أسباب الحادث بين الخلل التقني والعامل البشري خلّف اصطدم قطارين على مستوى محطة حسين داي بالعاصمة، في حدود الساعة 8 سا و10 د قتيلا و93 جريحا كحصيلة أوّلية أثبتت أن عشرات الجزائريين قد نجوا من الموت في مجزرة مروّعة شبيهة بتلك التي تشهدها بين الفينة والأخرى بعض الدول مثل الهند ومصر. تعود مجريات الحادث إلى خروج قطار قادم من محطة (آغا) باتجاه الثنية (بومرداس) وانحرفه عن مساره، ووقع الحادث قبل أن يبلغ محطة حسين داي بحوالي 150 متر، وهذا ما أثار حالة هلع كبيرة بين المسافرين. وكشف سفيان بختي، الملازم الأوّل المكلّف بالإعلام لدى مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر، عن هلاك ضحية وجرح ثلاثة وتسعين مسافرا، حيث سجّل وفاة الضحية لحظة انحراف القطار وهي سيّدة كانت في طريقها إلى العاصمة عن عمر تناهز ال 57 عاما. وقال بختي أن أسباب الحادث يحتمل أن تكون تقنية أو تعود إلى العامل البشري والتحقيقات متواصلة، مضيفا أنه تمّ إحضار رافعة من أجل رفع بقايا حطام القطارين. وحسب سفيان بختي فإن المصابين تمّ إسعافهم ونقلهم إلى عدّة مستشفيات (مصطفى باشا وبارني والقبّة) وهم يشكون من مختلف الإصابات، منها الخطيرة والأقلّ خطورة، كما تمّ التكفّل بالمصابين من حيث الحالة النفسية بعد إصابتهم بحالة من الذعر والهلع، مشيرا إلى أنه في وقت وجيز تمّ إرسال العشرات من سيّارات اإسعاف وشاحنات الحماية المدنية. ومن جهته، قال بن جاب اللّه ياسين، مدير الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، إن المكان شهد حالة خوف وهلع شديد بين المسافرين إثر اصطدام عنيف بين قطارين، فيما رجّح شاهد عيان فرضية عمل تخريبي في خروج القطار عن السكّة، حيث طمأنّ المسافرين مؤكّدا أن القطارات ستعاود نشاطها العادي خلال الفترة المسائية. وكشف مدير مستشفى (مصطفى باشا) أن هناك 53 شخصا في حالة خطيرة جرّاء هذا الحادث لم يغادروا المستشفى من بين ال 93 الذين استقبلهم هذا المستشفى فقط، وقال إنه تمّ نقل المصابين في الحادث إلى 3 مستشفيات ويتعلّق الأمر بمستشفى (مصطفى باشا)، مستشفى (بارني) بحسين داي ومستشفى القبّة. سلاّل في قلب الحادث ألحّ سلاّل بعد اطّلاعه عن كثب على حالة المصابين على الأهمّية القصوى التي تكتسيها معرفة مسبّبات هذا الحادث عن طريق الإسراع في تعيين هذه اللّجنة التي سوف تطّلع على العلبة السوداء لمعرفة مسبّبات هذه الفاجعة، وأكّد في سياق متّصل على ضرورة الإسراع في تحرير السكّة الحديدية من بقايا القطار المحطّم لضمان السيرورة العادية للقطارات بهدف عدم تعطيل المسافرين عن مصالحهم. كما توجّه سلاّل إلى مستشفى (مصطفى باشا) لمعاينة الجرحى ووقف على أربع حالات في حالة خطيرة، حيث أمر الأطبّاء الجرّاحين بالتكفّل السريع بالحالات الصعبة فورا. وعلى خلفية الحادث أمر سلاّل بتنصيب خلية أزمة لإبلاغ عائلات المصابين في الحادث، كما لا تزال عملية إجلاء الجرحى متواصلة إلى حدّ الساعة، علما بأن الشرطة العلمية ستنقل العلبة السوداء لمعرفة الأسباب الحقيقية للحادث. شهود عيان ل أخبار اليوم : هذا ما حدث.. أكّد شهود عيان في تصريح لهم ل (أخبار اليوم) أن القطار الذي كانوا على متنه والقادم من منطقة الثنية ببومرداس كان يسير بسرعة كبيرة وقاطعه قطار آخر قادم من الجهة المعاكسة قادما من محطة القطار (آغا) نحو الثنية، حيث تمايلت إحدى العربات لتصيب القطار الثاني، ما أدّى به إلى الانحراف والخروج عن السكّة، حيث تعالت أصوات المسافرين الذين صدموا من هول الحادث مع وقوع إغماءات وأزيد من 93 جريحا وتسجيل ضحية واحدة كحصيلة أوّلية. الحادث -حسب شهود عيان- سجّل على الساعة 8.04 دقائق بحسين داي. وقال ناجون في تصريح ل (أخبار اليوم) الذين كانوا على متن القطار إن هذا الأخير كان يسير بسرعة مفرطة، وهو ما جعله ينحرف من على السكّة الحديدية الخاصّة به، مؤكّدين أن القطار هو الملاذ الوحيد للعمال والطلبة لأنه وسيلة النقل الأساسية التي تجعلهم يتفادون أزمة حركة المرور التي تعاني منها كلّ الطرقات المؤدّية، سواء نحو العاصمة أو الوجهات الأخرى في أوقات الذروة التي تشهد توجّه الموظّفين والطلبة إلى مقرّات عملهم وجامعاتهم. مشادّات بين بعض أهالي الجرحى وأعوان الأمن شهد مستشفى (مصطفى باشا) الجامعي، في العاصمة، مشادّات عنيفة بين بعض أهالي جرحى الحادث المأساوي لقطار الجزائر-الثنية وأعوان الأمن الذين منعوهم من الدخول للاطمئنان على أهاليهم. ومنع أعوان الأمن زوجة سائق القطار ديلمي يونس الموجود في غرفة الإنعاش من دخول الاستعجالات الطبّية الجراحية ودعوها إلى ضبط النفس والانتظار إلى غاية خروجه من الإنعاش شأنها شأن كثير من أقارب المصابين في الحادث الأليم. عبلة عيساتي