بعد الشبان.. نسوة وسلفيون يقبلون عليها الشيخ أمين ناصري: البيرة بدون كحول حرام.. فما شابه الشيء يأخذ حكمه عرفت السوق الجزائرية في السنوات الأخيرة انتشار العديد من أنواع المشروبات والعصائر منها المستوردة وأخرى مصنعة محليا، لذلك أصبح الجزائري يحتار ما يقتني ولكن في الأخير يقع اختياره دوما على المشروبات التي تعود بالنفع على صحته، ولكن من المشروبات التي قيل عنها إنها صحية الجعة بدون كحول أو الشمبانيا الحلال التي تعرف روجا كبيرا بين الناس، والتي أباحوا شربها بحجة فوائدها الصحية، رغم كثرة الأقاويل حولها. عتيقة مغوفل باربيكان، الماسة، شيراز... وغيرها هي ماركات للجعة أو البيرة بدون كحول التي أصبحت تعرف انتشارا في المجتمع الجزائري، فقد أضحت تباع في المحلات والسوبرات إلى جانب مختلف المشروبات الأخرى، وبما أن المجتمع الجزائري مجتمع يدين بالإسلام الذي يحرم احتساء المشروبات الكحولية فقد فتح هذا المنتوج بابا للريبة والشك في الأوساط الشبابية. تجولت (أخبار اليوم) ببعض محلات المواد الغذائية المتواجدة على مستوى العاصمة، فوجدنا معظمها ثلاجاتها مملوءة بالجعة بدون كحول بماركات وقارورات متنوعة، بعضها مستورد من بعض الدول العربية كالسعودية وأما الآخر فهو منتوج وطني. تعرف رواجا في أوساط الشباب نور الدين صاحب سوبرات بشارع (الروتانجي) أكد لنا أن الإقبال على هذا المنتوج كبيرا، ففي بداية الأمر كان الإقبال من طرف بعض الشباب الذين أرادوا تجريبه باعتباره منتوجا جديدا يغزو الأسواق الجزائرية حالها حال باقي المشروبات الطاقوية، مثل الراد بول، لكن ومع مرور الوقت عرفت الجعة بدون كحول رواجا كبيرا في باقي الأوساط الاجتماعية، النسائية منها والرجالية، ولكن الغريب في الأمر والمثير للدهشة أن البيرة بدون كحول أصبحت المشروب المفضل للسلفيين، بالإضافة إلى هذا فإن العديد من السيدات أصبحن يشربنها وهو حال آخر زبونة اشترتها من محل نور الدين والتي اقتنت منها أربع قارورات. خرجنا من سوبرات (نور الدين) ودخلنا لبعض محلات المواد الغذائية بنفس الشارع ووجدنا رفوفها لا تخلو من الجعة بدون كحول، سألنا أصحابها عن مدى إقبال الزبائن على هذا المشروب وكانت إجاباتهم نفس إجابة نور الدين (زبائن الجعة كثيرون)، أما جمال صاحب محل المواد الغذائية فقد أكد لنا أن بعض الشباب أصبحوا يقدمون البيرة بدون كحول في أعياد الميلاد عوض المشروبات الغازية التي اعتادوا تقديمها. أما عن سعر هذا المشروب الساحر فيتراوح ما بين 40 إلى 90 دج للزجاجة الواحدة حسب الماركة والبلد المنتج. ما هو السر في الإقبال على هذا المشروب؟ انتابنا الفضول لكل ما سمعناه عن الإقبال الكبير على الجعة بدون كحول فتقربنا من بعض الأشخاص الذين يحبون شربها، منهم محرز شاب في 28 سنة من العمر قال إنه يحب شربها لأنه يتلذذ كثيرا بطعمها ذو نكهة العنب أو التفاح، أما إلياس شاب في ربيعه ال 25 يقول إنه يحتسيها من باب مواكبة الموضة لأن شرب البيرة بدون كحول يدل على مدى تحضر الشخص وهو حال صديقته صونيا التي تتمتع كثيرا بشرب الجعة بدون كحول رفقة زميلاتها بالمعهد الذي تدرس به، أما مرزاق فقد تعود على شرب هذه الجعة وهو لا يمكنه أن يستغني عنها وقد عبر عن ذلك بابتسامة عريضة وهو يقول (اللي ذاق البنة ما يتهنى). في حين هناك من يشربها لدواعٍ صحية وهو حال السيد(بوعلام. و) الذي يعاني من وجود بعض الحصى في الكليتين لذلك نصحه أحدهم بشربها حتى تساعده في إذابة تلك الحصى ومن ثمة لا يخضع لعملية جراحية. وللإشارة فإن الجعة بدون كحول تتكون من الماء، السكر، حامض الليمون، نكهة التفاح أو العنب، مستخلص الكيالا، لون الكراميل، والشعير وهو المكون الأساسي فيها، وفي لقاء جمعنا بالسيدة (بولغود سهام) صيدلية بباب الوادي شرحت لنا أن الشعير مادة تسمح بمكافحة السرطان والكولسترول وكذا المحافظة على الأوعية الدموية، كما أنه يحتوي على مجموعة من الفيتامينات والبروتينات، ولكن لا يشفي بالضرورة من أمراض الكلى، وهو ما أكده الدكتور(بوخنوف لزهاري) طبيب مختص في أمراض الكلى بشارع حسيبة بن بوعلي باعتبار أن الجعة بدون كحول ليست الدواء المناسب لهذا النوع من المرض بل للقضاء عليه يجب شرب كميات كبيرة من المياه، بالإضافة إلى الدواء وإن تعذر الشفاء يخضع المريض لعملية جراحية، كما اعتبر أن هذا النوع من المشروبات يسبب بعض المشاكل الصحية لأنها تحتوي على السكريات و بعض المواد الكيمائية التي تعمل على زيادة وزن الشخص خصوصا إذا كان قليل الحركة وهو الأمر الذي يؤدي به إلى الإصابة بداء السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو الكولسترول. للدين حكم آخر في الجعة بدون كحول من المعروف عند العام والخاص أن شرب الخمر محرم شرعا وذلك مصداقا لقوله تعالى (الخمر والميسر رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه)، ولكن وبما أن الجعة بدون كحول لا تحتوي على الكحول المسكر والمذهب لعقل الإنسان استباح الكثيرون شربها، وللتأكد من الأمر قامت (أخبار اليوم) الاتصال هاتفيا ب(الشيخ أمين ناصري) إمام مسجد النصر بباب الوادي، الذي أوضح أن ما كان يشبه الشيء فيأخذ حكمه، وهذا يعني أن ملء الجعة بدون كحول في قارورات تشبه قارورات الجعة بالكحول يحرم شربها لأن شرب الشبيه يصبح فيما بعد ذريعة لشرب الأصل أي احتساء الخمر. بالإضافة إلى ما سبق ذكره يجب أن يخضع الفرد الجعة بدون كحول للتحليل قبل شربها لتأكد من عدم احتوائها على كحول أو أية مواد مسكرة أخرى وهو أمر يستحيل على الكثيرين القيام به، لذلك يجب تفادي هذا النوع من المشروبات فالسوق الجزائرية غنية بمشروبات أخرى التي لا ريبة ولا شك في احتسائها.