قال إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط: إن من أعظم الأعمال عند الله أجرا وأرفعها مقاما الحج المبرور الذي أوضح نبي الهدى صلوات الله وسلامه عليه جزاءه بقوله "العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما والحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة". واوضحت جريدة "المدينة" السعودية، ما قاله فضيلته ب "أن الحج المبرور هو الذي لايخالطه شيئ من الإثم ولا يكون كذلك إلا باخلاص الحاج ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم في أدائه وذلك يقتضي منه أن يعلق قلبه بربه مستيقنًا أن الأمور كلها بيده سبحانه وأنه المعطي المانع النافع الضار المحيي المميت وأن غير الله لا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا ولا يملك غوثًا ولا حياة ولا نشورا يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى فنقبل عليه ونصرف كل أنواع العبادة إليه وأن التوجه إلى غيره شرك محبط للعمل مستحضرا قوله سبحانه “وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا“. وأوضح الشيخ أسامة خياط أن مشاق السفر الذي وصف واقعَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بقوله "السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه" أي ما يبلغه من طعام وشراب ونوم وكذا مشقة المفارقة وأن مشقة مفارقة الأهل والأولاد والأوطان وغير ذلك من ألوان المشاق التي ينزلها ويسهلها ما يجده حاج بيت الله الحرام في قلبه من شدة حب الله و قوة الإيمان به وإيثار هذه المحبة على أشواق النفس ورغباتها فإذا ماحجز الحاج نفسه عن اللغو والرفث والفسوق والجدال وألزمها حسن الأدب وأخذها بالإحسان في كل أموره وكان مطعمه ومشربه وملبسه ونفقته حلالا وأدى مناسكه وفق ما شرع الله مخلصا له متابعا لرسوله صلى الله عليه وسلم استحق هذا الثواب العظيم الذي بيّنه رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه بقوله "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه".