أكد وزير الشؤون الخارجية للمملكة العربية السعودية الأمير سعود الفيصل، أمس، بالجزائر، على الإرادة المشتركة للبلدين في تطوير علاقاتهما الثنائية في مجالاتها السياسية والاقتصادية والأمنية· وأضاف الأمير الفيصل في تصريح صحفي عقب استقباله من طرف رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، قائلا: "بقدر ما نحن سعداء بوجود علاقات ثنائية طيبة بين الجزائر والمملكة العربية السعودية، إلاّ أن الطموحات هي أكبر بكثير من ذلك"، مشيرا في السياق إلى أن مذكرة تفاهم حول التنسيق السياسي بين وزارتي الخارجية للبلدين ستوقع خلال زيارته· ومن جانب آخر أشار المتحدث إلى أن رؤى البلدين حول القضايا الإسلامية والعربية "متقاربة"· وقد وقعت الجزائر والمملكة العربية السعودية أمس على مذكرة تفاهم حول إنشاء آلية للتشاور السياسي والتنسيق بين وزارتي خارجية البلدين· ووقع على هذا الاتفاق كل من وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي ووزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل· وعن فحوى المذكرة أوضح الأمير سعود الفيصل أنها تنص على "تنسيق التعاون بين الوزارتين في مضامين تتعلق بتنظيم لقاءات بين المسؤولين في البلدين على المستوى الوزاري والمعاونين ستتعرض لمختلف القضايا السياسية التي تهم الدول العربية والإسلامية"· وأضاف وزير الخارجية السعودي مؤكدا أن هذا النوع من التعاون "أمر نحتاج إليه خاصة في ظل ما تمر به المنطقة من أوضاع"· وبخصوص مكافحة الإرهاب ذكر الأمير سعود الفيصل أن "التعاون قائم في هذا المجال" بين الطرفين، مضيفا بالقول "تحدثنا رفقة السيد مدلسي عن بعض الأفكار حول كيفية تعزيز هذا التعاون المهم جدا للبلدين من أجل مكافحة هذا الوباء الذي ابتليت به بلداننا"· وحول الأزمة اللبنانية الراهنة، أشار الأمير سعود الفيصل إلى أن هناك "موقف عربي جماعي" من هذه المسألة معتبرا هذا الأخير "المعيار الحقيقي" للقضية اللبنانية ومعربا في ذات الوقت عن أمله في أن تتوصل قمة دمشق إلى المصادقة على هذا الحل· وكان وزير الشؤون الخارجية للمملكة العربية السعودية قد أدلى بتصريح لدى وصوله إلى مطار هواري بومدين عبّر فيه عن أمله في أن تكون قمة دمشق "قمة لحل القضية اللبنانية"· وأكد الأمير الفيصل أن موضوع الأزمة السياسية التي يعيشها لبنان دون اتخاذ قرار رسمي نهائي حول مشاركته في القمة العربية المزمع انعقادها يومي 29 و30 مارس بالعاصمة السورية يشكل "موضوع الساعة"، مضيفا أن سبب بقاء هذه المشكلة قائمة إلى هذا الوقت يظل "غير مفهوم"· وأضاف المتحدث في السياق أنه "بالرغم من أن هناك عدة تدخلات من طرف كثير من الأوطان خاصة من الجامعة العربية وبالرغم من أن حلول عادلة قدمت لهذه المشكلة إلاّ أنها ما زالت تراود مكانها وتهدد بالتأثير السلبي على وحدة لبنان"· وعبّر ضيف الجزائر عن أمله أن تتاح له الفرصة لمناقشة هذه القضية مع رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بغية الوصول - كما قال - إلى "تصور مشترك لمعرفة كيفية الخروج من هذه الأزمة"· وعن زيارته إلى الجزائر أوضح الأمير الفيصل أنها ستتيح له الفرصة للتشاور والبحث مع وزير الشؤون الخارجية السيد مراد مدلسي في القضايا التي تهم البلدين والعالم الإسلامي والعربي· وأشار إلى أنه سيتم التوقيع على بروتوكول للتنسيق بين وزارتي الشؤون الخارجية الجزائرية والسعودية· وأضاف المتحدث أن زيارته ستسمح له أيضا بتبليغ رسالة شفهية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى الرئيس بوتفليقة· من جهة أخرى استقبل رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، أمس، وزير الخارجية السعودي، وتم خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون بين الجزائر والسعودية في كافة المجالات إلى جانب القضايا والمستجدات على الساحتين العربية والدولية· وكان الوزير السعودى وصل إلى الجزائر في وقت سابق اليوم في زيارة قصيرة تستغرق عدة ساعات·