"التتويج بأول كأس للجمهورية لا يقدر بثمن، ولا أتذكر كم كانت المنحة وقتها" "قضيت موسما أبيض من أجل العودة إلى الوفاق، وحرمت من الحصول على دوبلي ثان" "لن أنسى المواجهة الشهيرة أمام تيارت وما حصل لنا من رشق بالحجارة" "الوفاق دخل التاريخ بحصوله على لقب إفريقي وهو في القسم الثاني" "الجمهور بحاجة إلى تكوين وبعث لجان الأنصار ضروري" "إهداء سرّار كأس الجمهورية 2010 لي أفرحني كثيرا" بعد أن كان ضيوف ومواضيع حلقات "الهدّاف" الأرشيفية في الأسابيع الماضية من جيل السبعينيات والثمانينيات، سنعود هذه المرة إلى الوراء قليلا إلى بداية الوفاق في سنواته الأولى من التأسيس وبدء التتويجات مع كأس الجمهورية الأولى (1963)، حيث يتحدث في هذا الحوار مسجل هدف الوفاق في اللقاء النهائي الأول وأحد الهدفين في النهائي المعاد أمام ترجي مستغانم، لونيس ماتام عن ذكرياته مع الوفاق... عمي لونيس كيف هي أحوالك الصحية أولا؟ الحمد لله وأنا أحسن بكثير مما كنت عليه قبل سنتين، خاصة أنني وجدت أناسا أحاطوني بالرعاية التامة من الناحية الصحية، وتكفلوا بكل شيء سواء في العملية الجراحية أو في المتابعة الطبية بعدها، حيث أقوم بذلك في إحدى العيادات الرائعة في تونس. على ذكر تونس، بقيت العلاقة دائما بينك وبين الوفاق وزرت الفريق في تربصه بقمرت في أوت الماضي، رغم وجودك هناك للعلاج بالتأكيد أن الوفاق هو أمنا وهويتنا، تربينا فيه بعد أن كنت من لاعبيها الأولين عند التأسيس، وبالتالي عندما كنت في تونس للعلاج في شهر رمضان الكريم الماضي، وعلمت بأن الوفاق يقوم بالتربص هناك فقررت أن أقوم بزيارة لاعبيه، من أجل رفع معنوياتهم ولأشجعهم، خاصة أن الفريق جديد بنسبة كبيرة، ويجب أن يكون الوقوف المعنوي مع اللاعبين الشبان. إذا عدنا إلى التأسيس كيف كان؟ كانت سنوات رائعة فأنا كنت طالبا في ثانوية محمد قيرواني حاليا (آلبرتيني سابقا)، ولما نخرج إلى الساحة المقابلة نقوم بلعب مقابلات كروية، وكان وقتها أحد مسيري فريق يسمى JSS يشاهد مبارياتنا وطلب منا أن نلتحق بتدريبات فريقه مع مدربه الفرنسي، وكان هذا عام 1958 وكنا صغارا (صنف الأواسط)، وكنت أنا ومعي ابن المرحوم "علي لاياص" و4 أو 5 آخرين من اللاعبين العرب، ولما شاهدنا عمي علي نلعب قال لي: "تعالوا نؤسس فريقا لوحدنا"، وأصبح لاياص رحمه الله هو المؤسس بعد أن حصل على ترخيص من جبهة التحرير الوطني، وكان هناك خلايا للجبهة وسط اللاعبين تنشط في دعم الثورة الجزائرية، وانتشر الوفاق في ذلك الوقت، بعد التحاق عناصر من إتحاد سطيف، الملعب الإفريقي السطايفي، وكنا نلعب مباريات كثيرة أمام فرق الثكنات الفرنسية من أجل التغطية على النشاط الثوري، وكان الفرق كبيرا بيننا وبقية الأندية ولا نفوز سوى بنتائج عريضة جدا. بعد الاستقلال مباشرة كان التتويج بأول كأس للجمهورية كيف كانت بداية الوفاق مع الألقاب؟ كان فريقا كبيرا في بداية الستينيات إلى درجة أننا تلقينا دعوة للمشاركة في دورة دولية بتونس أسابيع قليلة بعد الاستقلال، وسرنا بخطوات ناجحة في الكأس إلى غاية الدور نصف النهائي أمام إتحاد العاصمة الذي لعبناه في قسنطينة. الاتحاد كان الأقوى وقتها أليس كذلك؟ اتحاد العاصمة كان له لاعبون محترفون لعب أغلبهم في الأندية الفرنسية قبل العودة إلى الجزائر مع الاستقلال، كالمرحوم بن تيفور، بوشاش وغيرهما ورغم هذا فزنا عليهم منطقيا، رغم أن الاتحاد تفوق علينا ب(2-0) في نهاية الشوط الأول، لكننا سجلنا 4 أهداف ففي الشوط الثاني عادلنا النتيجة وفي الوقت الإضافي أضفنا الهدفين الثالث والرابع. كيف كانت تحضيراتكم للمباراة النهائية أمام ترجي مستغانم؟ النهائي كان خاصا لأن الأمر يتعلق بكأس الأولى في تاريخ الجزائر المستقلة، وكانت كل ولاية سطيف وسكانها خلف الوفاق، بل الأمر امتد إلى الشرق الجزائري تقريبا الذي كان يرى في وفاق سطيف ممثله الكروي، للحصول على أول لقب في تاريخ الجزائر المستقلة، لذلك كان التنقل كبيرا جدا رغم عدم توفر وسائل النقل بالشكل الحالي، إلا أن الأنصار استقلوا عشرات الحافلة وقطارا خاصا من سطيف إلى العاصمة، كان نهائيا كبيرا. أقصد التحضير الخاص بالفريق كيف كان؟ كان عاديا جدا فقد تنقلنا إلى فندق عادي ب "لامادراك"، بعد أن حضرنا في سطيف في ملعب قصاب بصفة عادية. ماذا تتذكر عن ذلك النهائي؟ لا يمكن أن أنسى الهدف الذي سجلته في النهائي الأول أمام ترجي مستغانم، حيث عادلت النتيجة قبل أقل من ربع الساعة من نهاية اللقاء، ولما تمت إعادة النهائي (وقتها لم يكن العمل بركلات الترجيح) سجلت الهدف الثاني للوفاق بعد أن تمكن كوسيم مسعود من تسجيل الهدف الأول، وبهذا فقد أديت لقاء رائعا في المناسبتين. الحصول على أول كأس في تاريخ الجزائر المستقلة والتسجيل في النهائي ماذا يعني لك؟ شيء خارق للعادة، خاصة أن اللقب كان هو الأول لكل الجزائر، باعتبار أن البطولة وقتها كانت لم تنته بعد (البطولة لعبت في شكل بطولات جهوية ودورة وطنية بعدها للأبطال الجهويين)، لكن من لن أنساه هو الرئيس بن بلة. ما به الرئيس بن بلة؟ الرئيس بن بلة كان غائبا عن المقابلة النهائية المعادة لأنه كان في الخارج، ولما عاد إلى الجزائر قام بزيارتنا في الفندق بعد اللقاء وقام بتهنئتنا على التتويج وتناول وجبة العشاء معنا، الحاج الرئيس بن بلة (هكذا سماه) كان يحب كرة القدم وكان يدعمها، وكان يحضر المقابلات كثيرا كما كان يتابع مواجهات المنتخب الوطني للأواسط في الملعب، خاصة في اللقاء الذي فاز فيه أواسط المنتخب الوطني على نظرائهم الألمان ب (4-2 ) ولكن للأسف بعد الذي حدث. بعد العودة بأول كأس للجمهورية إلى سطيف كيف كان الاستقبال؟ لا يمكن أن يوصف، كل الشعب استقبلنا والنسوة "تزغرت" مهما كانت الفرحة عارمة فيما بعد بأي لقب ناله الوفاق، فلن تكون بمثل فرحة أول لقب في مشواره الكروي. كم بلغت قيمة المنحة التي تحصلتم عليها بعد هذا التتويج؟ بصراحة "والله ما نشفى" لكننا حصلنا على منحة ضئيلة جدا، وقتها لم نكن نلعب من أجل المنح ولا نعرفها إلا إذا أعطيت لنا، فكنا نبحث أكثر عن النتائج وكرة القدم، فالفوز بأول كأس في الجزائر المستقلة أغلى ولا يمكن أن يقدر بثمن. لما تشاهد تلك الكأس الموجودة إلى اليوم، بماذا تحس؟ الكأس موجودة الآن في مركز التكوين بفندق "فرنسا" وتذكرني كثيرا بالماضي، تذكرني بالصور الجميلة التي وجدناها في سطيف بعد عودتنا بالكأس من العاصمة، وكيف كان الجمهور وحماس الشباب. ونلت أيضا كأس الجمهورية الثانية أمام "الموك"، كان التأكيد بطبيعة الحال؟ كان فريقا كبيرا زاده وجود العديد من اللاعبين من العائلات نفسها هيبة واحتراما (الثنائي ماتام، الثلاثي بولكفول)، ولم يكن هناك التفكير المادي في الفريق، وهو ما جعل الفريق قويا ويفوز بأول كأسين للجمهورية بعد أن فزنا بكأس 1964 أمام مولودية قسنطينة. ولماذا غادرت نحو شباب بلكور في 1965؟ كان ذلك بسبب الدراسة في العاصمة، ولم يكن بإمكاني التوفيق بين الدراسة ولعب كرة القدم في سطيف، وكان الأمر سيبدو صعبا لي، لذلك أمضيت مع شباب بلكور الذي كان من أحسن الفرق بدوره في الستينيات، بدليل أنني حصلت معه على بطولة الجزائر 1965/1966 وأيضا على كأس الجمهورية للموسم نفسه أمام رائد القبة، وسجلت في المباراة النهائية الهدف الثالث (انتهت 3-1)، وكان فريق القبة يضم لاعبين أقوياء مثل عميروش وزيتوني لكن "السياربي" وقتها كان "ماكنة". وكيف كانت العودة إلى سطيف بعدها؟ حصل لي مشكل لما قررت العودة إلى سطيف بعد موسمين في الشباب، حيث كان القانون وقتها ينص على البقاء موسما أبيض حتى أؤهل في الفريق الجديد، كان قانونا من أجل إجباري على البقاء في شباب بلكور. وقضيت موسما أبيض؟؟؟ نعم وقلت في نفسي حتى لو استلزم الأمر البقاء 10 سنوات دون ممارسة الكرة سأبقى لأعود إلى الوفاق، المهم هذا القرار حرمني من الوجود مع التشكيلة السطايفية التي توجت "بالدوبلي" في موسم 1967/1968 رغم أنني كنت من عناصرها وأتدرب معها بانتظام. كنت أيضا لاعبا دوليا في الستينيات، ماذا عن الفريق الوطني لتلك الفترة؟ كان فريقا مكونا من لاعبين محترفين في فرنسا، مثل مخلوفي، سوكان، زيتوني، بوبكر رحمه الله، وكان امتدادا لفريق جبهة التحرير الوطني. وكيف وجدت الوفاق بين الماضي والحاضر؟ فرق كبير لأنني كنا فريقا هاويا نلعب ونفرح لما يعطيك المدرب القميص وتكون على الميدان، وليس لك الحق سوى في منح المباريات وبقيمة عادية جدا، في حين أن الفريق الحالي تحول إلى ناد محترف وبأموال، وهذا هو الحال مع كل الفرق، وقتنا لم نكن نرى كرة القدم هكذا، هذا هو الوقت ولكني ألوم الفريق الحالي ليس على منح الأموال، ولكن... ولكن على ماذا؟ على التكوين، يجب أن يكون الاحتراف وجلب اللاعبين، مصحوبا دوما بعدم إهمال خريجي المدرسة في الأصناف الصغرى من أصاغر، أشبال وأواسط، يجب أن يبقى الوفاق بطلا في كل الأصناف الصغرى، ويكون له في كل موسم لاعبان إلى ثلاثة من خريجي المدرسة وأصنافه الصغرى. إذن لست راضيا عما يحدث في الوفاق حاليا لا تفهمني خطأ، ليس معناه عدم الرضا، فالإدارة الحالية تسير كرة القدم بالطريقة التي تراها مناسبة لها، ولكني أريد احترافا مقننا وليس فوضويا، الأمر لا يعني هنا وفاق سطيف ولكن يعني كل الفرق الجزائرية. ولكنك سيّرت الوفاق في موسمي 2001-2002 و2002-2003 قبل ذلك الوفاق كان له في المواسم الماضية فريق كبير وحصل على الألقاب، والشيء نفسه تفعله إدارة إتحاد العاصمة في الموسم الحالي من أجل بناء فريق قوي، ولكن يجب عدم إهمال التكوين في كل الأندية، ويجب أن تكون هناك قواعد، هذا ما حاولت أن أركز عليه كثيرا في الفترة التي كنت فيها مسيرا للوفاق. هل تتابع الوفاق في السنوات الأخيرة؟ بطبيعة الحال فالفريق منذ 2007 يعتبر من أكبر التشكيلات، لأنه ليس في متناول أي كان أن يحصل على اللقب العربي مرتين متتاليتين وأمام فرق كبيرة على الصعيد العربي، وكذا البطولة مرتين، وكأس الجمهورية و3 كؤوس شمال إفريقيا، مرات أحتار في تشكيك البعض في قيمة ألقابه، لأنه ليس من السهل في كرة القدم أن تحصل على لقب مهما كان نوعه، وهنا يجب الإشادة بالعمل الذي قامت به إدارة سرّار لأن هذه الألقاب ما كانت لتكون لولا وجود سياسة معينة ومجهودات مبذولة، فالألقاب لا تباع في المحلات أو على قارعة الطريقة، ولكن الوصول إليها يتطلب سياسة وعمل، لكن... هذه هي "لكن" التي نبحث عن الإجابة عليها أعيد للمرة الثالثة يجب أن يكون العمل مصحوبا باهتمام بالفئات الشبانية، ولما يكون لك لاعب أو اثنان جيدان من الأواسط يجب أن يستفيدا من الترقية واللعب مع الأكابر وامنحهما فرصة اللعب، لأن اللاعب في رأيي يبرهن أنه قادر على اللعب مع الأكابر لما يكون في السنة الثانية أواسط. لما جئت إلى تربص الوفاق في تونس، تكلمت كثيرا مع دلهوم بماذا نصحته؟ دلهوم ابن الفريق وهو قائده، وأردت أن أنقل له ولبقية اللاعبين ضرورة أن تكون له روح المجموعة، وحب الفريق والتكوين، والخروج بنتيجة إيجابية، وطلبت منه ومن اللاعبين الحاليين يومها ضرورة التشرف بحمل ألوان الوفاق، وأن يكونوا في مستوى المسؤولية، ولا يفكروا فقط في الأمور الثانوية الخاصة بالأموال وغيرها، ولا بد من التفكير في تحويل الفريق إلى ناد كبير. في 2010 كنت في رحلة علاج والفريق حصل على كأس الجمهورية، وأهديت لك كيف تلقيت ذلك؟ شئ "قاسني" وأفرحني كثيرا، لأن الإدارة وقتها وعلى رأسها حكوم سرّار لم ينسونا، وتمنيتها للوفاق أمام شباب باتنة "والحمد لله أديناها"، بصراحة إهداء الكأس لي من طرف رئيس النادي سرّار رفع الكثير من معنوياتي وأنا في فرنسا للعلاج، لأن الحصول على كأس الجمهورية في 2010 هو عبارة عن ربط الحاضر بالماضي، لأن سطيف وكأس الجمهورية أكثر من قصة. على ذكر هذه القصة، لماذا تربط سطيف بالكأس أكثر من البطولة؟ صحيح الارتباط بين سطيف والكأس كان منذ الاستقلال، وكنا نعطي دوما أهمية لكأس الجمهورية أكثر من البطولة، وإلى الآن ما زالت هذه العادة، لما نأخذ الكأس نفرح أكثر من البطولة، ولو تسأل أي لاعب أو مناصر للوفاق السطايفي أيهما تفضل الكأس أو البطولة؟ سيجيب كأس الجمهورية، وهذه أصبحت من العادات والتقاليد في المدينة. فريق السنة الحالية هل شاهدته؟ باستثناء الزيارة التي قمت بها إلى تونس حيث التقيت التشكيلة وقتها، فإن ظروفي الصحية لم تسمح لي بمشاهدة مقابلات الفريق في بداية الموسم الحالي، ولكن من خلال الأصداء التي تصلني ووسائل الإعلام فالوفاق له فريق جيد ويلزمه التدعيم، ولا أقصد هنا تدعيم اللاعبين ولكن الدعم المعنوي من الأنصار، وأيضا الاهتمام من الإدارة وتوفير كل ظروف النجاح، خاصة أنني في الموسم الحالي لاحظت أن الوفاق أصبح يلعب فيه الكثير من اللاعبين الشبان، والنتيجة ستكون مع بداية مرحلة الإياب، وفي رأيي الوفاق قادر على الذهاب بعيدا بالتعداد الحالي. ماذا يلزم الوفاق لكي يحصل مجددا على كأس إفريقيا؟ يلزمه أولا الوصول إلى تكوين فريق جيد على المستوى الوطني، وبعدها سنفكر في ضبط مستوانا على الصعيد القاري، وليس مستحيلا أن نتوج من جديد بكأس إفريقيا للأندية، ويجب العمل فقط من أجل فريق قوي، وهذا ليس فقط بأن تجلب لاعبين ولكن بتشكيلة تكون متكاملة الواحد يكمل الآخر، وفي كل منصب هناك لاعب يكمل البقية، و11 لاعبا يكونون في مستوى واحد مثلما هو الحال في الفريق الحالي. متى كان توقفك عن كرة القدم؟ كان في بداية السبعينيات لا أتذكر جيدا 72 أو 73. إذن شاركت في مقابلة تيارت الشهيرة؟ بطبيعة الحال وكيف لي أن أنساها ونحن نلنا من الضرب والرشق بالحجارة الشيء الكثير، المهم أننا تمكنا من فرض التعادل على شبيبة تيارت في ميدانها 1-1 وإنقاذ الوفاق من النزول، رغم أن الخسارة كانت تعني النزول إلى الدرجة الثانية ونجاة تيارت. ولكن وقتها تم الإعلان في الإذاعة أن الوفاق نزل إلى القسم الثاني، قبل التراجع في اليوم الموالي وتصحيح الخطأ؟ في تلك الفترة لم يكن الناس على إطلاع جيد بالقوانين، والكل ظن أن الوفاق سقط إلى الدرجة الثانية بناء على فارق الأهداف الإجمالي بعد أن أنهى الوفاق وتيارت البطولة بالرصيد نفسه من النقاط، في حين أن القانون ينص على الاحتكام إلى نتيجة المباراتين بينهما ذهابا وإيابا، نحن في الفريق كنا نعلم هذا ولهذا فرحنا بعد نهاية اللقاء بالتعادل، المهم أن الوفاق وإن لم ينزل في 1971 فقد ترك تاريخا بعد ذلك ب 17 سنة لبقية الفرق عندما سقط 1988. تقصد التتويج بكأس أندية أبطال إفريقيا وهو في القسم الثاني نعم عندما تحصل على كأس أندية أبطال إفريقيا وأنت في القسم الثاني، شيء يتطلب التوقف عنده كثيرا، الناس وقتها لم يصدقوا، لما لعبنا في مصر أمام الأهلي الكل قال مستحيل أن يكون هذا فريقا من القسم الثاني. عجاس صرح لنا في حواره أنك قلت للاعبين بعد النزول أمام المولودية في بولوغين: "لا تقلقوا أبنائي فالطبخة مطبوخة"، هل كنت تتوقع بعد النزول أن الوفاق سيكون بطلا قاريا؟ أعرف أنه "نطيح" أو ما "نطيحش" يلزمنا العمل الجاد، لأنه ليس عيبا في كرة القدم أن تنزل إلى الدرجة الثانية، فهذا الوفاق نزل وتوج بالكأس الإفريقية، وبعدها الأفرو- أسيوية، وعاد من جديد إلى النزول في 94 وصعد في 1997 وأصبح سنوات بعد ذلك بطلا للعرب ولشمال إفريقيا، ولعب نهائي كأس "الكاف"، فليس عيبا أبدا أن تنزل ولكن المطلوب هو العمل لإعادة الوقوف، ومساندة الفريق وقت الشدة وهذا ما قصدته من كلامي مع اللاعبين بعد النزول في 1988، هنا كان واجبا علينا نحن القدامى أن نقف مع الفريق في الوقت الصعب، وخاصة أننا نعلم جيدا أن مستوى فريقنا في القسم الثاني المهم "طحنا طحنا" ولكننا "طحنا" وتركنا تاريخا، بنيل الكحلة اللقب القاري وهي في القسم الثاني، إذن فأنا أفضل أن أكون في القسم الثاني وأنال لقبا قاريا على أن أبقى في القسم الأول، وأقول "كيفاه نطيح ولا أنال شيئا"، لأنه في النهاية تاريخ الفرق يقاس بالألقاب التي تحصل عليها وليس بعدد السنوات التي تلعبها في القسم الأول، ليس عيبا أن تسقط ولكن اعمل بعدها لكي تصعد. ما هي أجمل ذكرى لك مع الوفاق؟ الكثير والكثير من الذكريات الجميلة، خاصة التي كانت لي مع الرئيس بن بلة. على ذكر بن بلة لعبت المقابلة التي كانت في وهران يومين قبل الانقلاب عليه كانت مقابلة كبيرة لأن الجزائر استقبلت المنتخب البرازيلي بطل العالم في ملعب زبانة بوهران، وحضرت البرازيل بكل نجومها بيلي، غارينتشا، جالما سانتوس وغيرهم، تبقى مقابلة كبيرة من الناحية الرياضية رغم سلبية ما حصل بعدها، كما أتذكر مرة أن الرئيس بن بلة "عرضنا" لمأدبة عشاء ودعاني للجلوس مقابله وتحدثنا كثيرا، بن بلة كان يحب الرياضة كثيرا ويحب وفاق سطيف، وكانت لي علاقة مميزة مع الرئيس وقتها وأنا لاعب في الوفاق. لم يعجبك الانقلاب الذي حصل عليه؟ لا أنا ضد ذلك، ولكن أسمح لي بأن لا أتحدث عن هذا الموضوع. لما أصبح ابنك رضا لاعبا في الوفاق وحصل معه على الكأس الأفرو- أسيوية، كيف كان شعورك؟ فرحنا كثيرا خاصة أن الفريق "تاعنا" لما يحصل على ألقاب يبقى مميزا تماما، ويبقى تواصل الأجيال شيئا مميزا في العائلة. ما الشيء الذي تقوله لمسيري الوفاق الحاليين؟ أوصيهم بالعمل والاهتمام بالفريق من الأصاغر إلى الأكابر، لأنه لما تعمل تنال والحمد لله أرى أن الإدارة تقوم بعمل مقبول حتى لو كان فيه بعض السلبيات، إلا أنه ليس من السهل تكوين فريق مثل الذي كان في السنوات الماضية، وإعادة بناء فريق جديد في الموسم الحالي والوصول به إلى المرتبة الثانية وهذه تحسب لصالح الإدارة، خاصة أن الاحتراف يتطلب أموالا كثيرة. والجمهور ماذا تقول له؟ الجمهور يحتاج إلى تكوين، ولابد من إنشاء لجان الأنصار التي تراقبه وتساعده وتقوم بتوعية الجمهور، وتقضي على الهمجية و"التكسار" الذي أصبح من يوميات الكثير من المقابلات، ولابد أن ترجع التربية لأن كرة القدم فيها دوما فائز ومنهزم، ولو يصبح فريقك يفوز كل يوم فلا تصبح أي متعة وذوق للرياضة، ولابد أن يكون الفريق محاطا بأبنائه من الأنصار الأوفياء، ليس فقط بالحضور ولكن أيضا بمساندته وتوعية المحيط وضرورة تفعيل دور لجان الأنصار. كلمة أخيرة أتمنى من كل قلبي التوفيق للوفاق السطايفي، وهذا يكون بالعمل ثم العمل وفرض الانضباط، ونحن هنا من أجل النصح والمشورة وإعطاء الرأي، وأتمنى أيضا للمنتخب الوطني أن تتحسن أموره وينزع الفرق بين اللاعب المحترف والهاوي، والأحسن في منصبه هو من يلعب ونحن كلنا جزائريون، وليس معقولا أن يبقى لاعب على مقعد البدلاء في فريقه ولا يشارك تماما ويأتي مع المنتخب الوطني ويشارك أساسيا هذا غير مقبول.