حين تستبدل الحشمة بالفضح باسم الموضة والرفاهية لا إشكال في لبس ونزع الحجاب حسب الأهواء الجنس اللطيف يتفنن في اللبس الفاضح والمظاهر مخزية عبر الأماكن العامة الحياء، العفة، الطهارة، حجاب المرأة وزينتها هو المظهر والسمات التي ميزت المرأة الجزائرية منذ سنين طويلة، فقد كان صوتها لا يعلو على صوت أخيها الرجل أبدا، إلا أنّ هذه المعايير قد انقلبت رأسا على عقب في السنوات الأخيرة، فقد أصبحت المرأة تتمتع بالكثير من الحرية ما فتح لها المجال للتعدي على الحدود التي كانت مسّطرة لها في السابق وكسر حاجز الحشمة والحياء، ليصبح مظهر التعري واتباع الموضة سمة فتيات الجزائر، لكن السؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن استبدال الحياء (بكل شيء نورمال)؟ عتيقة مغوفل (إن لم تستح فافعل ما شئت) هي العبارة التي لطالما رددها علينا الأساتذة في مختلف الأطوار الدراسية التي تدرجنا فيها، وكان كلما يتلفظ بها الأستاذ إلا واحمرت وجوهنا من الخجل، إلاّ أنّ هذه العبارة اليوم أصبحت تثير ضحك وسخرية كل من تتردد على مسامعه، ويعتبر )عبد قديم) على حسب التعبير المتداول بين الشباب، فحسبهم العبد الجديد والعصري هو ذاك الذي يكون متفتحا على جميع الأصعدة مواكبا الموضة الغربية من خلال الاختلاط الماجن بين الذكور والإناث في أماكن عامة وخاصة بالإضافة إلى كشف العورات وارتداء ملابس نصف عارية أمام الملأ دون حياء ولا خجل. فتيات ينزعن الحجاب للمشاركة في برامج غنائية ماجنة تناولت مؤخرا بعض وسائل الإعلام الوطنية تصريحا عن المدعو عامر بهلول، المنتج المنفذ لبرنامج ألحان وشباب المعروف بعودة المدرسة في طبعته 5، حيث صرح هذا الأخير أن إدارة المدرسة اشترطت على المشاركين في هذه الطبعة بالنسبة للإناث نزع الحجاب، أما بالنسبة للذكور فعليهم إنقاص الوزن أي أنه تم اشتراط وزن معين للذكور، إلا أن هذا الشرط أثار حفيظة الفتيات المحجبات كثيرا فبالنسبة لهن هو حرمانهن من صقل مواهبهن الفنية، وقد علل عامر بهلول المنتج المنفذ لبرنامج ألحان وشباب هذا القرار على أن الإدارة تلقت انتقاذات واسعة من قبل المشاهدين بسبب السماح بمرور بعض المشاركات في الطبعات السابقة وهن محجبات وأدين مختلف الطبوع الغنائية حتى الرايوية منها دون احترام الحجاب الذي يرتدينه، لذلك قررت الإدارة في هذه الطبعة منع الفتيات اللائي يرتدين الحجاب المشاركة في البرنامج أو عليهن التخلي عنه ونزعه للمشاركة في البرنامج، وبهذه الطريقة تكون بعض المؤسسات الوطنية قد نادت وبشكل بعيد إلى التخلي عن الحجاب واستبداله بالتعري وكشف العورات لكل من هب ودب. التلفزة الوطنية تنفي الخبر تصريحات (عامر بهلول) المنتج المنفذ لبرنامج ألحان وشباب المعروف بعودة المدرسة، جعلتنا نربط اتصالا هاتفيا (بمؤسسة التلفزيون الجزائري)، باعتبارها المنتج الرئيسي للبرنامج، وقد نفى السيد (علاء الدين قدامي) مسؤول إنتاج الأفلام بالتلفزيون الجزائري، نفيا قاطعا أن تكون هذه الهيئة العمومية قد أصدرت قرارا مثل هذا والذي يمنع المحجبات من المشاركة في برنامج ألحان وشباب، بل حمل من جهته عامر بهلول المنتج المنفذ مسؤولية تصريحاته واعتبرها تصريحات شخصية لا تخص التلفزة الوطنية في شيء، بل شدد على أن هذه الهيئة هي الوحيدة المخولة بأخذ قرارات مصيرية مثل هذه ولا يحق لأي كان أن يتخذ مثل هذه القرارات الرسمية. مظاهر التعري تطال الأقطاب الجامعية وعلى ما يبدو أن مواكبة الموضة وكشف العورات تطال حتى الأقطاب الجامعية، هذه الأماكن المقدسة التي يبذل الطالب مجهودات كثيرة وتضحيات جسام حتى يصل إليها، ولكن وفور جلوسه على أحد مقاعدها إلا ويبدأ بالتفكير في تغيير شكله وهندامه، وهو حال الكثير من الطالبات اللائي يعملنَ جاهدات على خلع لباس السترة الذي يخرجن به من منازلهنَ، خصوصا الطالبات اللائي يقمنَ بالأحياء الجامعية، فبعدهن على أسرهنً يعني بالنسبة للكثير منهنَ الحرية المطلقة التي تبدأ بتغيير الهندام تشبها ببنات العاصمة، فباعتقاد هذا الصنف من الفتيات أن التحضر يكمن في التعري وارتداء سراويل وتنانير قصيرة من شأنها أن تظهر بعض تفاصيل أجسادهنَ، فيخيل لكل من يدخل أحد الكليات أو الأقطاب الجامعية في أي قطر من الوطن أنه داخل إلى إحدى الجامعات الأوروبية بعد الاصطدام بالمظهر الخارجي للطالبات الجزائريات، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط، فالكثير من هؤلاء الفتيات يفكرنَ إنَ تغيَر مظهرهنَ قد يسمح لهنَ بالظفر بزوج المستقبل لأنهنَ يعتقدنَ أن مظاهر التعري ستعمل حتما على إغراء الشباب، ومن ثمة ربط علاقات مشبوهة والطمع في التقدم لخطبتهنَ وتحقيق حلم الزواج، غير مدركات أن هذا التفكير قد جرّ العديد من الفتيات إلى الهاوية للأسف، فكم من واحدة خسرت شرفها وباعت جسدها بأبخس الأثمان لتجار الرذيلة والهوى. قاعات الشاي وكر للرذيلة في العاصمة تعتبر قاعات الشاي وحتى المطاعم من الأماكن المفضلة التي يحب أن يتردد عليها الشباب، فهي الأمكنة المفضلة بالنسبة لهم حتى يجتمع فيها أهل الغرام ببعضهم البعض بعيدا عن الأنظار، وحر الصيف وقر الشَتاء، فالداخل إلى إحدى قاعات الشاي المتواجدة بجوار جامعة بن يوسف بن خدة الواقعة بساحة أودان يصطدم بواقع مرير يجعل الفرد يستحي حتى من نفسه، شابات في مقتبل العمر يرتدينَ ملابس ضيقة وقصيرة تفصل مناطق حساسة من أجسادهنَ، جالسات رفقة أصدقائهنَ الذكور في وضعيات مخلة بالحياء في الكثير من الأحيان، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط فالرؤية في هذا النوع من الأماكن تكاد تنعدم تماما بسبب دخان السجائر المنبعث منها، ولكن الأدهى والأمر أن أغلب المدخنات من الإناث فحسبهنَ هو مظهر من مظاهر التحضر والتمدن. كنزة مرسلي... بضاعة جزائرية في ستار أكاديمي ولكن المؤسف في الأمر أن تعري الجزائريات قد أصبح له اليوم صدى عربيا ودوليا كبيرين، وهو ما جسدته على أرض الواقع المشاركة الجزائرية كنزة مرسلي، في برنامج ستار أكاديمي فقد تفننت هذه الأخيرة في ارتداء ملابس عارية تظهر الكثير من تفاصيل جسدها للمشاهدين، وهو الأمر الذي استهجنه الكثير من الجزائريين على مختلف أطيافهم، وعبر كافة ربوع الوطن وهو ما وجدناه جليا عبر شبكة التواصل الاجتماعي الفايس بوك، فقد قام بعض الناشطين فيها بتخصيص صفحات كاملة لهذا الغرض، حيث طالبوا فيها كنزة مرسلي بضرورة الابتعاد عن كل التصرفات التي من شأنها أن تشوه صورة المرأة الجزائرية من خلالها، وذلك من خلال ارتداء بعض الملابس غير المحتشمة أو إقامة علاقات غرامية مع بعض المشاركين الشباب داخل الأكاديمية، فقد عبر الكثير من الناشطين عن امتعاضهم من أداء كنزة مرسلي أغنية ثورية بمناسبة إحياء ذكرى ستينية اندلاع الثورة الجزائرية وهي نصف عارية. الأسر منوطة بتوعية وإرشاد بناتها مظاهر التعري التي تفننت فيها بناتنا وأصبحت متفشية عبر الشوارع والمدن الجزائرية والعديد من الأمكنة العامة، جعلتنا نطرح السؤال من المسؤول عن انعدام الحشمة والحياء عند الشابات، وللإجابة عن سؤالنا ربطنا الاتصال بالأستاذ (محرز واكلي) مختص في علم الاجتماع، الذي أوضح لنا بدوره أن الأسرة هي المسؤول الرئيسي عن الوضعية التي وصلت إليها الكثير من الفتيات، وذلك بسبب منحهن بعض الحرية المطلقة، وبمفهوم خاطىء، فالحرية التي كان يجب منحها للفتاة حرية أخذ بعض القرارات المصيرية التي من شأنها أن تساهم في بناء مستقبلها، كاختيار الشعب العلمية، اختيار قبول أو رفض الزوج المناسب، حرية التعبير عن آرائها خصوصا في القضايا المصيرية التي تهم الجماعة، ولكن وللأسف فإن الحرية التي منحتها الأسرة للفتيات اليوم كانت بعيدة كل البعد عن هذا المسار، فقد منحت البنت حرية لبس ما تشاء ومواكبة الموضة حتى تشبه بنت العم والخال، ولا يكن أحسن منها، حرية اختيار الأصدقاء فتيات كن أو ذكورا وذلك بحجة أنه زميلها في الدراسة، كما منحت الأسرة للفتاة حرية الدخول والخروج من المنزل كيف ما تشاء ووقت ما تشاء، وبهذا يكون أولياء الأمور قد ابتعدوا عن الكثير من العادات والتقاليد التي من شأنها أن تضع المرأة أمام بعض الضوابط التي لا يجب الخروج عنها وبتعديها تكون قد فقدت جزءا هاما من حشمتها ووقارها كامرأة صالحة في المجتمع.