* عمراوي: "رحيل بن بوزيد وراء هدوء الدخول المدرسي" أجمعت نقابات التربية وجمعية أولياء التلاميذ على أن الدخول المدرسي لموسم 2012/2013 تميّز بأجواء هادئة رغم جملة النّقائص التي عرفها القطاع، والتي تكرّر نفسها سنويا، على غرار الاكتظاظ ونقص التأطير وغياب بعض الخدمات كالإطعام والنّقل في بعض مناطق الوطن، وهي النّقائص التي أكّدوا بشأنها أنها ضمن جدول أعمالهم لما تشكّله من ضغوطات على سير العملية التربوية في البلاد، حيث ستكون محلّ نقاش مع الوزير الجديد عبد اللّطيف بابا أحمد خلال اللّقاءات القادمة بغرض أيجاد حلّ سريع وفوري لها حتى لا تتكرّر في الموسم القادم. لم يخل الدخول المدرسي خاصّة في المناطق الجنوبية للبلاد من عدّة مشاكل رأى الشركاء الاجتماعيون لقطاع التربية أنها بمثابة قنبلة موقوتة ستنفجر في أيّ وقت لما تسبّبه من ضغوطات نفسية، سواء على الأستاذ أو التلميذ، حيث أجمعوا على أن مشكل الاكتظاظ يعدّ الأهم. وفي هذا الصدد أكّد أحمد خالد ممثّل جمعية أولياء التلاميذ في اتّصال هاتفي مع (أخبار اليوم) أن الاكتظاظ يعدّ تحدّيا لوزارة باباأاحمد بسبب الكمّ الهائل من المتمدرسين، حيث تطرح هذه الإشكالية بصفة كبيرة على مستوى 10 ولايات من الوطن منها تيارت، تبسة، عين الدفلى، بسكرة، جيجل وغيرها، حيث تجاوز عدد التلاميذ في القسم الواحد 45 تلميذا خاصّة في السنة أولى ثانوي بعد وصول دفعتين إلى هذا الطور، الأولى تتعلّق بالسنة السادسة ابتدائي (نظام قديم) والثانية تخص السنة خامسة برنامج الإصلاح، بالرغم من أن هذا المشكل كان متوقّعا منذ سنة 2008 حين التحقت هاتين الدفعتين بالطور المتوسط. كما أوضح محدّثنا أن هذا المشكل لا تتحمّل مسؤوليته وزارة التربية لوحدها، بل تتحمّلها أيضا الجهات التي كلّفت بإنشاء المدارس الجديدة، والتي لم تف بالآجال المحدّدة، مما حال دون استلامها بداية هذا الموسم، وفي حين تعدّ ولاية الجزائر من أكبر الولايات التي يبقى مشكل الاكتظاظ مطروحا على مستواها حسب ذات المصدر لأن إنجاز المنشآت التربوية يتطلّب مساحات أرضية، وهو مشكل تعاني منه العاصمة التي تعرف كثافة سكانية عالية، بالإضافة إلى نقص الأوعية العقارية التي استغلّت لإنجاز مشاريع كبرى كالسكنات والطرق. كما تطرّق ممثّل جمعية أولياء التلاميذ إلى مشكل النّقل والإطعام، مشيرا إلى أن الميزانية التي خصّصها القطاع لم تكن كافية، وهو ما قد يؤثّر في المردود العلمي للتلاميذ، كما اتّهم مدراء بعض المؤسسات التربوية برفضهم توسيع المؤسسات من خلال إنجاز مطعم أو ملعب تفاديا لأيّ أعباء إضافية، موضّحا أن الكثير من المدراء يرفضون تنفيذ توجيهات الوصاية بإحداث إصلاحات في المؤسسات التي يسيّرونها حتى يتفادوا أعباء الإشراف عليها، كما أكد أن هناك تجاهل تامّ للمنشور الوزاري 2010 الذي يلزم مديري المؤسسات التربوية بإجراء امتحان استدراكي سنوي للتلاميذ الذين لم يتحصّلوا على معدل 10 لإنقاذ ما يمكن إنقاذه لتفادي مشكل الاكتظاظ، وقد ضربوا بتعليمة الوزارة عرض الحائط. وفيما يخص الأقسام التحضيرية أكّد محدّثنا أن العديد من المؤسسات ترفض فتح الأقسام التحضيرية لتفادي أعباء إضافية، وأن القانون في صفّها إذ لا توجد أيّ مادة قانونية تجبرهم على ذلك، وهو ما يفسّر مطالبة مسيّري المؤسسات التربيوية التي تضمّ أقساما تحضيرية أولياء التلاميد بالإمضاء على تعهّد تخلي فيه مسؤولية إدارة المؤسسة من أيّ مكروه قد يصيب التلميذ، سواء في المدرسة أو خارجها باعتبارها رخصة من الوزير ولا يتحمّل مديري الابتدائيات أيّ مسؤولية. بوذيبة: "الكنابست سيناقش جميع النّقائص في اجتماع المكتب الوطني" من جهته، أعرب المكلّف بالإعلام على مستوى المجلس الوطني المستقلّ لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مسعود بوذيبة عن ارتياحه للأجواء التي مرّ بها الدخول المدرسي، حيث لم تنغّص المشاكل التي يتخبّط فيها القطاع هذا الحدث، مؤكّدا أن جميع المكاتب الولائية ل (الكنابست) تعمل حاليا على وضع تقرير شامل لجميع الأجواء التي عايشها الدخول المدرسي 2012/2013 والذي سيتمّ مناقشته نهاية الأسبوع الحالي في اجتماع المكتب الوطني وسيتمّ رفعه إلى الوزارة. ولم يخف بوذيبة أن نقابته سجّلت بعض النّقائص كنقص التأطير ومشكل الاكتظاظ في بعض ولايات الوطن، غير أنها تنتظر التقرير النّهائي قبل اتّخاذ أيّ قرار، كما ثمّن مبادرة الوزير بابا أحمد لفتح حوار مع الشركاء الاجتماعيين للقطاع، مشيرا إلى أن نقابته ما تزال تتمسّك بمطالبها وتسعى إلى تحقيقها عن طريق الحوار، وفي غير حال ذلك فإنها لن تردّد إلى اللّجوء إلى الإضراب مثل مثل بقّية النقابات معتبرا مطالبهم شرعية يكفلها لهم الدستور. عمراوي: "تغيير الوزير لعب دورا كبيرا في الدخول المدرسي" كشف مسعود عمراوي المكلّف بالإعلام على مستوى النقابة لوطنية لعمّال التربية والتكوين أن الهدوء الذي طبع الدخول المدرسي 2012/2013 سببه الرئيسي تغيير أعلى هرم في القطاع بن بوزيد واستخلافه ب (عبد اللطيف بابا أحمد)، وهو ما أعاد الأمل لنقابات التربية في إيجاد حلول لمشاكلها العالقة وجعلها تقرّر تعلّق الإضراب الذي كان سيعصف بهذا الدخول من أجل إعطاء فرصة للوزير الجديد للوقوف على مشاكل القطاع وإيجاد حلّ لها عن طريق فتح باب الحوار مع النقابات الساخطة على تهميش بن بوزيد لها. كما أكّد عمراوي أن التنسيقيات الوطنية المنضوية تحت لواء النقابة الوطنية لعمّال التربية المتمثّلة في التنسيقية الوطنية للأسلاك المشتركة والعمّال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية، التنسيقية الوطنية لموظّفي المخابر، التنسيقية الوطنية لموظّفي المصالح الاقتصادية والتنسيقية الوطنية للتوجيه المدرسي والمهني ستبقى متمسّكة بتسوية مطالبها المتعلّقة بمشكل الحجم الساعي في الطور الابتدائي، مشكل الأسلاك المشتركة التي لم تستفد من الأجور والمنح كبقّية العاملين في القطاع، وكذا بعض الاختلالات التي رفعتها النقابات بشأن القانون الأساسي المعدل. كما أكّد محدّثنا أن الدخول المدرسي وإن بدا هادئا على العموم إلاّ أن الكثير من المشاكل تخلّلته، أبرزها مشكل الاكتظاظ والنّقل والإطعام التي فشلت الوزارة السابقة في إيجاد حلّ له رغم الميزانية الضخمة التي خصّصتها لها.