انتقدت نقابات التربية المعيار الجديد المتخذ من قبل الوزارة الوصية، التي اعتبرت أنه لا يمكن الحديث عن الاكتظاظ في الأقسام إلا بوجود ما بين40 و44 تلميذا في القسم الواحد. وقال ممثلو النقابات إن ذلك يتجاوز المعدل العالمي المعمول به، والمقدّر ب25 تلميذا في القسم الواحد والمعدل الوطني المقدّر ب30 تلميذا في القسم، حيث اعتبرت النقابات هذا المعيار مغالطة في معالجة الاكتظاظ وفي حق كل من ينتمي لقطاع التربية، وبأن نتيجته ستكون وخيمة على المنظومة التربوية. هذا المعدل وضع للتعتيم ويوضّح عجزا في معالجة الاكتظاظ كشف مسعود بوديبة، المكلف بالإعلام والاتصال لدى المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني ل«السياسي»، بأن مدراء التربية استعملوا المغالطة لمعالجة مشكلة الاكتظاظ، ويضيف المتحدث بأن المعيا العالمي المعمول به في جميع الدول ينص على وجود 25 تلميذا في القسم الواحد وإن تطلب الأمر 30 تلميذا في الحالات الاستثنائية فقط. وأشار بوديبة إلى أن هذه المغالطة التي استعملت هي عبارة عن تستر على ظاهرة الاكتظاظ التي تشهدها مختلف المؤسسات خاصة الثانويات، وأكد على ضرورة اعتراف الوزارة الوصية بهذا الإشكال المطروح ومعالجته في اقرب وقت. أربع واربعون تلميذا في القسم.. سبب العنف المدرسي ومن جهته، أوضح مزيان مريان، المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني «السنابست» بأن المعيار الذي حددته وزارة التربية الوطنية لمعدل الاكتظاظ غير مقبول، لأن المقياس قد تجاوز نسبة 64 بالمائة من المعدل الإجمالي، ويضيف بأنه لا يوجد تحرك لإنجاز الثانويات المبرمج تسليمها خلال هذا الدخول المدرسي. وأضاف مريان بأن مختلف المدارس تعاني من اكتظاظ كبير ما سيجبر الأستاذ على التدريس في ظروف غير لائقة وبين المتحدث بأن الاكتظاظ هو السبب الأول للاعتداءات التي تحصل في الثانويات من اعتداء أولياء التلاميذ على المدراء أو الأساتذة، ويضيف بأن 44 تلميذا في القسم سيؤثر حتما على إضعاف قدرة الإستيعاب. فيما قال مريان مزيان «ستقوم نقابات التربية بطرح جميع الملفات العالقة عند الاجتماع بوزير التربية المقرّر نهاية هذا الأسبوع». أولياء التلاميذ: «مقياس 40 تلميذا في القسم لا يعمل به إلا في الجزائر» ومن جهته، قال خالد أحمد، رئيس جمعية أولياء التلاميذ في اتصال ل«السياسي» بأن هذا المعدل الذي تكلم عنه مدراء التربية في الاجتماع الأخير الذي جمعهم بوزير التربية لا يعمل به إلا في الجزائر، لأن كل البلدان المتقدمة لا يتجاوز عدد التلاميذ في مؤسساتها 25 في القسم الواحد، ويضيف المتحدث بأنه إن فاق عدد التلاميذ المعيار العالمي، فإن الأستاذ يفقد السيطرة على الفوج. وفيما يخص الحلول، أضاف خالد أحمد بأنها واضحة وهي البدء في التخطيط الجيّد عند الانتقالات أو التغييرات فكل مجمع سكني سيحتاج لمؤسسات تربوية. ومن جهته، أكد مسعود عمراوي، المكلف بالإعلام في نقابة التربية والتكوين بأنه من غير المعقول أن تجد 44 تلميذا في القسم، وبعض المدارس ب55 تلميذا، ويضيف بأن هذا المعيار الذي وضعه مدراء التربية خلال اجتماعهم مع وزير التربية غير واضح، وهو ما يؤكد تواجد الاكتظاظ في المدارس.