لقد نهى الله عزّ وجلّ من سب الكفّار..فإلى أين وصل حالنا اليوم أيها الإخوة لا يكاد يخلو اليوم تجمّع للشباب أو الكهول وحتى الأطفال والنساء من عبارات السب والشتم، التي تمس الدين والرب عزّ وجلّ والوالدين فضلا عن سب أحدهم الآخر، حتى أصبح الأمر مألوفا عند عامة الناس وكأنه شيء مباح، ولا يقتصر ذلك على منطقة معينة في المجتمع الجزائري وإنما وصل إلى كل المدن والأحياء إلى درجة أنه أصبح تراثا ثقافيا متوارثا يدخل في عادات وتقاليد الجزائريين. وأعلنت هذه العادة الجديدة التي دخلت القاموس اللغوي للجزائريين حظر تجوال الأسر مجتمعة في الشوارع، لما يمكن أن يصل آذانهم من قبيح الكلام فيذهب الحياء، خاصة وأن ذلك لم يعد يقتصر على الشباب الطائش وإنما هو عادة اختصت بها كل فئات المجتمع، من شيوخ، أطفال، كهول ونساء، فلا يدري الشخص من أي مكان سيسمع ما يفرّق بينه وبين أخيه أو أبيه الذي يصطحبه. ارتأت "النهار" تسليط الضوء على هذه الظاهرة التي تعتبر في نظر العامة من الناس عادية لكنها كبيرة من الكبائر، فتقربنا من شرائح المجتمع لمعرفة آرائهم حول حقيقة ما يتفوهون به، قناعتهم بشأن حكم الفعل في الإسلام، نظرا إلى الإنتشار الكبير الذي عرفته الظاهرة والتصاقها بألسنة الأبناء والآباء، الرجال والنساء على حد سواء، خاصة وأن المنطق يقول إنه بالإمكان التفوه بعبارات غير لائقة في حال النرفزة لكن أن تسب الرب عزّ وجلّ وأنت في كامل عقلك مبتهج مسرور..؟! يعتبرون أن من سب الدين في المجالس وأثناء الشجار يكون مُهاب الجانب وأجمع معظم الشباب الذين التقيناهم في استطلاعنا هذا على أن سب الدّين سوء خلق والتعرض إلى الذات الإلهية بالسب كفر بالله، إلا أنهم اعتبروا ذلك عادة سيئة يصعب التحكم فيها خاصة وأنها أصبحت جزءا لا يتجزأ من كلام معظم الجزائريين ناهيك عند الغضب، كما أشاروا إلى طبيعة البيئة التي نشأوا فيها، فأن ترى الوالد يسب الرب عزّ وجلّ أمامك في البيت هو أمر يجعل الطفل الصغير يشعر بالراحة وهو يقولها حتى في البيت فكيف خارجه. ولا أحد يمكنه اليوم تجاوز هذه العقبة إلا بقوة إيمانية كبيرة تقول عينة "النهار".. فالإستغناء عن هذه الألفاظ ليس بالأمر السهل، في الوقت الذي يعتبرها بعظم طريقة لاستفزاز الطرف الآخر وإهانته وإظهار العظمة والقوة أمامه، ورغم أن السب غير موجه له إلا أن إطلاق مثل هذه العبارات تجعلك في موقف أقوى، وتبين من خلال استطلاعنا أن الأمر لا يقتصر فقط على الشباب الطائش فقط، وإنما هناك كهول وشيوخ وحتى نساء وفتيات بينهم مصلّون ومصليات. ويعلم هؤلاء حجم المعصية التي اقترفوها بالعبارات التي أطلقوها إلا أنهم لا يربطونها أبدا بالعاقبة التي تترتب عنها، وصرح شاب أنه تعلم هذه الألفاظ من والده الذي لا يتوانى عن إطلاق كل أنواع السب والشتم، خاصة ما تعلق منها بسب الرب عز وجل وكذا عبارات يستحي المرء أن يذكرها بينه وبين نفسه، فقد كان أبي يقول الفتى لا يتقن في البيت إلا هذا النوع من الحديث. أبناء يؤكدون أنهم تعلموا سب الدين من طرف آبائهم الذين لا يجيدون كلمات أخرى في البيت ومن أبناء هذا الرجل وآخرون من أصدقائهم من يجتمعون في مجالس لا يحسن أحدهم إلا العبارات التي تتعرض بالسب للدين والله عزّ وجلّ، ومنهم من يحدث صديقه وهو يبتسم بعبارات تمنع من خلالها تجوال الولد مع والده في الشوارع، فقد أصبح الرجل اليوم يستحي من اصطحاب أخيه أو عائلته في جولة داخل المدينة أو إلى الحدائق العمومية، وإن فعل فعليه أن يستعد لسماع عجائب المجتمع الجزائري، لأن مزاح شبابنا اليوم لا يصح إلا بعبارات السب والشتم. وقال صلى الله عليه وسلم في هذا الإطار: "إن العبد ليتفوه بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار سبعين خريفا"، فلو قرأ هؤلاء تفسير هذا الحديث وعلموا مستقر العبارات التي يتفوهون بها لا يلقون لها بالا، لفعلوا ما فعل أبو بكر رضي الله عنه الذي كان يضع حجرا في لسانه يحاسب نفسه عن كل كلمة يقولها ليس بسب الدين حاشاه، لكن حتى يجنب نفسه اللغو والخوض فيما لا يعنيه من أمور الناس. مرضى يسبّون الدّين ويتفوهون بعبارات مشينة عند تخديرهم أو تعرضهم إلى الألم وفي ذات السياق أكد بعض الأطباء العاملين داخل قاعات العمليات، أن كثيرا من المرضى يتفوهون بعبارات تسب الدين والملة، وذلك بعد تلقيهم جرعات التخدير قبل بداية غيبوبتهم كونهم اعتادوا على ذلك في حياتهم اليومية، كما يحدث ذلك عند الإنتهاء من العملية وبداية استفاقتهم، أين يتفوه بعضهم بعبارات قبيحة تسب الدّين في الوقت كان ينبغي التضرع لله عز وجل بطلب الشفاء. وجاء في الأثر "أن العبد يموت على ما عاش عليه ويبعث على ما مات عليه"، فهل يعلم هؤلاء أنهم قد يموتون فلا يستطيعون ذكر الشهادتين، ألم يسمعوا بقصص عن سوء الخاتمة مات أصحابها على كلمة الكفر وهم ينتسبون إلى الإسلام؟ أليس هناك الكثير من الناس ماتوا وهم يرددون عبارات لفنانين وفنانات؟ بالله عليكم أيها الإخوة هل يرضى أحدنا لنفسه أن يموت وهو يسب الدّين الذي يعتبر من أعظم نعم الله على عليه؟