بقلم: دحمور منصور بن الونشريس الحسني أليس من الغريب أن العالم البسيط يظن حقا أننا إرهابيون، بينما نخبة الساسة والمثقفين والعسكريين وغيرهم متأكدون من أننا متهمون بذلك فقط؟ أليس من الغريب أن تلك النخبة نفسها هي التي تحرض على القضاء علينا، بينما يأخذ البسطاء جانب الحياد أو التأييد المعنوي لهذا العمل العدائي في نظرنا والذي يدعي هؤلاء أنه دفاع عن السلام العالمي؟ هل صرنا في الواقع فيروسا ضارا في هذا العالم، أم أننا في دائرة الحرب الفكرية أو بالأحرى الحرب الذهنية في سبيل تشويه صورتنا؟ ولكن لماذا؟ ولماذا نحن المسلمون بالخصوص؟ في الواقع والواقع الحقيقي الذي لا نستطيع أن نفهمه نحن المسلمون هو أن الغرب والحكومة السرية لهذا العالم لا تلعب النرد أو حجر الزهر وعلى الرغم من كل الخسائر التي تكبدها وسيتكبدها العالم الغربي في الحروب الاقتصادية الفكرية التي يجرّ الشعوب الغربية المسيحية المغلوبة على أمرها نحوها يعلم يقينا منه أنه لابد من تدمير الشعوب المسلمة في كل العالم الإسلامي بما في ذلك المجتمعات المسلمة البعيدة عن المنطقة العربية، لأنه يعلم يقينا أن المسلمين هم الخطر الوحيد أو لنقل الخطر الأكبر والأكثر صمودا أمام تنصيب حكومة عالمية علمانية منحلة تدعو إلى الانحلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. يجدر بنا أن نعلم أن هناك مختبرات خاصة في دراسة الأديان والعقائد ومشاريع العالمية والذهنيات الاجتماعية والتي تصدر على مدار الأيام تقارير جديدة حول كيفية التصرف والتعامل مع المجتمع البشري ومن ضمنه المجتمع الاسلامي والذي يعد في هذه المختبرات العنصر الأكثر أهمية، ولهذا نجد أننا معشر المسلمين هم المستهدفون الأكثر طلبا في العالم ككل بحجة محاربة فلان أو علان من المسلمين أو المنتسبين زورا إلى الاسلام والذين صنعوا التطرف لصناعة شرعية دولية في إعلان الحرب كل مرة. في الواقع لسنا نحن فيروس العالم ولكن هناك فئات نخبوية في العالم مرضى نفسيا بسبب السلطة والحكم والسيرة على العالم ككل لا على رقعة معينة منه مهما كانت عظيمة، الفيسور إذا أصاب جهازا ما أصاب ملفاته بالتلف وبالتالي تكون غير قادرة على علاج نفسها بنفسها إلا بورود علاج معين من جهة خارجية وهنا يمكننا القول أننا نحن المسلمون ساهمنا بطريقة ما بوعينا أو من دون وعي منا في وصولنا إلى ما وصلنا عليه، ولا يجدر بنا أن نلقي اللوم فقط على نخبة العالم الإسلامي رغم أنهم يتحملون المسؤولية الأكبر من هذا، وبالتالي فكلنا راع وكلنا مسؤول عن رعيته، لماذا نحن؟ ببساطة لن تصدقوني إن قلت أن من يخطط لما يجري في بلاد المسلمين أنه أعلم بالإسلام من أهل الإسلام أنفسهم، إن النخبة التي تهتم اليوم بالشعوب الإسلامية وبإشعال الحرب بين رعاياه وتدمير المسلمين تاريخا واقتصادا وسياسة واجتماعا وثقافة وعلما يعرفون ما يفعلون، لأنهم يعرفون المسار الذي يسير فيه الإسلام، على الرغم من أنني متأكد أن العاقبة خير وأن الحكومة العالمية الوحيدة على وجه الأرض ستكون من نصيب المسلمين إلا أننا لابد من السير في الخط الصحيح للإسلام لا أن نكون حيث يريدنا العدو أن نكون، لأن العالم يريد منا أن نكون في العدم وببساطة لأننا نمتلك في نظره كل مقومات النهضة الحقيقية التي تغير العالم بصورة كلية لا جزءا منه فقط، ومن هنا فالغرب لا يريد منا أن نسير في الخط الصحيح الذي يريده الإسلام لنا.