بقلم: دحمور منصور بن الونشريس الحسني قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إنه ستحفظ إسرائيل سيطرتها الأمنية الجوية والبرية في يهودا والسامرة، وأوضح الوزير في سياق مقابلة لصحيفة (يسرائيل هيوم) أنه لا يسعى إلى إيجاد حل مع _الفلسطينيين_ فهذا أمر مستحيل لأسباب كثيرة وإنما إلى إدارة الصراع بين الطرفين، هذا ما نقله موقع إسرائيل بالعربية قبل أيام عن وزير الدفاع الصهيوني الذي يتكلم فيه اللاوعي عن نظرة أحفاد القردة والخنازير إلى تاريخهم وديانتهم وكتابهم الذي حرفوا فيه ويحرفون والذي يقول بصراحة إن الله سيرسل على بني إسرائيل من يشردهم بعصا الغضب في يوم تسميه التوراة بيوم الغضب وكأن التوراة نفسها وحتى بعد تحريفها تتحدى اليهود في مسار القدر الإلهي ومصيرهم المحتوم الذي سيحدث سواء رضوا بحكم الله أو رفضوه. إن الرعب الذي يعيشه الصهاينة ويحاولون تغطيته بستار الخطابات الحماسية التي لا يؤمن بها سكان تل أبيب وباقي الأراضي المحتلة يوحي بشكل جلي ذلك الخوف من المستقبل المجهول بالنسبة لعقولهم والمعلوم بالنسبة لقلوبهم التي تفزع إلى سفارات الإنذار بمجرد رسالة قد يكتبها صبي من أبنائهم، ذلك أن هناك احتياطا واعيا من طرف اللاكيان اليهودي في فلسطين تحسبا لما لا يؤمنون به مما يحمله كتاب الله تعالى (القرآن العظيم) من ذلك الوعيد المرسوم في قوله تعالى: (وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا (4) فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا (5) ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا (6) إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبيرا (7) عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ( 8 )) سورة الإسراء، الآية: 04-08. ليس فقط في خطاب موشيه يعالون يظهر ذلك التحدي السافر للحكم الإلهي ولكن ذلك يظهر في كل خطابات الساسة والعسكر الصهيوني الذي يجهز لحرب خاسرة تفني الصهيونية عن بكرة أبيها رغم كل انتصاراتهم التي قد يحققونها في مجالات شتى قد تكون حتى حربية ولاسيما بث الفتن ودعم الطائفية وما إلى ذلك من أعمال شياطين الإنس ليمثوا حقيقة فيروس العالم وجرثومة السياسة الدولية، ولكن فكرة التحدي لله تعالى فكرة لا تنمّ عن عقل واعٍ ذلك أن الشعب اليهودي يسير ضمن منظومة كونية متكاملة تحتوي على أجناس وعقائد وطموحات عديدة لشعوب أخرى سواء كان مع تلك الشعوب دعم إلهي أو لم يكن. تلك الفكرة التي تربى عليها الكثير من نخبة العالم اليوم والتي تقول إن القدر يصنعه الإنسان نفسه تمثل تلك الفلسفة غير المتكاملة في معرفة نظام الكون وسير القدر الذي يعتبر في عالم الغيب غير المعروف رغم كل ما يتحقق من بعض التنبؤات العلمية ولكن الخطأ يكمن في تحدي صانع هذه المنظومة التي ننتمي إليها وتنتمي كل شعوب الأرض بل وكل ما يدور في الكون يعد جزءا منها يسير في قانون لا يمكن تغييره لا سيما وأن الله تعالى يخبرنا أن مصير أرض السلام فلسطين سيكون للمسلمين من عباده سواء كانوا عربا أو عجما وحتى لو كانوا مسلمين من أصول نبي الله إسحاق عليه السلام، والله تعالى في إعلامه لنا بذلك لا يخيّرنا بين أن نقبل ذلك أو أن نرفضه لأن الأمر واقع كوقوع نطق كلمة الله فلا يمكن أن تكتب كلمة الله وتنطقها بمعنى آخر أي أن الأمر هنا ليس نسبيا ولن تنفع معه فلسفة أنشتاين بل هو أمر حتمي حتمية الصفر زائد واحد، وبالتالي لا ينفع الحذر من حتمية القدر لا سيما إذا كان هذا القدر إخبارا من الله تعالى. إن كل ما نراه من ذلك الاستنفار الإسرائيلي الصهيوني والتجنيد الدائم والتأهب هو في حقيقته مظهر من مظاهر الإيمان اللاواعي بحتمية النهاية المرتقبة سواء على يد الفلسطينيين أو على يد غيرهم من المسلمين رغم كل المؤامرات التي تحاك ضد الإسلام في تل أبيب وواشنطن وغيرها من عواصم السياسة الفاسدة التي تسيّر العالم في محاولة يائسة من طرف كل هؤلاء إلى منع حدوث المقدور لتتحقق تلك الآية العظمى التي يقول فيها الله تعالى: (وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) سورة الأنفال، الآية: 30.