قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن بلاده تستعدّ بالتعاون مع السعودية لتزويد لبنان ب (تجهيزات يحتاجها من أجل تحقيق أمن إقليمه وسلامة جميع طوائفه)، في إشارة إلى الهبة الملكية السعودية لدعم الجيش اللّبناني. جاء هذا في كلمة ألقاها خلال حفل عشاء أقامه بقصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية، باريس، مساء الاثنين، عقب لقائه الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وبدوره، أعرب وليّ العهد السعودي عن أمله في (أن يتمّ الاتّفاق على رئيس يجمع كلّ الفرقاء ويمكّن لبنان من تجاوز أزمته الحالية). واستقبل (أولاند) في الإليزيه الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي وصل إلى باريس الاثنين في زيارة تستمرّ حتى 4 سبتمبر الجاري، وبيّن فيما يخص الشرق الأوسط أن فرنسا تدعّم مبادرة السلام العربية التي بلورتها المملكة العربية السعودية عام 2002، متطلّعا إلى العمل معا على إنعاشها، وبيّن أن التعاون السياسي مع السعودية (وطيد إلى حد بعيد)، مشيرا إلى أنه (تمّ تعزيزه بتعاون عسكري قيم للغاية، فقد أقام جيشانا أنشطة عملياتية منذ زمن بعيد في مجالات حاسمة لأمن المملكة)، وقال إنه يشكر السعودية (للثقة التي توليها للخبرة والتكنولوجيات الفرنسية فيما يتعلّق بدفاعها الخاص، بل وأيضا دفاع بلدان المنطقة)، وبيّن أنه (تتجلّى هذه الثقة والتعاون في لبنان، حيث نستعدّ لنزوّده معا بتجهيزات يحتاجها لبنان من أجل تحقيق أمن إقليمه وسلامة جميع طوائفه). وكان رئيس الوزراء اللبناني الأسبق سعد الحريري قد أعلن في 6 أوت الماضي عن هبة ملكية سعودية بقيمة مليار دولار أمريكي دعما للجيش اللّبناني في حربه على (الإرهاب)، خصوصا بعد المعارك التي شهدتها بلدة عرسال الحدودية مع سوريا بين قوات الجيش ومجموعات مسلحة. وبدوره، ألقى الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كلمة خلال حفل العشاء أوضح فيه موقف بلاده من مختلف قضايا المنطقة التي قال إنها (تعيش وللأسف الشديد في دوّامة من الأزمات المتتالية نالت تداعياتها الاستقرار الإقليمي والسلام العالمي)، حسب وكالة الأنباء السعودية، وبيّن أن حكومة السعودية أدركت خطورة ظاهرة الإرهاب على المجتمع الدولي منذ وقت مبكّر، حيث دعت إلى مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب عقد في مدينة الرياض في عام 2005، كما دعا العاهل السعودي الملك عبد اللّه بن عبدالعزيز إلى تأسيس مركز دولي لمكافحة الإرهاب ليكون جزءا من الجهود الدولية الرّامية إلى تعزيز مكافحة الإرهاب وأمر بالتبرّع بمائة مليون دولار لتفعيل المركز، وأعرب عن أمله في أن (تسارع الدول المحبّة للسلام إلى الإسهام بفعالية في دعم هذا المركز ليكون محورا فاعلا وركيزة أساسية للتعاون الدولي لمكافحة هذه الآفة التي تهدّد الأمن والاستقرار في العالم).