انحراف قطار بالعاصمة يخلف قتيلا و70 جريحا خلف خروج قطار لنقل المسافرين عن السكة أمس الأربعاء، بحسين داي بالعاصمة مقتل امرأة في العقد الخامس من العمر وجرح 70 شخصا آخرين نقلوا إلى المستشفيات حسب حصيلة نهائية، أربعة منهم حالتهم خطيرة حسب مصادر الحماية المدنية، وقد تنقل الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة وزيري الداخلية والجماعات المحلية والصحة والسكان والمدير العام للحماية المدنية إلى عين المكان للوقوف على الأضرار التي خلفها الحادث وكيفية التكفل بالمصابين، وشدّد على ضرورة معرفة الأسباب في أقرب وقت ممكن، كما تنقل بعد ذلك إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي لزيارة الجرحى والوقوف على عملية التكفل بهم، وقد أمر بتشكيل خلية أزمة و تشكيل لجنة لتقصي أسباب الحادث في اقرب وقت ممكن. كتب للرحلة رقم 53 على متن قطار الضاحية الكهربائي الذي يربط الجزائر العاصمة بالثنية شرق ولاية بومرداس أن لا يصل أمس إلى محطته النهائية، فبعد حوالي ربع ساعة من انطلاقه من محطة "آغا" بالجزائر العاصمة حاد عن سكته على مستوى محطة حسين داي في هذا التوقيت الذي يعرف ذروة التنقل بين الجزائر العاصمة وضواحيها بالنسبة للطلبة خصوصا والعمال والموظفين. وحسب الملازم الأول سفيان بختي المكلف بالإعلام بالحماية المدنية لولاية الجزائر، فإن القطار انحرف في حدود الثامنة صباحا و عشر دقائق عن سكته على بعد 150 متر عن محطة حسين داي ، وهو ما تسبب في وفاة سيدة تبلغ من العمر 55 سنة على الفور وجرح 93 آخرين حسب الحصيلة الأولية للحماية المدنية، وقد كان الاصطدام عنيفا إلى درجة تضرر مقطورتين بشكل كبير، بالإضافة إلى تضرر ست مقطورات أخرى بشكل جزئي، و تسبّب في غلق السكة الحديدية وتوقف حركة القطارات من والى الجزائر العاصمة إلى غاية آخر النهار. وبعد وقوع الحادث بدأت سيارات الإسعاف التابعة للحماية المدنية بالوصول إلى عين المكان لإجلاء الجرحى وإسعافهم، وحسب الملازم الأول سفيان بختي، فقد تم نقل أغلبية الجرحى إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، كما نقل البعض منهم إلى مستشفى بارني ومستشفى القبة، وحسب ما علم من مصالح الحماية المدنية فإن أربعة من الجرحى كانوا في حالة حرجة، أما إصابات الآخرين فكانت متفاوتة، وقد جندت 22 سيارة إسعاف لنقل الجرحى والمصابين والتكفل بهم، وقال مدير مستشفى مصطفى باشا رابح بارة من جهته في تصريح صحفي، أن مصالح المستشفى استقبلت 93 جريحا تم التكفل بهم جميعا، و أن 40 منهم غادروا بعدما تلقوا الإسعافات الأولية اللازمة، وأوضح أن سيدة بين الجرحى كانت حالتها حرجة وقد أدخلت مصلحة الإنعاش ثم استقرت وضعيتها بعد ذلك، كما يوجد بين الجرحى أيضا سائق القطار، وقد عمدت إدارة المستشفى إلى ضبط قائمة الجرحى وتعليقها لتسهيل الاتصال بذويهم. سلال يأمر بمعرفة الأسباب في أقرب وقت بعدها وفي حدود العاشرة صباحا زار الوزير الأول عبد المالك سلال رفقة وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد المالك بوضياف ووزير الداخلية والجماعات المحلية الطيب بلعيز والمدير العام للحماية المدنية مكان الحادث، ووقف على حجم الأضرار التي خلفها، وعلى كيفية إجلاء الجرحى وإسعافهم، وشدد على ضرورة تشكيل لجنة بأقصى سرعة لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذه الحادث المؤلم، كما تنقل بعد ذلك أيضا إلى مستشفى مصطفى باشا للاطلاع على حالات الجرحى، وهناك أعطى أوامر من اجل التكفل الجيد بالجرحى وإجراء العمليات الجراحية لمن تستدعي حالتهم ذلك دون انتظار، كما طلب من المعنيين الاتصال بذوي الجرحى وإخبارهم بذلك، وأمر بإجلاء الحطام الذي خلفه الحادث العنيف من على السكة وتحرير هذه الأخيرة في اقرب وقت للسماح لحركة القطارات بالاستمرار. كما شوهد عناصر الشرطة العلمية في مكان الحادث بعد وقت قصير وهم يجمعون العينات التي يتطلبها التحقيق في مثل هذه الحوادث، وقد استعانت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية برافعة من الحكم الكبير لرفع المقطورات التي تضررت وتحريكها إلى خارج السكة لفتح الحركة أمام القطارات الأخرى، وللإشارة فإن حركة القطارات من والى محطة الجزائر العاصمة توقفت لأكثر من نصف يوم أمس بفعل الحادث وهو ما خلق نوعا من الازدحام على مستوى الطريق السريع شرق العاصمة، والطرق الأخرى في نفس الاتجاه بالنظر لكثافة الحركة على هذا المحور خاصة في أيام الأسبوع، حيث يتنقل عشرات الآلاف من الطلبة إلى جامعة باب الزواروبومرداس شرقا والى مختلف الجامعات وسط وغرب العاصمة ، فضلا عن العمال والموظفين. تشكيل لجنتي تحقيق من جهتها ومباشرة بعد الحادث أعلنت وزارة النقل في بيان لها أمس، أنه تقرر تشكيل خلية أزمة مشتركة لمتابعة إجلاء الجرحى، ومتابعة الخسائر المادية والبشرية التي خلفها انحراف القطار المذكور، وجاء في ذات البيان الذي تسلمت النصر نسخة منه، أنه وبأمر من وزير النقل -الذي كان في زيارة للنمسا و قرر العودة على جناح السرعة- شكلت لجنة تحقيق على مستوى الوزارة تشرف عليها المفتشية العامة، وبدورها قامت الشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية -حسب ذات البيان- بتشكيل لجنة تحقيق ثانية على مستواها. و أكد بيان وزارة النقل الشروع في إخلاء وتنظيف مكان الحادث من الحطام، وإعادة تهيئة خط السكة الحديدية المتضرر من اجل استئناف رحلات القطارات أمس، كما أشارا البيان أن وزير النقل سيطمئن على أحوال جرحى الحادث في مختلف المستشفيات . محمد عدنان المدير العام لمؤسسة النقل بالسكك الحديدية للنصر لا يمكن معرفة أسباب الحادث قبل تحليل العلب السوداء زملاء السائق يشهدون له بالكفاءة والجدية في العمل قال المدير العام لمؤسسة النقل بالسكك الحديدية ياسين بن جاب الله، بأنه يستحيل معرفة أسباب حادث انحراف القطار الذي وقع صبيحة أمس على مستوى الحامة بالعاصمة، إلا بعد تحليل العلب السوداء الثلاثة، غير أنه استبعد في الوقت ذاته أن تكون عوامل خارجية، كسوء الأحوال الجوية أو وضعية السكة الحديدية وكذا القطار هي السبب. وأكد بن جاب الله في تصريح للنصر، بأن الأسباب لم تحدد بعد، موضحا بأن الفرق التقنية التابعة للمؤسسة تنقلت إلى عين المكان فور وقوع الحادث وقامت بتطويق المكان، وتمكنت من العثور على العلب السوداء الثلاثة التي وجدت في حالة جيدة، مما سيسمح باستغلال جميع المعلومات التي تتضمنها، والتي سيتم تحليلها من قبل مختصين على مستوى ورشات المؤسسة باستعمال أجهزة الإعلام الآلي. وعلق المصدر على شهادات بعض المسافرين الناجين، الذين أرجعوا الحادث إلى السرعة المفرطة، بالتأكيد على استحالة إعطاء تأويلات، لكنه أوضح بأن ما وقع صبيحة أمس ليس له أي علاقة بعوامل خارجية، كوضعية السكة الحديدية أو أسباب تتعلق بسوء الأحوال الجوية كشدة الرياح، قائلا « الأكيد أن هناك سببا آخر لا نعرفه بعد»، مضيفا بأنه عند انطلاق القطار من محطة الثنية بولاية بومرداس كانت كل الأمور عادية. وأفاد عضو بمفتشية القطارات على مستوى العاصمة شمون الهادي، الذي يشغل منصب رئيس قطارب، أنه يعرف السائق الذي كان يقود القطار القادم من محطة الثنية معرفة جيدة، مؤكدا بأنه يشهد له بحسن الأخلاق والسيرة الحسنة وبالجدية في العمل، مستبعدا أن يكون الإهمال هو السبب الرئيسي، بدعوى أن سائقي القطارات يخضعون لتكوين معمق وصارم، ويجرون امتحانات تحت إشراف مختصين، ولا يتم الترخيص لأي كان بقيادة القطار، إلا إذا كان قد ألمّ بجميع المعارف التي تتطلبها هذه المهنة، كما أنه لا يسمح للسائق المبتدئ بقيادة القطار بمفرده، إلا إذا رافقه سائق ذي خبرة وتجربة لمدة معينة. ويعتقد المصدر بأن حادثة القطار على غرار حوادث السيارات التي تقع يوميا، يستحيل أن يتعمدها السائق، خاصة إذا ما تعلق الأمر بالقطار، لأن الخطأ فيه لا يغتفر، ويؤدي حتما إلى الموت، قائلا بأنه يجب انتظار ما ستسفر عنه التحاليل المخبرية للعلب السوداء، في حين لم يستبعد عضو بفيدرالية النقل فالكو عمر، العامل البشري كالإفراط في السرعة، غير أنه أكد بأن مثل هذه الحوادث تقع في جميع البلدان، ولا يمكن تفاديها. وبحسب المسؤول بمفتشية القطارات، فإن الفرق التقنية التي انتشرت بموقع الحادث، قامت بإزالة العربات المتضررة، إذ سيستمر عملهم دون انقطاع إلى غاية إزالة كافة مخلفات الحادث، ليتم بعد ذلك إصلاح الجزء المتضرر من السكة الحديدية، ثم إصلاح الكوابل الكهربائية.