قال الأمين العام لاتحاد الصلب العربي الجزائري محمد عيد الأشقر على هامش قمّة الصلب التي عقدت مؤخّرا في دبي إن الدول العربية فقيرة جدّا في مشروعات المناجم، وأن هناك قُصورا في البِنية التحتية، خاصّة في الموانئ وخطوط السكّة الحديدية، خصوصا في شمال إفريقيا، مؤكّدا أن الإغراق سيحدّ من منافستها ويؤثّر سلبا على خططها التنموية. دقّ المختصّ الجزائري ناقوس الخطر بفعل التهديد الكبير الذي بات يحيط بشركات الصلب العربية، على غرار (أرسلور ميتال) الجزائرية بفعل تنامي قضايا الإغراق، مشدّدا في حوار لموقع (الوفد) المصري أمس على ضرورة العمل الجماعي بين الشركات العربية والحكومات وإلزامية التوسّع في استثمارات المناجم إذا أرادت النهوض بصناعة الصلب في الوطن العربي. ويعرف الإغراق لدى المختصّين بأنه طرح منتجات في الأسواق بسعر أقلّ عن سعر بيعها في أسواق الدول المنتجة لها أو بسعر يقلّ عن سعر بيعها في أسواق الدول الأجنبية الأخرى أو بيعها بسعر يقلّ عن تكاليف إنتاجها، ممّا يؤدّي إلى إلحاق الضرر بالمنتجات المحلّية المثيلة في الدولة المستوردة لهذه المنتجات. وفي السياق، أشاد الخبير الجزائري بالجهود التي تبذلها مصر في هذا المجال، معتبرا أنها البلد الوحيد بين سائر الدول العربية التي لديها خبرة كبيرة في مجال مكافحة الإغراق، فيما لم يسجّل أيّ مجهود يذكر للحكومة الجزائرية لتطوير هذه الصناعة الحيوية. هذا، وتنتج الجزائر حوالي مليوني طنّ فقط من الحديد الصلب و3.5 فقط من المنتجات الطويلة كحديد البناء والصفائح، في حين أن حاجتها تزيد عن 6 أو 7 ملايين طنّ سنويا، حسب العديد من الخبراء والفاعلين الاقتصاديين، بمعنى أنها تستورد الباقي كلّه من الخارج، وهذا ما يؤكّد وجود خلل كبير في برامج التنمية التي أهملت صناعة الحديد رغم أنه قوام كلّ الصناعات الأخرى. ذات المسؤول قال إنه من الظلم المقارنة بين صناعة الصلب في الوطن العربي بمثيلتها في دولة مثل الصين تنتج نحو 850 مليون طنّ سنويا، حيث أن صناعتنا العربية تنمو بشكل طيّب للغاية رغم وجود إغراق ومنافسة سعرية غير عادلة مع الدول الكبري المنتجة مثل الصين وأوكرانيا والهند والبرازيل وغيرها، مُضيفا في ذات الصدد أن إنتاج الدول العربية من الصلب الخام -مثلا- زاد إلى 31 مليون طنّ العام الماضي، منها 18_5 مليون طنّ في الدول العربية بمنطقة الخليج، بالإضافة إلى 12_5 مليون طنّ للدول العربية في شمال إفريقيا، ومن المخطّط أن يصل الإنتاج من الصلب الخام بحلول عام 2017 إلى 57 مليون طنّ، منها 32 مليون طنّ في الدول العربية بمنطقة الخليج و25 مليون طنّ في الدول العربية شمال إفريقيا. وفي ذات السياق، حذّر الخبير الجزائري من تفاقم الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك، خاصّة في حديد التسليح، حيث وصل إنتاج حديد التسليح العام الماضي إلى 27 مليون طنّ والعام القادم سيصل إلى 30 مليون طنّ، وسجّلت الفجوة العام الماضي 2013 نحو 5 ، 6 مليون طنّ تزداد إلى 7 ملايين طنّ بحلول عام 2015. وعن رأيه في ارتفاعات الأسعار المتوالية للحديد في كافّة المصانع العربية، أشار الأمين العام لاتحاد الصلب العربي إلى أن الشركات العربية المنتجة للحديد والصلب لا تمتلك حرّية تحديد الأسعار كما يعتقد النّاس لأن الأسعار ترتبط ارتباطا كلّيا وجزئيا بأسعار المدخلات بالبورصات العالمية.