ظاهرة وللأسف الشديد انتشرت في مجتمعنا الجزائري كمجتمع مسلم مما يتعارض مع أعرافنا وقيمنا ألا وهي ظاهرة سبّ الله عزوجل التي اتخذت منعرجات خطيرة، حيث أصبح السبّ أمرا عاديا بل باتت المصطلحات اليومية التي يستعملها البعض لا تخرج عن السب والكلام النابي ولحق الأمر إلى سب الذات الإلاهية بكل جرأة من طرف أناس باعوا ضمائرهم وملتهم الإسلامية السمحاء. حقاً لهو أمر مخجل وهو ما أصبح عادة يومية عند الجزائريين نسمعها في أي مكان، والله تدمع العين لما نراه اليوم ونشاهده عبر الشوارع وهو ما رصدناه على أفواه المواطنين الذين استاءوا من انتشار الظاهرة، يقول أحد المواطنين إن هذا السلوك لا يمتّ لمجتمعنا الإسلامي بصلة بحكم أنه مقيم بإحدى ولايات الجزائر والتي تعتبرالرائدة في هذا المجال والعياذ بالله، فهو كل يوم يلاحظ تلك الشجارات التي يتبادل فيها بعض الناس بعض العبارات الخادشة للحياء والتي وصلت حتى إلى سب الدين والعياذ بالله، ليردف قائلا كيف يخشون المخلوق ولا يخشون الخالق (الله يهدينا ويغفر لنا إن شاء الله) يقول محدّثنا. لا يكاد يخلو اليوم تجمّع للشباب أو الكهول وحتى الأطفال والنساء من عبارات السبّ والشتم، والتي تمسّ الدين والله عزّ وجلّ والوالدين حتى أصبح الأمر مألوفا عند عامة الناس وكأنه شيء مباح، ولا يقتصر ذلك على منطقة معينة في المجتمع الجزائري وإنما وصل إلى كل المدن والأحياء حتى تحوّل إلى طابوها سلبيا. هي ظاهرة أخطر من الأولى والشيء المحزن أنها تتداولها الألسن من قبل أطفال أبرياء التي انتقلت إليهم الظاهرة السلبية وتعلموها عن الكبار، فسب الدين والذات الإلهية في الجزائر هي ظاهرة أصبحت تفرض حظر تجوال العائلات في الأماكن العامة، فيما يستسهل مقترفو الذنب تلك الأمور حتى منهم من يستغلّها للمزاح من دون أن ننسى استعمالها للترهيب عند الشجار. هذه العبارات تصف انهيار المجتمع العربي المسلم بهذه الصورة، والمصيبة الكبرى هي إهمال الوالدين لأبنائهم طيلة النهار. الأسرة المسؤول الأول عن تفشي الظاهرة الأسرة هي اللبنة الأساسية في بناء المجتمع وإصلاحه يبدأ من إصلاحها، ارتأينا تسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تعتبر في نظر العامة من الناس عادية لكنها كبيرة من الكبائر، فتقربنا من شرائح المجتمع لمعرفة آرائهم حول حقيقة ما يتفوهون به، وقناعتهم بشأن حكم الفعل في الإسلام، نظرا إلى الإنتشار الكبير الذي عرفته الظاهرة والتصاقها بألسنة الأبناء والآباء، الرجال والنساء على حد سواء، فمنهم من أشار إلى البيئة المعاشة والتي ألفها الشخص ليتعود على هذه العبارات المخزية، فيما صرّح شاب أنه تعلّم هذه الألفاظ من والده الذي لا يتوانى عن إطلاق كل أنواع السبّ والشتم، خاصة ما تعلّق منها بسبّ الله عزّ وجلّ وكذا عبارات يستحي المرء أن يذكرها بينه وبين نفسه. الدّين يحرّم السب من جهة أخرى يقول أحد الأئمة بالعاصمة إنّ الله عزّوجلّ نهى عن سبّ الكفار فما بالك بالذات الإلهية، وقد قال صلى الله عليه وسلم في هذا الإطار: (إن العبد ليتفوه بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا)، فلو قرأ هؤلاء تفسير هذا الحديث وعلموا مستقر العبارات التي يتفوهون بها لا يلقون لها بالا، لفعلوا ما فعل أبو بكر رضي الله عنه الذي كان يضع حجرا في لسانه يحاسب نفسه عن كل كلمة يقولها ليس بسب الدين حاشا لله، لكن حتى يجنب نفسه اللغو والخوض فيما لا يعنيه من أمور الناس.