اكتظاظ.. إضراب ومشاكل متراكمة أجمعت نقابات قطاع التربية على أن الدخول المدرسي لهذا الموسم كان فاشلا رغم كلّ المساعي التي قامت بها وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط رمعون -على حدّ قولهم- بسبب المشاكل التي تعترض السنة الدراسية هذا الموسم، والتي تتمثّل أساسا في نقص التربويين من أساتذة وإداريين، إلى جانب الاكتظاظ في الأقسام كما تطرّق إليه بعض النقابيين، ناهيك عن مشاكل متراكمة جعلت بعض المنتسبين إلى القطاع يلجأون إلى خيار الإضراب مباشرة بعد بدء الموسم الدراسي. بالمقابل، أسفر افتتاح الموسم الدراسي من ولاية غرداية على معالجة العديد من المشاكل التي كادت تكون عائقا كبيرا في تاريخ قطاع التربية الوطنية في الجزائر والمتعلّقة خصوصا برفض سكان ولاية غرداية السّماح لأبنائهم بمزاولة الدراسة في المدارس، والتي تمّت معالجتها من قِبل رئيس الكونفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ. إقناع تلاميذ غرداية بالعودة إلى مقاعد الدراسة اليوم أكّد الحاج دلالو، رئيس الكونفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ، أن الموسم الدراسي الحالي عرف حدثا تاريخيا من خلال قدرته على إقناع مواطني ولاية غرداية بالسّماح لأبنائهم بمزاولة دراستهم في المدارس بصفة عادية. وقال الحاج دلالو في تصريح خصّ به (أخبار اليوم) إن الدخول المدرسي للموسم الدراسي 2014 - 2015 كان عاديا، لكن تخلّلته بعض النقائص التي يمكن تداركها في الأسبوع القادم، والتي هي في الأساس تتمثّل في نقص الأساتذة في المؤسسات التربوية، مؤكّدا أنه سيقوم برفع هذه النقائص في تقارير إلى وزيرة التربية، واعتبر أن هذا الأمر عادي ويمكن حدوثه كما يمكن معالجته. وأبدى رئيس الكونفدرالية الوطنية لأولياء التلاميذ فرحه الشديد لتمكّنه من إقناع قرابة ال 6 آلاف ولي تلميذ من مواطني ولاية غرداية بالسّماح لأبنائهم بالدراسة خلال أمسية افتتاح الموسم الدراسي من ولاية غرداية رفقة وزيرة التربية الوطنية بن غبريط، وأردف أنه بقي في استقبال أولياء التلاميذ إلى غاية الساعة الواحدة صباحا من أجل إقناعهم بذلك. وعن الاكتظاظ قال المتحدّث ل (أخبار اليوم) إنه في هذه السنة توجد كوكبتان في الأقسام النّهائية تنقسمان على الشكل التالي: كوكبة تابعة لبرنامج قديم وكوكبة تابعة لبرنامج جديد انبثق عن الإصلاحات التربوية التي أقرّتها زارة التربية مؤخّرا، (وبالتالي سيكون هناك ضغط في الأقسام النّهائية)، فيما توقّع وجود ضغط في بعض المؤسسات لبعض الولايات بسبب حملات الترحيل التي قامت بها الحكومة الجزائرية. وعن وزيرة التربية قال المتحدّث إن لديها قابلية ورغبة في تغيير هندسة القطاع إلى الأحسن، (لذا لابد من إعطائها وقتا لتعرف القطاع بشكل جيّد وتدرس مشاكله)، مشيرا إلى أن قطاع التربية في حالة يرثى لها ولابد من المساهمة في إنقاذه (كأقلّ إيمان منّا). "نقص فادح في الإداريين سيشكّل خطرا على المنظومة" قال مسعود عمراوي، المكلّف بالاتّصال في الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين (الإينباف)، إن الأسبوع الأوّل من الدخول المدرسي لهذا الموسم كانت فيه صعوبات كثيرة ونقائص فادحة لابد من تداركها في أقرب الآجال، محذّرا من استمرار النقص في الأسابيع المقبلة (لأن هذا سيشكّل خطرا كبيرا على أمن قطاع التربية الوطنية)، خاصّة من ناحية التأطير من أساتذة ومساعدين تربويين، حيث قال: (إلى حد الآن لم يتمّ نشر قوائم الناجحين في مسابقة توظيف الأساتذة المعلن عنها)، آملا أن يتمّ تدارك هذه النقائص في أقرب الآجال. وأضاف عمراوي في تصريح هاتفي مع (أخبار اليوم) أن وزيرة التربية هي في الحقيقة وزيرة جديدة على رأس قطاع التربية ولا يمكنها أن تفي بكلّ الوعود التي قطعتها على فسها في الفترة السابقة، (لذا لابد من إعطائها وقتا لأن هناك فرقا شاسعا بين القول والفعل)، مردفا: (هذا الوضع في قطاع التربية له تراكمية منذ سنوات وليس وليد اليوم أو الأمس)، وأكّد أن وزيرة التربية وإن كان لها رغبة في معالجة القطاع من مرضه لا يمكنها ذلك في ظرف وجيز، بل لابد لها من وقت كي تستطيع أن تغيّر القطاع ممّا هو عليه الآن. ووصف عمراوي اكتظاظ الأقسام في المؤسسات التربوية بالمرض الخطير المتجذّر في المدارس منذ مدّة طويلة، وقال إنه لم تتوصّل حتى وزارة التربية إلى الحلّ البيداغوجي له، حيث أنها تقوم بحساب المعدل الموجود في الاقسام عن طريق عملية حسابية مغلوطة -على حد تعبيره-، أين تقوم وزارة التربية -حسبه- بأخذ عدد التلاميذ في الجنوب زائد عدد التلاميذ في القسم في الشمال تقسيم اثنين للتحصّل على معدل 30 تلميذا في القسم، مفسّرا ذلك بأنه في الجنوب يوجد 10 تلاميذ في القسم الواحد، بينما في الشمال يوجد 50 تلميذا، يجمع العدد ليقسّم على اثنين والنتيجة تكون 30 تلميذا في القسم. "دخول فاشل" اعتبر مسعود بوديبة، الأمين العام للنقابة الوطنية للتعليم الثانوي والتقني، الدخول المدرسي لهذا الموسم فاشلا وغير عادي مقارنة بالوعود التي قدّمتها وزيرة التربية الوطنية بسبب ما تخلّلته من نقائص فادحة كان من المفترض أن لا تكون في المنظومة التربوية الجزائرية، على حد تعبيره. وأوضح بوديبة في تصريح هاتفي ل (أخبار اليوم) أمس أن السبب الرئيسي الذي جعله يصف الدخول الاجتماعي بالفاشل هو نقص التأطير الإداري والتربوي والبيداغوجي، حيث هناك مؤسسات ليس لها مدير أو مراقب عامّ، كما تعرف نقصا كبيرا في عدد المساعدين التربويين، وهذا الأمر أثّر سلبا على عملية تسجيل التلميذ في المؤسسات التربوية وساهم في عدم الانطلاق الفعلي للسنة الدراسية. وأضاف بوديبة أن هناك مؤسسات تربوية شهدت مشاكل كبيرة بسبب الاكتظاظ في الأقسام، حيث أن هناك الكثير من المؤسسات لم تستوعب عدد التلاميذ، ممّا اضطرّ مدريات التربية إلى تحويل بعض التلاميذ إلى مؤسسات تربوية مجاورة، ما أثّر سلبا على نفسية التلاميذ وأثار قلق أوليائهم لبعد المسافة التي سيقطعها التلميذ من أجل التنقّل إلى مؤسسته التربوية وقاموا بالاحتجاج على ذلك، مردفا أن هناك اكتظاظا كبيرا في المدن الكبرى، خاصّة في تلك الأحياء التي شيّدت حديثا، والتي تفتقر إلى مؤسسات تربوية في المناطق المجاورة. وفي هذا الإطار، قال المتحدّث إن هناك العديد من المؤسسات التربوية في المناطق الداخلية تسير بالتكليف، (ونحن نعلم أنه عندما يكون أيّ مسؤول مكلّفا لا يملك سلطة القرار ولا يمكنه أن يكون مسيّرا كما ينبغي الأمر).