يتّفق كلّ من رئيس نادي وفاق سطيف حسان حمّار ومدرّب الفريق خير الدين ماضوي على أن الوفاق أهدر انتصارا تاريخيا كان بين أقدام اللاّعبين بالنّظر إلى الفرص الثمينة التي أتيحت لهم طيلة التسعين دقيقة. لكن بالرغم من اكتفاء الوفاق بالتعادل الإيجابي أوّل أمس برسم ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا، إلاّ أن كلا الرجلين ثمّن هذه النتيجة، وهو ما يتّضح جليا من خلال تصريحاتهما بعد نهاية المباراة التي أدليا بها للقناة الإذاعية الأولى. حسان حمّار: "لم نفز بعد بالكأس" * حقّقتم نتيجة إيجابية في كينشاسا بفرضكم التعادل على فيتا كلوب، هل يمكن القول إن الوفاق بات قريبا من التتويج؟ *** حسابيا، نحن الأقرب إلى التتويج بالكأس الإفريقية الغالية على اعتبار أن التعادل السلبي وبهدف لصفر يكفينا لانتزاع الكأس في ملعب (تشاكر) السبت المقبل، لكن وبما أن هناك مباراة متبقّية تلعب في تسعين دقيقة وربما في 120 دقيقة إذا قدّر اللّه وانتهت المباراة بالتعادل هدفين لهدفين فلا يمكن القول إننا حسمنا مباراة العودة، فكلّ شيء يبقى واردا طالما أن مباريات كرة القدم لا تخضع للمنطق، فكم من نتيجة إيجابية غدرت بصاحبها. * يظهر عليك التخوّف من مباراة العودة، أليس كذلك؟ *** لست متخوّفا من مباراة العودة، بل يجب أن نحتاط من المنافس، خاصّة وأنه يجيد اللّعب جيّدا خارج قواعده بدليل أنه كان قد بلغ الدور النّهائي في تونس بفوزه في مباراة العودة في الدور نصف النّهائي على النادي الصفاقسي بهدفين لهدف، لذا يجب ألا نستصغر المنافس ونقول إننا قد ضمنا الكأس. * ما هي احتياطاتكم لمباراة السبت المقبل؟ *** يجب على اللاّعبين نسيان مباراة الذهاب وسندخل مباراة العودة في (تشاكر) وكأننا انهزمنا بهدفين لصفر، فالمنافس ليس لديه ما يخسره في لقاء العودة طالما أن لاعبيه وطاقمه الفنّي يدركون تمام الإدراك أن التعادل السلبي أو بهدف مثله لن يجديهم نفعا، لهذا أتوقّع من الفريق أن يدخل المباراة بنيّة التسجيل كما دخلنا نحن لقاء الذهاب، لهذا السبب يجب علينا أن نحتاط من المنافس جيّدا، ولا يمكن أن نتراخى طالما أننا نتواجد على بعد تسعين دقيقة من دخول التاريخ. * كيف بدت لك مباراة الذهاب؟ *** الحمد للّه قدّمنا مباراة في القمّة وأثبتنا للجميع أن بلوغنا المباراة النّهائية لم يكن وليد الصدفة، بل جاء نتيجة عمل قام به الجميع من لاعبين وطاقم فنّي ومسيّرين وحتى الجمهور، وبالمناسبة أتقدّم بالتهاني الخالصة إلى جميع اللاّعبين لآدائهم الرجولي، حيث لم يبالوا بجميع الضغوطات التي تعرّضوا لها منذ وصولنا إلى كينشاسا، وحتى أثناء المباراة التي خاضها اللاّعبون وسط أجواء جدّ مكهربة، لكن وبفضل اللّه تعالى تمكّنّا من فرض وجودنا فوق الميدان وهذا هو الأهمّ، وتسجيلنا لهدفين أمام منافس لا يقهر فوق أرضه ليس بالأمر الهيّن، لذا أنا سعيد جدّا بهذه النتيجة. * إذن يشعر حسان حمّار بأن الكأس الغالية ستبقى في الجزائر... *** إن شاء اللّه وهو الحلم الذي يراود جميع الجزائريين، فحسب الآداء الذي قدّمناه في لقاء الذهاب أنا أشعر بتفاؤل كبير بشأن قدرة عناصر فريقي على الفوز باللّقب الإفريقي الغالي، خاصّة وأن مباراة العودة تتزامن مع عيد الثورة الجزائرية، لهذا السبب لا يمكننا التفريط في الفوز بهذا اللّقب الغالي جدّا، والذي كان وما يزال حلم كلّ الجزائريين. * هل توقّعت نتيجة التعادل؟ *** ثقتي في عناصر فريقي كانت كبيرة جدّا للعودة إلى الجزائر بنتيجة إيجابية، صراحة توقّعت أن تنتهي المباراة بالتعادل هدف لمثله، فهدفنا كان تسجيل ولو هدف واحد دون أن تتلقّى شباكنا أكثر من ذلك ليتسنّى لنا خوض مباراة العودة براحة، والحمد للّه وفّقنا في ذلك وسجّلنا ليس هدفا، بل هدفين، وهو أمر جميل جدّا في مثل هذه المباريات الكبيرة والمصيرية. * ماذا تقول لعناصر فريقك قبل مواجهة الذهاب؟ *** عليهم نسيان نتيجة التعادل ولعب مواجهة العودة بنفس الإرادة والرجولة التي لعبوا بها مباراة الذهاب، وبإذن اللّه النّصر سيكون حليفنا. * وماذا تقول لمحبّي جمهور الوفاق؟ *** هناك مباراة ثانية في (تشاكر) وبإذن اللّه سنكسب نتيجتها وسنهدي اللّقب الغالي ليس لجمهور الوفاق فحسب، بل لجميع الجزائريين، فتتويجنا بالكأس ليس تتويج وفاق سطيف، بل هو تتويج للكرة للجزائر ككل، وبإذن اللّه لن نخيّب آمال الملايين من الجزائريين يوم السبت وسنجعل من ذكرى اندلاع الثورة التحريرية عيدين، وأنا على يقين بأن كلّ الجزائريين دون استثناء وراء الوفاق، فوفاق اليوم هو وفاق كلّ الجزائريين. خير الدين ماضوي: "سنفرح كلّ الجزائريين في تشاكر" * هل يمكن أن نهنّئكم مسبقا بقيادتكم لوفاق سطيف إلى الفوز بلقب دوري أبطال إفريقيا؟ *** لا لا، التهاني يجب أن تكون بعد التتويج الرسمي بالكأس الغالية السبت المقبل في (تشاكر)، فهناك مباراة ثانية فاصلة ستجمع الفريقين، فحتى وإن كنت سعيد جدّا بنتيجة التعادل هدفين لهدفين إلاّ أن كلّ شيء ممكن في مباريات كرة القدم. * لكن التعادل السلبي وحتى هدف لهدف يكفي الوفاق للتتويج بالكأس... *** صحيح ما تقوله، لكن هناك مباراة متبقّية وستلعب في تسعين دقيقة أو أكثر، وطالما أن هناك مباراة ثانية فإن المنافس حظوظه ما تزال قائمة في الفوز باللّقب. * لكن حظوظ الوفاق أكبر من المنافس في نيل اللّقب... *** أكيد حظوظ الوفاق أكبر من حظوظ المنافس، لكن الذي يجب أن نعترف به هو أن هناك مباراة متبقّية، وهل تظنّ أن المنافس سيأتي إلى الجزائر من أجل السياحة؟ لا تنسى أن فريق فيتا كلوب يلعب كرة جيّدة خارج الديار وحقّق العديد من الانتصارات بعيدا عن جماهيره، آخرها الفوز الذي عاد به من تونس على حساب النادي الصفاقسي في إيّاب الدور نصف النّهائي، وحتى إن اكتفى بالتعادل فوق أرضه أمامنا إلاّ أن هذا لا ينقص من قيمة هذا الفريق، فبالنّسبة لي كلّ شيء يبقى واردا. * مادام الأمر كذلك كيف تتوقّع مباراة العودة؟ *** ستكون في غاية الصعوبة ولا أظنّ أن المنافس سيتسامح معنا، لذا أتوقّع أن تكون المباراة أكثر صعوبة من مباراة الذهاب والمنافس سينتهج خطّة هجومية محضة لمباغثتنا في التسجيل. الأمر ليس سهلا كما يتوقّعه الذين يرون أن الكأس قد حسمت لمصلحة الوفاق، هناك مباراة ثانية ستلعب في (تشاكر)، والفريق الذي يعرف كيف يستغلّ أخطاء منافسه سيحسم مصير الكأس. * لكن جميع التقنيين يرشّحون الوفاق للفوز بالكأس... *** لكلّ مباراة خصوصيتها، فمباراة العودة تختلف كلّية عن مباراة الإيّاب في (تشاكر) وستكون مفتوحة على كلّ الاحتمالات، والذي يجب أن أقوله هو إنني سأعدّ خطّة تكتيكية وفق خصوصية المباراة في حدّ ذاتها، وبإذن اللّه تعالى سيكون النصر حليفنا وسنفرح كلّ الجزائريين في عيد اندلاع الثورة التحريرية المجيدة. * أنتم قبل تسعين دقيقة من دخول التاريخ، هل توقّعتم ذلك قبل دخول المنافسة في أدوارها التمهيدية؟ *** صراحة لم أكن أتوقّع أن نصل إلى هذه المكانة المتقدّمة جدّا من منصّة التتويج، خاصّة وأننا دخلنا المنافسة الإقصائية في ظروف جدّ عويصة، العديد من اللاّعبين مصابون، مشاكل مالية ورزنامة مكثّفة، وبالرغم من ذلك والحمد للّه تمكّنّا من تجاوز كلّ هذه الصعاب، وها نحن اليوم قبل تسعين دقيقة من معانقة التاريخ. * ماذا ستقول للاّعبين أثناء استعداداتكم لمباراة العودة؟ *** نسيان نتيجة الذهاب والتفكير فيما هو أحسن، الفوز ثمّ الفوز، فخطأ واحد قد يكلّفنا غاليا، لهذا السبب سنحتاط لكلّ صغيرة وكبيرة وسأقوم بدراسة تحليلية للمنافس وطريقة آداء لاعبيه، وبإذن اللّه تعالى سنوفّق في مهمّتنا في (تشاكر) وسنفرح جميع الجزائريين وليس الجمهور السطايفي فحسبّ وسنهديهم الكأس اإفريقية الغالية التي ستفتح لنا أبواب المشاركة في مونديال الأندية إلى جانب عمالقة الأندية العالمية وفي مقدّمتهم الريال. * هل من كلمة نختم بها جلستنا هذه؟ *** إن شاء اللّه ربّي يوفّقنا يوم السبت في (تشاكر) ونفوز بالكأس وبعدها لي حديث آخر، حيث الفرحة بالتتويج الإفريقي الغالي.