تداوَوْا عبادَ اللهِ فإنَّ اللهَ لَمْ يضَعْ داءً إلَّا وضَع له دواءً). هذه هي أهم مراجع الطب النبوي o الطب النبوي: لابن القيم o كتاب الطب في صحيح البخاري o الحجامة سنة نبوية ومعجزة طبية: لشهاب البدري يس o عشرون بشارة نبوية لعلاج الأمراض المستعصية: شهاب البدري يس o ماذا كان النبي يأكل وبماذا كان يتداوى: د. محمد كمال عبد العزيز o كيف تعالج نفسك بالأعشاب؟: محمود الملا ثماني مختارات من الوصايا النبوية الطبية 1 . الحجامة o عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (إِنْ كَانَ فِي شَىْءٍ مِمَّا تَدَاوَوْنَ بِهِ خَيْرٌ فَالْحِجَامَةُ). o وعن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَا مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي بِمَلإٍ إِلاَّ قَالُوا يَا مُحَمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ بِالْحِجَامَةِ) [البخاري]. o عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه، قَالَ: نَزَلَ جِبْرِيلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِحِجَامَةِ الأَخْدَعَيْنِ [عرقان على جانبي العنق] وَالْكَاهِلِ [مُقدَّم أعلى الظهر مما يلي الْعُنُق]. أوقات الحجامة: الْحِجَامَةُ عَلَى الرِّيقِ أَمْثَلُ وَفِيهِ شِفَاءٌ وَبَرَكَةٌ وَتَزِيدُ فِي الْعَقْلِ وَفِي الْحِفْظِ. فَاحْتَجِمُوا عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَاجْتَنِبُوا الْحِجَامَةَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ وَالْجُمُعَةِ وَالسَّبْتِ وَيَوْمَ الأَحَدِ تَحَرِّيًا وَاحْتَجِمُوا يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالثُّلاَثَاءِ فَإِنَّهُ الْيَوْمُ الَّذِي عَافَى اللَّهُ فِيهِ أَيُّوبَ مِنَ الْبَلاَءِ وَضَرَبَهُ بِالْبَلاَءِ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَإِنَّهُ لاَ يَبْدُو جُذَامٌ وَلاَ بَرَصٌ إِلاَّ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ أَوْ لَيْلَةَ الأَرْبِعَاءِ)[صحيح البخاري]. 2 . العسل o عن عبد الله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الشِّفاءُ في ثلاثةٍ: في شَرطَةِ مِحجَمٍ، أو شَربةِ عسلٍ، أو كيَّةٍ بنارٍ، وأنا أنهى أمَّتي عنِ الكيِّ) [البخاري] o قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (عَلَيْكُمْ بِالشِّفَاءَيْنِ الْعَسَلِ وَالْقُرْآنِ) [البخاري]. o وأحسن الطرق للإفادة من العسل شربه مذابا في الماء لأنه أسرع أثرا، وهو فعال في تسكين آلام الصدر، وفي النزلات المعوية، وفي الوقاية بصورة عامة لمن داوم على شرب كوب يوميا بالذات من تصلب الشرايين، وكذلك هو من أهم السوائل لمن يتبعون الحمية. o تناول ملعقة من العسل فقط أعسر امتصاصا من المحلول o يفضل استخدامه للتحلية بدل السكر في المشروبات العشبية العلاجية ليكون تأثيرها أفعل، وفي تحلية المشروبات عامة o وإذا كانت كثرته تزيد من السعرات الحرارية، والتي قد تؤدي إلى السمنة، فهذا من السهل تجنبه بالإقلال من السكريات الأخرى، وشربه كأداة تحلية يحوي كمية أقل من شربه وحده 3 . حبة البركة وزيتها o عن أبي هريرة عن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (إِنَّ فِي الْحَبَّةِ السَّوْدَاءِ شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ) [البخاري] o وعن عائشة عن النبي (عليكم بهذه الحُبَيبَةِ السوداءِ، فخُذوا منها خمسًا أو سبعًا فاسحَقوها، ثم اقطُروها في أنفِ [المريض] بقَطَراتِ زيتٍ، في هذا الجانبِ وفي هذا الجانبِ، فإن عائشةَ حدَّثَتْني: أنها سَمِعَتِ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يقولُ: (إن هذه الحَبةَ السوداءَ شِفاءٌ من كلِّ داءٍ، إلا من السَّامِ). قُلْت: وما السَّامُ ؟ قال: (الموتُ). المطحونة: تستعمل في توابل الطعام كله للوقاية، وتوضع ملعقة في العسل المذاب في الماء الدافئ، وتشرب على الريق كوقاية يومية، ولعلاج للحصوات في المثانة والكلى الزيت: ينفع دهنه في شفاء أي أمراض جلدية بإذن الله (قروح، دمامل، وحمة، التجمع الليمفاوي بعد الجراحة.. ) شريطة استمرار الدهن يوميا حتى يزول العرض الجلدي، بتدفئة الزيت على راحة الكف على شمعة قبل دهنه يفيد في تسكين مواضع الألم للمفاصل والعضلات. 4 . زيت الزيتون o عن عٌقبة بن عامر رضي الله عنه، عن النبي: (عليكم بهذه الشجرةِ المباركةِ زيتِ الزيتونِ فتداوَوا به فإنه مصحةٌ من الباسورِ) [السيوطي في الجامع الصغير] o (كُلوا الزيتَ وادَهِنوا به فإنه من شجرةٍ مباركةٍ) [سنن الترمذي] ورق الزيتون: إذا مضغ يذهب فساد اللثة وأورام الحلق زيته كدهان: ينفع في تضميد القروح والأورام والجروح (تدهن به مواضع التشريط بعد الحجامة)، ويعالج الكساح عند الأطفال بدهن الجسم به، ويفيد في حالات الخراج والدماممل وتشقق الأيدي من البرد، وكذلك في دهان الجسم لحمايته من ضربة الشمس لوقف تساقط الشعر: تدلك بالزيت فروة الرأس كل مساء لمدة 10 أيام، مع تغطيتها ليلا، ثم تغسل في الصباح لعلاج الروماتيزم والتهاب الأعصاب والمفاصل: يصنع مرهم من رأس الثوم، يبشر في زيت الزيتون، وبعد نقعه يومين أو ثلاثة يفرك به مكان الألم عدة مرات. زيته كشراب: مفتت للحصى مفيد لمرضى السكر لم يشرب ملعقة في الصباح على الريق وأخرى في المساء قبل النوم، ويمكن شربه مضافا لعصير الليمون 6 . السَّنَى والسَّنُّوت o (عَلَيْكُمْ بِالسَّنَى وَالسَّنُّوتِ فَإِنَّ فِيهِمَا شِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ إِلاَّ السَّامَ [الموت])[البخاري]. o السنى والسنوت هما بذور الشمر وبذور الشبت معا o وطريقة عمله بغلي بذوره في الماء، ثم تركها تنضح بعد الفوران حوالي خمس دقائق، ثم تصفية الماء من البذور وشربه محلىً بالعسل (نفس طريقة غلي الكركديه أو الينسون) من أهم الأمراض التي يعالجها: التهاب الحلق، تليين البطن (بالذات لمن يتبعون الصوم الطبي عن الطعام ويكتفون فقط بالسوائل)، فيروس سي، الإيدز، الوقاية من أمراض البنكرياس وبالتالي مرض السكر. 7 . التلبينة o (إِنَّهُ لَيَرْتُو فُؤَادَ الْحَزِينِ وَيَسْرُو عَنْ فُؤَادِ السَّقِيمِ كَمَا تَسْرُو (تزيل) إِحْدَاكُنَّ الْوَسَخَ عَنْ وَجْهِهَا بِالْمَاءِ) [البخاري]. o عن عائشة رضي الله عنها كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْلِهِ لَمْ تَزَلِ الْبُرْمَةُ عَلَى النَّارِ حَتَّى يَنْتَهِيَ أَحَدُ طَرَفَيْهِ، أي: يَعْنِي يَبْرَأُ أَوْ يَمُوتُ. o عن عائشةَ رضي الله عنها أنها كانت إذا مات الميتُ من أهلها، فاجتمع لذلك النساءُ، ثم تفرقنَ إلا أهلها وخاصتها؛ أمرت ببرمةٍ من تلبينةٍ فطُبخت، ثم صُنِعَ ثريدٌ، فصُبَّتِ التلبينةُ عليها، ثم قالت: كُلْنَ منها، فإني سمعتُ رسولَ اللهِ يقول: (التلبينةُ مُجِمَّةٌ لفؤادِ المريضِ. تُذهب بعضَ الحزنِ) [مسلم] (مجمة:أي تريح قلبه وتنشطه). 8 . رقية الاستشفاء من المأثورات النبوية في العلاج، العلاج بالرقية الشرعية من المأثور الصحيح من الآيات القرآنة والأدعية النبوية. والرقية ليست قصرا على حالات المس والسحر كما هو شائع. وهنالك مراجع موثوقة لتحصيل الرقى الشرعية، منها: 1 . ارق نفسك وأهلك بنفسك: الشيخ الدكتور خالد الجريسي 2 . العلاج بالرقى من الكتاب والسنة: سعيد بن علي بن وهف القحطاني 3 . الحصن الواقي: الشيخ الدكتور عبد الله السدحان وهي جميعا متوافرة للتحميل من موقع الشفاء