بمجرد عودة التلاميذ إلى مقاعد الدراسة نهاية الأسبوع الفارط، فإنهم سيكونون على موعد مع استكمال بقية الفروض والتحضير لامتحانات نهاية الفصل الأول، ما يتطلب منهم بطبيعة الحال بذل مزيد من الجهد والنشاط في الحفظ والمذاكرة، ورغم ما قد يشكله ذلك من تعب وإرهاق وضغط على البعض، فان لبعضهم الآخر طرقا أخرى، لاجتياز الامتحانات، تتطلب بدورها جهدا وتفكيرا وذكاء كذلك، إنما في جانبه السلبي، باستغلال كل تلك القدرات والإمكانيات في البحث عن أنجع وأسهل وأسرع وسائل الغش والاحتيال والنقل في الامتحانات. فالغش في الامتحانات وان كان وسيلة تضرب في القدم، وليس هنالك من لم يجربها يوما، إلا أن طرقه وأساليبه قد تطورت، وصار بعضها متماشيا مع احدث الوسائل التكنولوجية، كالهاتف النقال، والبلوتوث، وام بي 3 وام بي 4 وغيرها من الوسائل التكنولوجية التي وظفها هؤلاء في أكثر الأمور سلبية وهي الغش، وان كان كثير من الأساتذة والمراقبين قد تفطنوا إلى هذه الحيل، وصاروا يكشفونها بأسرع الطرق، بالإضافة إلى لجوء الكثير من المؤسسات التربوية و الجامعات، إلى منع حمل الهواتف النقالة وما شابهها إلى داخل قاعات الامتحان، فان كثيرا من التلاميذ وجدوا الحل في اللجوء إلى أقدم الطرق وأكثرها تقليدية، على اعتبار أن القديم اثبت دوما فعاليته ونجاعته، ويتمكن كثيرون بواسطته من المراوغة دون أن يتم كشفهم، سيما بالنسبة للمحترفين منهم، والمتمكنين من استخدام كافة وسائل الغش تلك، خاصة إذا ما توفرت الظروف الملائمة والجو المناسب، كعدم التشدد في المراقبة، والسرعة، وخفة الحركة، وعدم جذب الانتباه. تقول إحدى التلميذات وهي بالصف الأول الثانوي، انه وبعد منع الهواتف النقالة خلال أيام الامتحان، وكذا قيام بعض الأستاذة بتفتيش التلاميذ والتلميذات على السواء، وبشكل خاص المتحجبات منهن، لكشف أي محاولات غش بواسطة سماعات الهاتف النقال أو غيره من الأجهزة الأخرى، فان الغش في الامتحانات صار صعبا نوعا ما، خصوصا عندما تكون الأوراق المخصصة للإجابة وكذا المسودات، مسلمة من طرف الإدارة، وعليه فإنهم كثيرا ما يقومون بالاحتفاظ ببعض المسودات احتياطيا، من الامتحانات السابقة لاستخدامها، بعد تسجيل الدروس أو الإجابات المحتمل ورود أسئلتها في الامتحان، أما إن كانت المسودات من عند التلميذ، فهنالك فقط تكون ساعة الفرج الحقيقية بالنسبة للتلاميذ الغشاشين، حيث يلجا هؤلاء إلى تسجيل كل الدروس المحتمل أن تكون أسئلة الامتحان عنها على تلك المسودات بواسطة قلم جاف، يكون حبره قد انتهى منذ مدة، فتكون الكتابة على الورقة أشبه بالكتابة بوساطة الحبر السري، حيث لا تظهر بعدها إلى نقوش الأحرف والكلمات، على أن يكون التلميذ حافظا لمكان كتابة الأجوبة المتعلقة بكل درس، وتجدر الإشارة إلى انه في فترة سابقة، ظهرت أقلام سحرية تؤدي إلى هذا الغرض، وقد صنعت ضجة حقيقية، وتمكن الكثيرون بواسطتها من الغش بشكل وسع قبل أن يتم اكتشافها. هذا كما يقوم تلامذة آخرون بكتابة أهم القوانين والقواعد الخاصة بالمواد العلمية، وبعض التواريخ المهمة، وغيرها من الدروس التي تحتاج إلى قوة ذاكرة، على الجدران أو على الطاولات والكراسي، سواء قبل إجراء الامتحان بسويعات قليلة أو قبله بأيام. وان كان الغش مبدأ مرفوضا مهما كانت المبررات أو الغاية منه و هي النجاح وتحقيق أعلى الدرجات، فان كثيرا من التلاميذ يبررونه بصعوبة الدروس، وعدم قدرتهم على الحفظ و التذكر، مع أن لذلك علاجا دون شك كتنظيم الوقت، ومراجعة الدروس بشكل يومي وعدم تركها تتراكم، بالإضافة إلى تناول بعض الأغذية المساعدة على ذلك.