كشف كتاب إسرائيلي جديد النقاب عن انّ الامر الاول بتصفية الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، اصدره رئيس الوزراء الاسرائيلي الاسبق، ليفي اشكول، ووزير الامن انذاك، موشيه ديان، وكان ذلك بعد انتهاء ما يُسمى اسرائيليا بحرب الايام الستة، اي عدوان عام 1967، وجاء التحول الى الاشد بعد معركة الكرامة في 21 مارس 1968، التي بحسب المؤلف رونين بيرغمان، كانت بمثابة شهادة بلوغ لحركة فتح، التي تحولت بعد هذه المعركة الى حركة كبيرة تستقطب ابناء الشعب العربيّ الفلسطينيّ في جميع اماكن وجوده. وبحسب الكتاب، الذي جاء بعنوان "والسلطة ممنوحة" فانّ معركة الكرامة اعادت ولو القليل من القوة والكرامة والثقة بالنفس للامّة العربيّة بعد الهزيمة المذلة التي لحقت بها في عدوان 67. ونقلت صحيفة "القدس العربي" اللندنية عن المؤلف قوله: "انّ معركة الكرامة كانت هزيمة نكراء لاسرائيل بكل المقاييس، فقد خسرت 28 جندياً في المعركة، وترك الجنود الدبابات في الموقع، كما انّ وحدة النخبة تأخرت في الوصول الى ارض المعركة، الامر الذي ادّى الى افلات عرفات والعديد من المقاتلين الفلسطينيين، وبعد هذه المعركة، اصدرت الحكومة الاسرائيلية امرا لجميع الاجهزة الامنية في الدولة العبرية بالبحث عن عرفات وتصفيته. ويقول بيرغمان، ان عرفات تحوّل حتى بعد موته الى الشخصية الاكثر تأثيرا في مصير منطقة الشرق الاوسط في التاريخ المعاصر. ونشر المؤلف نص الامر الاسرائيلي للاجهزة الامنية، والذي جاء فيه: "عرفات هو مؤسس وقيادي في حركة فتح وشخصية مهمة جدا، اما اوصافه فكانت كالتالي بحسب الامر الاسرائيلي: قامته قصيرة، بشرته سمراء، مبنى جسمه سمين، قرعة في منتصف الرأس، شعره يميل الى الشيب، شاربه مقصوص". اما عن حركاته فجاء في الامر: "يتحرك بعصبية، وعيناه تتحركان بسرعة من اليمين الى اليسار وبالعكس". ويقول المؤلف ايضا انّه مما لا شك فيه ان عرفات قام بهندسة العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية في السنوات العشر التي سبقت موته، كما انّه يُقر بانّ عرفات كان وما زال بالنسبة للشعب الفلسطيني بمثابة "نصف إله". ويستشهد المؤلف بالاقوال التي ادلى بها الوزير الاسرائيلي موشيه يعالون لصحيفة 'هآرتس'، الذي قال ان عرفات شكّل تهديدا استراتيجيا على الدولة العبرية، وزاد يعلون، الذي كان في السابق قائدا لهيئة الاركان العامة في الجيش الاسرائيلي "انّ عرفات كان يؤمن بانّه يجب القضاء على اسرائيل عن طريق عاملين: الاول العامل الديمغرافي، والثاني العامل (الارهابي)، اي المقاومة، وعليه فهو لم يترك ولو مرّة واحدة، بحسب يعلون، (الارهاب) ضدّ الدولة العبرية" كما وصفه. كما يؤكد يعلون انّ عرفات استخدم اتفاق اوسلو محطة في طريقه لابادة اسرائيل، موضحا انه تبنى نظرية خيوط العنكبوت قبل حسن نصر الله واحمدي نجاد وبشار الاسد. وكشف عن انّ اسرائيل كرست جهودا كبيرة لاستهداف الرئيس الراحل ياسر عرفات خلال اجتياح بيروت عام 1982، لكنها فشلت في رصده الا في يومه الاخير وهو يستقل السفينة التي اقلته والمقاتلين لتونس. ويشير يعلون الى انّه شارك في حرب لبنان الثانية قائدا للوحدة الخاصة التابعة لهيئة الاركان التي انيطت بها مهمة البحث عن ياسر عرفات. ويوضح ان الوحدة لم تتمكن من رصد عرفات في بيروتالغربية طيلة الحرب سوى في يومه الاخير في بيروت. ويتابع: رصدته بندقية قناص وهو يعتلي البارجة في ميناء بيروت عن بعد 180 مترا، ما مكَّننا من استهدافه بشكل مؤكد، لكننا لم نحصل على مصادقة قيادة الجيش باطلاق النار عليه. ويشدد يعلون خلال استعراضه لمسيرة الصراع مع الفلسطينيين ومحاولات التسوية معهم على ان الرئيس الراحل ياسر عرفات لم يعترف باسرائيل كدولة يهودية ولم يتخلَّ عن خطته المرحلية للاجهاز عليها، معتبرا اتفاقية اوسلو مجرد محطة فيها. وقال يعلون ايضا ان عرفات اراد ان يؤسس دولة فلسطين على انقاض اسرائيل، وكان من اشد الفلسطينيين تزمتا، بعد ان راقبه منذ عام 1995، وتبيّن له انه تمكن من التحول الى زعيم عربي مسلم مشهور في العالم، يقود ثورة شعب يرزح تحت الاحتلال، كما تمكن بدهائه الشديد من اقناع الرأي العام العالمي بأن الشعب الفلسطيني يمارس المقاومة من اجل التحرير، ويرفض الاعتراف بانه نفذ اعمالا معادية. * يؤكد يعلون انّ عرفات استخدم اتفاق اوسلو محطة في طريقه لابادة اسرائيل، موضحا انه تبنى نظرية خيوط العنكبوت قبل حسن نصر الله واحمدي نجاد وبشار الاسد.