لأول مرة يسمع زوار الحرم المكي صوتاً ينبعث من مكبرية الأذان وهو يؤذن للفجر الأول بمقام الصبا بعد سنوات طويلة كان فيها أذان المسجد الحرام بالمقام الحجازي ومقامات أخرى في الإقامة والتبليغ وأحياناً حسب حالة الطقس بمزامير إنسانية تطرق بإيمان أسماع وأفئدة المتوجهين في صلاتهم إلى الله. ثلاث دقائق وثقها زائر للحرم المكي في مقطع فيديو نشره على يوتيوب والشيخ حسن دغريري يملأ المكان قبل القلوب بصوت حزين وهو يرفع أذان الفجر الأول بمقام الصبا الذي يتطلب الحزن وشيئا من الشجن جعل بعضا من المعلقين على المقطع يشعر به وهو يتمنى لو كان في تلك اللحظة موجوداً بين من ينتظرون صلاة الفجر في المسجد الحرام. وتختلف طرق أداء الأذان بحسب إمكانيات المؤذن وقدراته الخاصة في إتقان مقامات بعينها لكن ثمة مقامات هي اليوم الأشهر بين المؤذنين من بينها الحجازي والمدني ومقام الصبا والبيات ومقام النهاوند وهناك أيضاً مقام العشاق الذي يحضر في الأذان حين يهطل المطر. ويمكن للمؤذن اختيار أكثر من مقام في أذانه هذا يحدث على سبيل المثال في الحرم المكي حين قام بعص المؤذنين المعروفين من أمثال الشيخ علي ملا مؤذن الحرم المكي الشهير في الدمج بين المقامين الحجازي والمدني وسمي بالمقام المشروك وليس هذا فقط بل إن اختيار مقام للأذان ومقام للإقامة ومقام للتبليغ - وهو الصوت الثاني بعد تكبيرة الإمام في الحرمين المكي والنبوي - هو خيار مفتوح للمؤذنين. ويمكن أن تعتمد بعض مقامات الأذان في صلوات معينة لأنه في دول إسلامية كثيرة غالباً ما يؤذن للفجر بمقام الصبا فيما تكون بقية الصلوات بمقامات أخرى من بينها البيات والحجازي والمدني والنهاوند والتي تتطلب في كلها صوتاً جميلاً قادراً على انتزاع الإعجاب ولفت الانتباه قبل أن يتمكن من إجادة المقام. في السعودية عادة ما يكون مؤذنو المساجد الكبيرة على قدر كبير من الاحترافية والمعرفة بالمقامات إضافة إلى الصوت الجميل رغم أن مساجد كثيرة تعتمد اليوم على عمالة وافدة بعضها من المتطوعين وبعضهم موكلين في أداء الأذان وهو ما يجد أحيانا اعتراضا وجدلا من مصلين كان ينتظرون من المؤذن إجادة اللغة ومخارج الحروف قبل الصوت الحسن واختيار مقام الأذان.