وفاق سطيف أول فريق جزائري سيشارك في مونديال الاندية يعد وفاق رياضي سطيف، من بين احسن الاندية ليس الجزائرية فحسب بل العربية والإفريقية، ورغم انه تأسس في نهاية الخمسينيات، الا ان وفاق سطيف استطاع ان ينال حب الملايين من الجزائريين، ويملك قاعدة شعبية لا مثيل لها في مختلف ارجاء الوطن، خاصة في الشرق الجزائري، كيف لا وهو الذي اهدى الكرة الجزائرية السبت الماضي اول لقب لدوري ابطال إفريقيا، وبذلك يصبح اول فريق يمثل الجزائر في مونديال الاندية المقرر اقامتها نهاية الشهر المقبل بالمغرب. ينظر السطايفيون إلى فريقهم الوفاق بمثابة جزء من كيانهم، وواحد من افراد عالتهم، فلا يوجد بيت الا وبداخله راية النادي البيضاء والسوداء، فهم يحبون ناديهم كما يحب البرازيليون منتخب بلادهم، فمن اجله يموتون. ترى من هو نادي وفاق سطيف؟ وكيف ظهر إلى الوجوة؟ ومن هم مؤسسه؟ وماهي مسيرة النادي بعد الاستقلال؟ تلكم من بين الاسئلة التي سنجيبكم عنها في هذا الموضوع الخاص عن تاريخ وفاق سطيف، تاريخ يستحق عدة مجلدات بالنظر لما حققه الوفاق طيلة 56 من الوجود. فكرة تأسيس الوفاق الرياضي ترجع فكرة تأسس نادي الوفاق الرياضي السطايفي إلى الراحل على بن عودة المعروف باسم لاياص ، وذلك في عام 1958، حيث استغل هذا الاخير اضراب ثمانية أيام وقام بتجميع اللاعبين بمدينة سطيف في سرية تامة خشية ان يكتشف المستعمر الفرنسي ذلك، ويتم اعتقال جميع اللاعبين ويزج بهم في السجن. استطاع المرحوم علي بن عودة او لاياص من تحقيق احلامه بتأسيس فريق بمدينة سطيف يحمل اسم الوفاق، ولهذه التسمية دلالة ومعاني كثيرة، منها جمع الشمل والاتحاد والتضامن، وكان لاياص من بين ابناء مدينة سطيف العالي الذين نجو بأعجوبة من مجازر المستعمر الفرنسي في الثمن ماي 1945، حيث قتلت فرنسا الالاف من ابناء سطيف، الامر الذي ولد في نفسه كراهية لا توصف تجاه الفرنسيين، إلى درجة انه وقبل تأسيس نادي وفاق سطيف، كان يعارض بشدة لعب الجزائريين في النوادي الفرنسية التي كانت تنشط في تلك الفترة من الاحتلال الفرنسي للجزائري، إلى درجة انه دخل في خصام اكثر من مرة مع لاعبين جزائريين كانوا يلعبون في نوادي تابعة للكولون الفرنسي، إلى درجة انه سجن اكثر من مرة، بسبب نظرته الكراهية للفرنسيين بدون استثناء. 1958: جبهة التحرير الوطني توافق على تأسيس وفاق سطيف حتى وان حصل الوفاق على الاعتماد الرسمي من طرف جبهة التحرير الوطني عام 1958، الا انه بقي في السرية التامة، كون جبهة التحرير الوطني كانت في نظر فرنسا عدوها الاول ويجب محاربة كل من ينتمي إلى هذا الحزب مفجر الثورة التحريرية في الفاتح نوفمبر 1954. تأسس الوفاق في مرحلة حرجة جدا وهي مرحلة الثورة التحريرية، وهي المرحلة التي تزامنت بقرار جبهة التحرير بتعليق جميع الانشطة الرياضية سنة 1956، الا ان المرحوم علي لاياص استطاع ان يتحصل على ترخيص لا نشاء النادي من محافظ جبهة التحرير السيد فوضيل ترفو. 1960: الوفاق يدمج بنادي الملعب السطايفي الوفاق على مدار السنتين الاوليتين من تأسيسه لا يحمل أي صفة قانونية واستمر الوضع على ماهو عليه إلى غاية سنة 1960، علما ان في ترك الفترة كانت جبهة التجرير الوطني قد جمدت جميع النشاطات الرياضية بالجزائر، باستثناء منتخب جبهة التحرير الوطني الذي كان يحمل لواء الجزائر خارج ارض الوطن، لتبليغ رسالة الشعب الجزائري إلى شعوب العالم على ان هناك شعب اسمه الجزائر يكافح بالدم من اجل استرجاع كرامته وحريته من المستعمر الفرنسي. في سنة 1960 تم ادماج لاعبي الوفاق الرياضي السطايفي في فريق ملعب سطيف SAS، وجناحهم السياسي لحزب الشعب الجزائري PPA..وكذا لاعبي عميد الأندية السطايفية اتحاد سطيف USMS وجناحهم السياسي (الاتحاد الديمقراطي الاسلامي الجزائري UDMA) وكذا اللاعبين الجزائريين الذي ينتمون إلى فريق المعمرين الفرنسيين(SSS=société sportive sétifienne) علما ان كلا من الياسماس والصاص قد توقفا عن النشاط الرياضي عام 1956 استجابة لنداء جبهة التحرير الوطني..وتم دمجهما عام ال1960 مع مجموعة لاياص تحت اسم الوفاق الرياضي السطايفي(ESS). 1961: موافقة رئيسة بلدية سطيف بتأسيس الوفاق في عام 1961، حاول مجموعة مكونة من دكومي وجابي وحمادي ونفير وعباس وعطار ويوسف بسو وفصة العيد وقطاف لخضر التقدم بملف اعتماد رسمي للنادي لدى سلطات الاحتلال وتكوين اول مكتب مسير لللفريق، ولكن شرطة الابحاث الفرنسية رفضت بحجة انتماء الكتب المسير إلى حركة الوطنيين الاحرار. وفي نفس السنة، وفي محاولة ثانية للحصول على الاعتماد الرسمي قررت رئيسة بلدية سطيف آنذاك السيدة قبطاني موافقتها اعتماد نادي الوفاق الرياضي السطايفي حيث تم ادماجه في البطولة الفرنسية رابطة قسنطينة الجهوية. واذا كان اعتماد الوفاق رسميا قد تم عام 1961..الا أن تاريخ انشاء الوفاق مدون بعام 1958، وهي السنة التي حصل فيها الوفاق على الرخصة من الأفلان وذلك هو الأهم، على اعتبار انه لم يحمل تسمية (الوفاق الرياضي السطايفي) الا عام 1960. أسطورة اللونين الأبيض والأسود الان وبعد ان تعرفنا على حكاية تأسيس الوفاق، ترى ما سر لونيه الاسود والابيض؟. في بداية الامر كان الوفاق يلعب باللونين الاخضر والابيض وحصل مرة ان قوات الاحتلال الفرنسي داهمت ملعب المباراة ببرج الغدير وقطعت مقابلة الوفاق ضد برج غدير واجبرت النادي على تغيير الزي لأنه يرمز إلى الالوان الوطنية الجزائرية وهو أمر مرفوض تماما وقامت بتهديدهم بمنع النادي من مزاولة اي نشاط آخر في حال اصرو على اللون الاخضر والابيض ليتحول اللون إلى البيض والاسود كتعبير عن مأساة وحزن السطايفية لمجازر 8 ماي 1945، ولا يزال هذا اللون رمزا من رموز الوفاق التي لا يجب المساس بها. الوفاق أول فريق يتوج بكأس الجزائر يعد وفاق سطيف من بين الاندية الجزائرية القليلة التي استطاعت ان تفرض وجودها بقوة في الساحرة الكروية ببلادنا بعهد الاستقلال، خاصة في منافسة كأس الجزائر، وكان له شرف حصوله على اول كأس جزائرية التي اقيمت في سنة 1963، بفوزه في المباراة النهائية على ترجي مستغانم، في مباراة لعبت مرتين، فبعد تعادل لافرقين في اللقاء الاول بهدف لمثله، انتهت المواجهة الاثنية بنملعب 20 اوت بالعاصمة بفوز الوفاق بهدفين لصفر سجلهما كل من كوسيم في الدقيقة ال33 والمرحوم لونيس ماتام في الدقيقة ال88. 1964: الوفاق يهزم مولودية قسنطينة ويحتفظ بتاجه حافظ وفاق سطيف بالكأس، بفوز اشبال المرحوم مختار لعريبي في النهائي الثاني في تاريخ الجزائر المستقلة على مولودية قسنطينة بهدفين لواحد من توقيع بن كاري في الدقيقتين ال15 و46 للوفاق وبودماغ في الدقيقة الأخيرة من المرحلة الأولى. 1967: الوفاق يستعيد تاجه بعد ثلاث سنوات بعد ان استعصى على لاعبي الوفاق الفوز بكأس 1965 و1966، تمكن جيل كوسيم من استعادة امجاد الفوز بفقيادة فريقه إلى معانقة الكأس الغالية عقب فوز الوفاق على شبيبة سكيكدة بهدف لصفر بملعب 20 اوت في مباراة لعبت يوم 18 جوان 1967 أمام 10 ألاف متفرج وقادها الحكم شكايمي، سجل الهدف الوحيد للوفاق كوسيم في الدقيقة ال68. 1967/1968: الثنائية التاريخية في الموسم الموالي 1967/1968، استطاع وفاق سطيف ان يبسط سيطرته على الكرة الجزائرية بحصوله على الثنائية، البطولة والكأس، فقبل تتويجه بلقب البطولة الوطنية وهي الاولى في تاريخ النادي، استطاع جيل عبد الحميد صالحي الذي كان في بداية مسيرته الكروية من الفوز بالكأس للمرة الثانية على التوالي والرابعة في تاريخه، بقيادة، المرحوم مختار لعريبي، حيث أضاف النسر الاسود في النهائي السادس في تاريخ السيدة الكأس نصر حسين إلى قائمة ضحاياه بالفوز عليه بثلاثة اهداف لهدفين بعد الوقت الاضافي. جرت المباراة النهائية يوم 19 ماي 1968 بملعب 20 اوت نهائي وأداره الحكم بن زلاط. 1980: الوفاق للمرة الخامسة بعد غياب دام 12 سنة كاملة عن المباريات النهائية، عاد الوفاق عام 1980 ليدون اسمه من جديد في سجل المتوجين بالكأس الغالية، فهدف عربات في شباك اتحاد العاصمة في الدقيقة ال72 كان ليضيف الوفاق النجمة الخامسة لسجله الحافل. 1990: النجمة السادسة للوفاق لمرة لسادسة على التوالي، كان الفوز حليف الوفاق في نهائيات كأس الجزائر، بفوز الوفاق في المباراة النهائية لعام 1990 على الجار مولودية باتنة بهف دون رد وقعه اللاعب غريب قبل ثلاث دقائق من صافرة النهاية في لقاء حضره حوالي 10 ألاف متفرج، وغاب عنه رئيس الجمهورية الشاذلي بن جديد رحمه الله لأسباب صحية وناب عنه رئيس الحكومة آنذاك مولود حمروش. 2010: وفاق سطيف ينتزع النجمة السادسة بعد 20 سنة كاملة، عاد من جديد وفاق سطيف إلى المباريات النهائية لكأس الجزائر، حيث اصطدم عام 2010 بالجار شباب باتنة في نهائي احتضنه ملعب 5 جويلية، وكما كان منتظرا لم يجد زملاء حاج عيسى أدنى صعوبة في انتزاع ألكأس، بفوزهم الكأسح على الشباب بثلاثية كاملة، تحت اشراف المدرب نور الدين زكري. 2012: الوفاق ينفرد بعدد التتويجات آخر نهائي نشطه وفاق سطيف كان في الموسم ماقبل المنصرم، بملاقاته لوفاق سطيف بملعب 5 جويلية، وفيه ابتسم الحظ للوفاق بهدفين لهدف بعد الوقت الاضافي، وبات وفاق سطيف أول فريق يفوز بالكأس ثماني مرات، ليتخلص من شراكة اتحاد العاصمة، لكن في الموسم الموالي للتذكير استطاع الاتحاد اللحق بالفوق في عدد الكؤوس بفوزه على الجار مولودية الجزائر بهدف دون رد. حاز اللقب الوطني ست مرات القرن العشرون فأل خير على الوفاق توج وفاق سطيف بلقب البطولة الوطنية ست مرات، أربع تتويجات كانت خلال الثماني سنوات الأخيرة، فيما كان التتويج الأول موسم 1967/1968، والتتويج الثاني في موسم 1986/1987. اللقب الثالث كانت في موسم 2006/2007، فيما جاء التتويج الرابع في موسم 2008/2009، اما التتويج الخامس قكان في موسم 2011/2012، اما اخر تتويج بلقب البطولة الوطنية فكان في موسم 2012/2013. مسيرته في المنافسات القارية بدأت عام 1981 لقبان إفريقيان آخرهما من ذهب أول مشاركة لوفاق سطيف في المنافسات القارية تعود إلى شهر مارس من سنة 1981، في منافسة كأس الكؤوس القارية التي تم حلها في منتصف التسعينيات، وتم دمجها في كأس الاتحاد الإفريقي (كاف)، وشارك الوفاق في دورة 1981 باعتباره حامل كأس الجزار لسنة 1980 بفوزه على اتحاد العاصمة 1/0. واجه الوفاق في الدور السادس عشر نادي كامبالا سيتي الأوغندي، ففي مباراة التي جرت بكمبالا خسر الوفاق بهدف دون رد، لكن في مباراة العودة بملعب 8 ماي 45 استطاع أشبال المدرب المرحوم مختار لعريبي من الفوز بنتيجة 2/0، وهو أول فوز للوفاق في المنافسات القارية، وسجل هدفي المباراة اللاعبين المرحوم محمد قريش وخالفة، وبذلك يدشن قريش اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الوفاق في المنافسات القارية. بلغ الوفاق في أول مشاركة له في المنافسات القارة الدور ربع النهائي، وخرج أمام اتحاد دولا الكاميرون ي بخسارته القاسية في الذهاب 5/0 فليما تعادل في الإياب بهدف لمثله. بعد غياب دام ست سنوات عن المنافسات القارية، عاد النسر الأسود من جديد إلى التحليق قاريا، وهذه المرة في منافسة كأس الأندية البطلة التي تسمى حاليا بدوري الأبطال، وخلال مشاركته الأولى توقفت مسيرة الوفاق في الدور الثاني، أمام كانو ياوندي الكاميروني، بتعادله سلبيا في سطيف وخسارته لقاء الإياب بهدفين لهدف. في الموسم الموالي شارك الوفاق في ذات المنافسة، وهي المشاركة التي ختمها زملاء عجيسة وبقيادة المدرب المرحوم مختار لغريبي بالفوز باللقب الغالي على حساب نادي ايوانوانيو النيجيري. في سنة 2009، بلغ الوفاق نهائي كأس الاتحاد الإفريقي كاف وخسر في المحطة الاخيرة امام الملعب لاملاي بضربات الجزاء، ببماكو بعد انتهاء مبارتي الذهاب والاياب بنفس النتيجة 2/0. لكن بعد ان استعصى على وفاق الجزائر استعادة لقبه القاري طوال ربع قرن كامل، هاهم اشبال المردب خير الدين ماضوي يحققون اللقب الإفريقي الغالي على حساب فيتا كلوب الكونغولي، فهنيئا للوفاق بهذا اللقب االغلي جدا جدا، وحظ موفق للاعبين في مونديال الاندية، حين يمثل القارة الإفريقية بالمغرب نهاية الشهر المقبل. سجل الوفاق بالأرقام - لقب البطولة ست مرات - كأس الجزائر ثماني مرات - كأس دوري أبطال إفريقيا مرتين - الكأس الأفرو آسيوية للأندية مرة واحدة سنة 1989 - دوري أبطال العرب مرتين : - كأس شمال إفريقيا للأندية البطلة مرة واحدة - كأس سوبر شمال إفريقيا 2009 مرة واحدة. - كأس شمال إفريقيا للأندية الفائزة بالكؤوس مرة واحدة.